إنه دم الحسين

إنه دم الحسين
الثلاثاء ٠١ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٤:٥٥ بتوقيت غرينتش

إعتقد طغاة الامس ان دم الحسين (سلام الله عليه)، كدماء غيره، وان جريمتهم في كربلاء سوف يدفنها الزمن، ولكن خاب ظنهم، فالحسين (سلام الله عليه) الذي قُتل وحيدا دون ناصر، قبل نحو 1400 عام، تزحف اليوم الملايين من البشر، الى مثواه، الذي تحول، بإرادة الهية، الى قبلة للأحرار.

لم ولن تجد العقول، مهما علا شأنها، تفسيرا علميا، للظواهر المرتبطة بثورة الحسين (سلام الله عليه)، يمكن ان تروي ظمأها، لذلك تخفي عجزها، وراء حديث مأثور عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، يكشف سرّ ديمومة وانتشار هذه الظواهر، وهذا الحديث المعجز ليس سوى قول سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله):”ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ابدا”.
من نافلة القول، ان الظلم الذي تعرض له اتباع اهل البيت (سلام الله عليهم) عبر التاريخ، كان يكفي لإبادتهم من الوجود، ولكن مثل هذا الأمر لم يحدث، بل الذي حدث هو عكس ذلك تماما، فقد إشتد عود اتباع اهل البيت (سلام الله عليهم)، وانتشروا في الارض، حتى اصبحوا اليوم، اكبر مانع امام مخططات ومؤامرات اعداء الاسلام والمسلمين من المستكبرين والصهاينة، الذين لم يجدوا وسيلة لمواجهة هذا “العدو”، إلا تحريض أذنابهم وأتباعهم من التكفيريين، لاشعال الفتن الطائفية بين المسلمين.
من الظواهر الحسينية التي حيرت العقول، ظاهرة زيارة الاربعين، التي تمثل اكبر تجمع انساني على وجه البسيطة، حيث يتجاوز عدد زوار الحسين (سلام الله عليه) في الاربعين الملايين، قادمين من قارات العالم الخمس، اكثرهم مشيا على الاقدام، والشيء المعجز في هذا التجمع البشري، انه يُقام دون اي تخطيط او دعم مالي حكومي، ومسرحه هو العراق، الذي يعتبر أخطر مكان لاتباع اهل البيت (سلام الله عليهم)، حيث لا يمر يوم لا تستهدف فيه “داعش” والجماعات التكفيرية، الناس في المساجد والحسينيات والمستشفيات والشوارع والاسواق والمتنزهات والجامعات والمدارس ورياض الاطفال.
إعتقد طغاة الامس ان دم الحسين (سلام الله عليه)، كدماء غيره، وان جريمتهم في كربلاء سوف يدفنها الزمن، ولكن خاب ظنهم، فالحسين (سلام الله عليه) الذي قُتل وحيدا دون ناصر، قبل نحو 1400 عام، تزحف اليوم الملايين من البشر، الى مثواه، الذي تحول، بإرادة الهية، الى قبلة للأحرار، وهو ما أصاب طغاة اليوم بالجنون، فأعادوا خطأ اسلافهم، باستهداف اتباع اهل البيت (سلام الله عليهم)، بالتفخيخ والتفجير، وفاتهم كما فات اسلافهم، ان دم الحسين (سلام الله عليه) ليس كدماء غيره، وما زيارة الاربعين الا بعض معاجز هذا الدم.

• ماجد حاتمي - شفقنا