وهذه القضية بالنسبة لقناة العالم الاخبارية ولكل الاعلام المقاوم الذي تشكل العالم حلقة اساسية وموقعا متقدما فيه ـ بكل تأكيد ـ مدعاة للفخر والاعتزاز.. فهو دليل على استقامة الطريق وصحة الاتجاه ودقة البوصلة، وان سهامها لم تخطئ كبد الحقيقة، بل تصيب أهدافها والحقائق التي تكشفها هي مصارع اللئام، وان نور شمس برامجها فضحت الاربعين حرامي في جبهة التبعية والارتهان والانبطاح للأميركي والصهيوني من عرب الجنسية وادعياء نماذج النظم الاسلامية المتعاونين مع الأميركي والمطبعين مع الصهيوني.. {وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى}.
والمرات الثلاث التي وجدنا فيها القناة الاخبارية المقاومة مستهدفة من قبل قوى العدوان والشر وآلة التزييف والكذب والتدلييس السعودي خلال الأقل من سنة مضت، بدأت مع انطلاقة العدوان السعودي ـ الأميركي على اليمن، حيث وجدت القناة نفسها ـ ومعها أحرار الاعلام في المنطقة والعالم ـ أمام عدوان غاشم لقوى الشر الصهيووهابي ضد بلد عربي مسلم طيّب، لم يقترف أهله جريرة سوى أنهم أرادوا ان يعيشوا مستقلين وبكرامة عن الارادة البدوية ـ الأميركية.. وبسبب هذه "الجریرة" هو یتحمل منذ عشرة شهور انواع الشذوذ الوهابي والاجرام السعودي والحقد البدوي..
وكانت جریرة العالم انها انتصرت لمبادئها ووقفت الی جانب شعب الیمن وكشفت العدوان وفضحت جیوش المرتزقة واكذوبة العروبة التي یتشدق بها آل سعود وآل نهیان وآل خلیفة ومن لف لفهم من أنظمة الشر والتبعية، وهم من وصل بهم اليأس تجاه مقاومة الشعب اليمني الى استقدام مرتزقة من بنغلاديش وكولومبیا والسنغال وبوركينافاسو لقتال العروبة وأصل العرب بحجة الدفاع عن "العروبة" بوجه التمدد الحوثي الصالحي الفارسي!.. خرابيط ومتناقضات من نتاج العقل البهيمي البدوي، الذي لا يعرف استحالة اجتماع النقيضين.. وعندها وصلت هجمة البداوة الی حدّ قرصنة مواقع القناة علی مواقع التواصل الاجتماعي.. لانها باختصار فضحتهم.
وفي الثانیة، كانت جريرة قناة العالم التي رد الاعلام السعودي علیها بفیلم كارتون! انها كشفت جریمة مصرع الحجاج في منی والتي كان بینهم المئات من الایرانیین.. هذه الجریمة التي لا تزال حكومة "طويل العمر" خائن الحرمين لم تكشف ملابساتها ولجنة التحقیق فیها بدل نشر صور الكامیرات المنتشرة في موقع الجریمة، قامت بدفن جثث الضحایا الذین بلغت تقدیراتهم وفق جهات مستقلة غربیة 4000-6000 ضحیة.. أصبحت القناة هدفا لتزییف وتدلييس ماكنة الكذب السعودیة ومرتزقة اعلامها (الطبالین)، لانها قالت ان الحجاج الايرانيين وغير الايرانيين ماتوا في منی وان هناك تكتم سعودي وان هناك تقصیر وان السعودیة مسؤولة عن الفاجعة.. ولانها لا زالت تصرّ علی ذلك!
وبدل ان یواسي الاعلام العربي – المرتزق – الايرانيين و یربت علی اكتافهم لانهم الذين فقدوا أحبتهم وذويهم، وهم الذين تحولت بيوت أسر حجاجهم الى مآتم واتراح، صوروهم وكأنهم هم من قتل الحجاج، في عملية تزييف وكذب صلفة تذكرنا بعمليات التزييف الكبرى التي قامت في التاريخ، من معاوية بن ابي سفيان حتى جوزيف غوبلز ومقولته الشهيرة التي يعتمدها النظام السعودي واعلامه "كذب كذب حتى يصدقك الناس!"، ولا ندري هل طالبوا باعدامهم بالسیف ام لا یزالون بانتظار لجنة التحقیق التي یترأسها بن نایف الذي ذبح الشیخ النمر بسبب انتقاده لابیه ولي العهد الاسبق وكشفه لعنجهيته وظلمه للعباد؟!
والهجوم الثالث الذي "ترفع راياته" اليوم "جمیلات" العربیة وخليعات الحدث(اسم ... علیهن)، باعتبارهن "القوة الناعمة" لمملكة "خادم الحرمين" الميمم وجهه في كل صيف نحو "نيس" و"كان" وجزر المالديف "الاسلامية"، التي تحرم ـ في داخل البلاد فقط ـ على المرأة كشف وجهها وقيادة السيارة والسفر وحدها دون أذن ولي أمر، بينما اميرات البيت السعودي يجبن العالم "مشلحات" من ساحل الى آخر ومن ملهى الى أخرى دون رقابة من هيئة الامر بالمعروف وحيث لا يراهن المفتي الاعمى وكهنته الصغار...
هذا الهجوم ضد قناة المقاومة الاولى (العالم)، كان علی خلفية جریمة النظام السعودي في اعدام الشیخ المجاهد آیة الله نمر باقر النمر مع مجموعة من عشرات الارهابیین الوهابیین! وقد كانت التهمة الموجهة الی الشیخ الشهید هي "الحرابة" في حین انه ـ یرحمه الله وأنتقم من قاتليه ـ عرف عنه نبذه للعنف ورفضه لاي نوع من مظاهره، بل كان یؤكد ان الكلمة والنهج السلمي كفیلان باعادة الحقوق الی اهلها وفضح الارهابیین الحقیقیین في السلطة.
أجل.. كان هجومه شجاعا وصریحا ضد نایف بن عبدالعزیز، والد ولي العهد الحالي ووزير الداخلية محمد بن نایف وأركان الأسرة السعودية، ارعب طغاتهم الذین یتمسح اتباعهم ببول البعیر، فكیف وانت توجه نقدك اللاذع للصنم نایف، هبل البیت السدیري؟!
ولان الجریمة شكلت صدمة للعدید من الدول والشخصیات والمؤسسات في العالم (باستثناء آل سعود وحلفاءهم من المجرمین الآخرین في المنطقة والعالم، الذین تعودوا سفك الدماء وقتل الابریاء في سوریا والعراق والیمن)، للحدّ الذي جعل أمين عام الأمم المتحدة يصحو من غفوته ويعرب عن صدمته هو الآخر، كما جاءت الادانات من كل صوب وحدب ضد النظام السعودي، الذي قرر الهروب الی الامام من خلال التذرع بالهجوم علی سفارته في طهران وقطع العلاقات الدبلوماسیة مع الجمهوریة الاسلامیة.. بمساعدة جيش المرتزقة الذين يُعلفون من فتات المائدة السعودية وتشم من أفواههم وأقلامهم رائحة النفط.
وكان من نصيب قناة العالم، قصة محمد الشقاء، الذي أصبح علكة مواقع التواصل المدعومة سعوديا والايقاع الذي يعزف عليه طباليها.. في حين أن القصة من البساطة التي لا يشكك بها الاّ اتباع مملكة الكبتاغون.. بالضبط كما يصف القرآن الكريم مواجهة أهل مكة لدعوة النبي(ص).. {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}.
وكان الشقاء ـ باختصار ـ أحد السعودیین الذین تستضیفهم العالم هاتفیا كناشط واعلامي سعودي، لم يُسأل الرجل يوما عن دینه ومذهبه ولم يُسأل عن اتجاهه، واساسا لا یهم ذلك قنوات واعلام المقاومة المتجرد من الطائفية والمذهبية ـ حسب معرفتي الواسعة بالاعلام المقاوم وشخوص العاملين فيه ـ وهذه من أكبر حسنات الاعلام المهني والمقاوم وغير الطائفي.. وبعد الاحداث التي حصلت في المنطقة الشرقیة اثر اعلان السعودیة عن اعدام الشیخ النمر.. من تظاهرات واحتجاجات موثقة بالصوت والصورة، لا یستطیع محمد الشقاء ولا حتی محمد بن نایف وغيرهما ان ینفیها، طلبت القناة منه اعطائها صورة عن الوضع، كما تفعل جميع القنوات الاخبارية ووسائل الاعلام عند تغطية اي حدث.. لا اكثر ولا اقل، وبكل شفافية.. حسب ما جاء في التسجيل الصوتي التي بثته واجهات المخابرات السعودية التي تسير ماكنة الاعلام المعادي للجمهورية الاسلامية.
لا أدري ولا یهمني لماذا اخذ (محمد الشقاء) بالحدیث عن ان العوامیة والقطیف لم یحدث فیهما شیء ولماذا هاجم قناة العالم بعد ان كان قبل ذلك غير ما تحدث به.. كان يكذب وينقل صورة مفبركة وكأن شخصا او جهة سلت سيفها على رقبته وهددته واعدت له نصا مسبقا فرضت عليه قراءته.. فتحاشى سؤال المذيعة وأخذ يتحدث في واد آخر مهاجما القناة!
لذلك كان من الطبيعي ان يكتفى بحديثه ويقطع الاتصال معه بشكل مؤدب وعدم الدخول معه في مهاترات، بالطبع هو ـ او من يقف خلفه ـ يريدها.
اذن من یكذب.. محمد الشقاء الذي یقول ان أهل العوامیة والاحساء والقطیف "فرحون" لاعدام الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، وهم الذین تظاهروا ضد اعدام شیخهم المجاهد واشتبكوا مع الامن السعودي، أم قناة العالم الاخبارية التي وثقت كلامها بالصوت والصورة؟!
ألم يسأل محمد الشقاء نفسه ـ وكل الذين يصدقون روايته في ان أهل العوامية "فرحون" باعدام شيخهم النمر ـ: اذا لماذا ترسل السعودیة بمدرعاتها وقوات مكافحة الشغب وتقتل بالناس وتقمع بهم، والناس "مبتهجة" و"فرحانة" لقيام السلطات بقتل الشیخ المجاهد؟!
أليس الأحرى ان يوزع الناس الحلويات والشرابت ويحتضنوا عناصر الامن وينثروا فوق رؤوسهم الورود والأرز ـ عفوا الورود والأرز عندنا البعر كثير هناك ـ بدل الهتاف ضد السلطة وقرارها باعدام الشيخ النمر!
لا أدري ما هي الظروف التي تعرض لها محمد الشقاء وأنا أعلم علم اليقين مدی سطوة القهر والارهاب الذي تمارسه أجهزة القمع السعودیة بحق الناس ـ وقت عايشت ذلك عن قرب ولمسته بنفسي عندما كنت هناك ـ والتي من شدة خوفها وحقدها قامت بدفن الشيخ الشهيد بنفسها ولم تسلمهم جثته الى أهله كي لا يتحول تشييعه الى استفتاء ضد النظام الغادر، بل حتى انها امتنعت عن ذكر المكان الذي دفنته فيه!..
لكني أعلم جيدا وأقولها لآل سعود ومحمد الشقاء وكل المقهورين من أمثاله الذين ان تحدثوا بالحقيقة سيحاكمون بتهمة "الحرابة".. إن اعلام المقاومة وفي مقدمته قناة العالم الاخبارية، مستمر بأداء رسالته الاعلامیة مع محمد او غیره.. لأن مهمته هي نقل الحقیقة وكشف الزیف والكذب وتسلیط الضوء علی الحقائق التي یرید الاعلام السعودي ومرتزقته اخفاؤها عن العالم وطمسها، وقد نجحت القناة حتى صار الطغاة والمجرمون والبرابرة من أمثال آل سعود وآل خليفة يخافون منها وترعبهم عدساتها وتقاريرها وكلماتها.
وبالتاكید لن تكون هذه آخر معركة بين الحق الذي تمثله قناة العالم مع التزییف والدجل الذي یموله البترودولار.. فهذه الانظمة المنبطحة للامریكي والصهیوني فقدت حیاؤها.. ومن لا یستح یفعل ما یشاء!
* مروة ابومحمد