مؤكدا أن آل سعود أرادوا بإعدام الشيخ النمر اتساع الهوة بين السنة والشيعة

الشيخ الحراش: النظام السعودي إلى زوال ولا يمكن أن يستمر

الشيخ الحراش: النظام السعودي إلى زوال ولا يمكن أن يستمر
السبت ٠٩ يناير ٢٠١٦ - ٠١:٠٤ بتوقيت غرينتش

قال منسّق اللجنة التحضيرية في التيار العربي المقاوم، الشيخ عبد السلام الحراش، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي تاريخ هذه المنطقة لم تعتدِ لا على العرب ولا على المسلمين، بل كانت المُعتدى عليها، ولم تتناول مسألة إعدام الشهيد النمر من زاوية دينية، بل في إطارها الثوري الرافض للتملك والاستملاك.

وأفادت وكألة أنباء "فارس"، أن الشيخ الحراش تابع، قائلا: أن قضية إعدام الشهيد النمر أثارت ردود أفعال عربية وإسلامية وعالمية، وأضعها في دائرة الفتنة الممنهجة بمعنى سعي النظام السعودي في هذه المرحلة لتحشيد الأصوات المتطرفة في العالم الإسلامي إلى جانبه وهذا كان واضحا في دائرة النوايا السيئة والدليل أن الأصوات التي ارتفعت في المقلب الآخر إلى جانبهم هي أصوات لها خلفية تكفيرية واضحة، ونظام آل سعود أراد في هذه المرحلة أن تتسع الهوّة بين المسلمين "السنّة والشيعة".

وأضاف المنسّق في التيار العربي المقاوم: أنه في دمشق، أُقيم مجلس عزاء للشهيد النمر، من الناحية الإنسانية أولا حول أن قتل النفس المعصومة لا يجوز ولقد كرّم الله عزّ وجلّ هذه النفس وتبيّن النبي الأكرم "ص" أن الآدمية بنيان الله، ملعونٌ من هدمه، وقد وقف النبي (ص) لجنازة يهودي في يوم من الأيام ولمّا سُئِلَ عن ذلك قال: "إنها نفسٌ قد خلقها الله"، أما على المستوى الوجودي والحضوري للشيخ النمر فنظامٌ ضاق صدره بالحريات العامة فلم يأبه لحقوق مواطنيه ولجأ إلى هذا الإعدام ولعلّه يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في إعدام47 رجلاً في يوم واحد بتهمة "الإرهاب".

واعتبر أن المفارقة العجيبة أن نظاماً قتل شعباً بأكمله في اليمن وموّل الإرهاب في سوريا، بلد المقاومة، ينسب إلى غيره تُهَم الإرهاب وهو الإرهابي وفاقد الشيء لا يعطيه.. والذي أود أن أشير إليه أن "بنو عبدالعزيز" قوم جعلوا نظامهم يقوم على "السيف والمنسف" والجناديرية والأحكام المطلقة العشوائية تحت اسم الدين لا يمكن أن يستمر وإلى زوال.

ورأى أن استشهاد الشيخ النمر سيكون جامعاً لكل الباحثين والتواقين إلى الحرية الحقيقية، لأن الإسلام لم يتغير ولا يستطيع أن يغيّره آل سعود بأحكامهم الحرابية، بل هم الذين تغيروا وانحرفوا عن جادّة الدين وأقاموا ملكهم تحت شعار البدعة والشرك، وأولها هي وجودهم في المشرق العربي مدفوعين بالنفط والدولار.. وفي دمشق كنا حريصين أن تكون الأصوات موحدة في مواجهة هذا الإرهاب السعودي الذي استهدف بإعدامه شخصية النمر في الموقع المتقدم في الدائرة الإنسانية عموما وفي الدفاع عن حقوق مواطنيه خصوصا.

وأكد الشيخ الحراش أن هذه القضية نعطيها بُعداً أن آل سعود أرادوا بهذا الإجرام عملا فتنويا كفعلة "شاس بن قيس" الشخصية اليهودية التاريخية حين فتن بين الأوس والخزرج في المدينة ليدكدك وحدة المسلمين، إذن صهاينة اليوم من اليهود وفي سبعينيات القرن الماضي تذكّروا شاس بن قيس وشكّلوا حركة شاس العنصرية اليهودية وقد عاشوا على ذكرى هذا العجوز، أما آل سعود فقد التقوا في منتصف الطريق مع الصهاينة فتذكروا فعل هذا اليهودي في تأجيج الفتنة بين المسلمين وابتكروا أساليب جديدة حتى تكون شقا بين المسلمين في دائرة هذا النظام في نجد والحجاز للتمهيد إلى مواجهات والتحشيد لمعسكرات تخدم حضور المُلك الدائم كما يزعمون وهو إلى زوال.

ورأى أن لا يخفى على كل المتابعين أن العالم ينقسم اليوم انقسامات عامودية بمعنى المحاور أي محاور للشر وللخير وإذا ما تحدثنا عن الاصطفافات الدولية فهي واضحة يلجأ إليها هؤلاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ونرى فيهما ازدواجية المعايير والقرارات التي صدرت عن مجلس الأمن لا تزال في الأدراج ولم تُجبر "إسرائيل" المسخ على تنفيذها حتى الساعة كقرار 338 و242 و194 حق العودة للفلسطينيين، أي أن المعايير الدولية اليوم في النظر إلى حقوق الإنسان في هذه الجغرافيا هي نظرة فوقية.

وأردف أن قضية اغتيال الشهيد النمر، وهذا الصمت الدولي المدقع نراه أنه مستمر في دعم النظام السعودي وهو دعم لمشروع الاستسلام وهو أداة بيد الأمريكي والصهيوني في مواجهة محور المقاومة الذي يطالب باستعادة الأرض المسلوبة، لذلك لا نستغرب هذا الصمت الدولي اليوم عن إعدام آل سعود للشيخ النمر وتغاضيهم عن تمويل الإرهاب الذي قتل شعبا في سوريا واليمن وبالمناسبة هذا النظام الذي قتل النمر وأعدمه هو الذي قتل الشيخ البوطي رحمة الله عليهما وقد استباح عملاؤهم عبر الفتاوى الموروثة من ابن تيمية تكفيرنا وتفجير أمننا واغنيال شخصيات من مجتمعنا المقاوم.

وأكد الشيخ الخراش أن نظاما يقوم على الظلم مرتعه وخيم وأنا اعتبر الشيخ النمر مثل كل الشهداء في إطار النفس المعصومة وأود أن أشدّد إلى كل من يقرأ هذا الموضوع أن مشروع المقاومة مشروع مستمر وقد يقتل منّا ألف وألفيَن ولكننا لن نتراجع عن تحقيق أهدافنا المرجوّة وتحرك المستضعفين اليوم في العالم أمر طبيعي لدفع العدوان المتمثل بأفعال هؤلاء السعوديين الذين جعلوا أرض الحجاز ومكة والمدينة مرتعا لأهوائهم وأهواء أمرائهم المراهقين الذين لا يأتون من الخارج إلا في توابيت من الكناري والكاريبي وهاواي.

وأضاف أن الأمل يبقى في أن شعبنا العربي والإسلامي أن ينظر باهتمام إلى مجريات وتطورات الأحداث في المنطقة وأن السعودي هو أداة تنفيذية للأمريكي الذي يريد تفتيت المنطقة في سايكس بيكو جديد ليبقى اليهود بمنأى عمّا يحصل من هذه المواجهات وأستطرد في هذا العنوان لأقول أن على الشعوب أن تقوم بدور فعّال ليس برفض عملية اغتيال الشهيد النمر فحسب بل عليهم إدراك أن هذا النظام إلى زوال ولا يمكن أن يستمر ولو غطّاه مشايخ الفتنة التكفيرية كما قلت لأنه لا يقوم إلا على التكفير ورفض الآخر.

ورأى أن السعوديين خططوا ما قبل عملية الاغتيال وهم يعرفون النتائج لذلك من غرد في سربهم في طهران وشارك في الاعتداء على سفارة السعودية لأنهم أرداوا أن يظهروا الشعب الإيراني أنه همجي لكن شعبا طال النجوم والفضاء واستجلب العالم إلى ساحته لا يمكن أن يتورط كما قال مدير الأمن الداخلي الإيراني والمسألة خاضعة للتحقيق وإنما هؤلاء أرادوا أن يجدوا طريقة لتشويه سمعة إيران في المنطقة ولن ينجحوا في ذلك.

وأكمل أن في النهاية، هذه الجريمة النكراء سوف تؤسس لمرحلة عنوانها انتصار الضعيف على القوي الظالم وانتصار الدم على السيف وعلينا أن ندرك أن الموت لنا عادة وأن كرامتنا من الله الشهادة ولا وجود للمترددين والنفعيين ولا للطائفيين وأنا "كسنّي" من بلد المقاومة أقول أن الطائفية هي حصن الجبناء والمترديين ومن عرين الأسد أقول لكل العالم إذا كان محور تقوده طهران في هذه المرحلة عنوانه القدس فنحن شيعة المقاومة وسنّة الحسين وأنصار محمد والمسيح.