"أسوأ العهر..." والتعبير لمظفر النواب!

السبت ٢٣ يناير ٢٠١٦ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

الذي يقرأ الصحف الخليجية هذه الايام ويستمع إلى ما تقوله قنواتهم أو تلك الممولة من قبلهم وهي التي تتحدث في نقد الإنتخابات الإيرانية التشريعية العاشرة (القادمة) خلال 37 سنة من عمر الجمهورية الاسلامية، يتصور نفسه أنه يقف أمام جبل ديمقراطي ووتد من أوتاد المشاركة الجماهيرية، وليس أن هذه الأصوات "العاهرة" التي تتحدث عن الشرف، تمثل أكثر النظم تخلفا في العالم وأشدها قبحا ودمامة وأزهدها في الفضيلة والعفة تلتف بعباءة ديانة وهابية ممزقة تبين من بين شقوقها خلاعتهم وعوراتهم وبربريتهم...

نعم، هي مشكلتنا في زمن هيمنة البدو والاعراب على القرار العربي، الحديث عن الشرف وكل "صاحبات الرايات" منهم، والحديث عن الفضيلة وهم المؤسسون للخسة والدناءة، ويطلبون صباح مساء بالديمقراطية والشفافية وحقوق الانسان (والحيوان) في العراق وسوريا، لكن يصيبهم البكم والحول والخرس، عن هذه المفاهيم في بلدانهم ومشيخاتهم التي تتطهر ببول البعير وتتبرك بقاذورات الأمير، و"أسوأ العهر عهر الهرم"، والتعبير لمظفر النواب!

هم من أدخلوا كل جناة الليل على فلسطين عروس العروبة، "التعبير لمظفر النواب!"، والعراق والشام، ويتحدثون عن تسليم أميركا العراق لإيران!.. "أولاد..." و"التعبير لمظفر النواب!، من أين دخلت جيوش الغزاة الى العراق ومن اين طارت مقاتلاتهم ومن زودها بالوقود ومن دفع فواتير الغزو؟!

في الجمهورية الاسلامية وخلال 37 عاما من عمرها المبارك (1979 - 2016) جرت نحو 35 انتخابات عامة، ولم تعطل في اي وقت وتحت وطأة أشد الظروف، ماذا عنكم أنتم؟!
ماذا عن السعودية؟ ماذا عن الإمارات؟ ماذا عن قطر؟! ماذا عن الكويت والبحرين؟! عن ماذا تتحدثون.. انتخابات، مشاركة سياسية، تداول سلطة، صلاحيات تشريعية، اية مفاهيم لديكم يمكن ان تقدمونها للعالم ولمجتمعاتكم؟!

فليعمل هؤلاء الكتاب والاعلاميون والطبالون والمغنون... الخ،  حوارا مع "طويل العمر" واولياء عهده ورئيس كهنته، كيف وصل هؤلاء الى السلطة، ومن اختارهم ولماذا كل الصلاحيات بايديهم حتى مضاعفة الرواتب او رفع الدعم عن المحروقات، اين الدولة والمؤسسات؟!!
لماذا كل مايحصل عليه المواطن لديكم هو مكرمة من الملك او الامير، اين حقه في هذا الوطن؟!
ماهو رأي رئيس الكهنة بالديمقراطية؟! ولماذا يعتبرها بدعة في مملكته الوهابية وما حولها من مشيخات متخلفة، بينما هي نعمة وعطية إلهية في سوريا والعراق تستوجب من قطعان ديانته "النفير" من اجلها؟

وهل أن سياسة الاستعلاف (من العلف) التي ينتهجها حكام الخليج الفارسي والتي انتهت حقبتها مع نهاية الطفرة النفطية وتدني اسعار البترول على ايديهم انفسهم! هي البديل عن الديمقراطية والمشاركة الشعبية، ام انها حق سكوت عن ظلم وسرقات وعمالة الملوك والامراء؟!

لماذا لا نجد حزبا معارضا ولا تظاهرة، سوى موالين او ارهابيين، هل هذه الانظمة اكثر ديمقراطية (حسب رايهم) من بريطانيا او فرنسا او امريكا؟! ام اكثر ثراء من المانيا واليابان، إذا كان الثراء والرفاه هو الدليل على عدم وجود معارضة، علما ان اكثر من 60% من السعوديين لا يملكون سكنا، وامنية شبابهم ان يقبل في القوات المسلحة ويتخلص من التسكع فاضي الجيب عند مراكز التسوق وبين المولات!

الغريب انك لا تجد تظاهرة حتى تأييدا لقضيتهم "الاولى" فلسطين، والتظاهرة عندهم اما ان تكون بغض النظر عن اتجاهها "بدعة" توجب الشرك والاعدام، او انهم يخافون من ان يتعلم الناس هذه الصنعة "الديمقراطية" ويستخدمونها ضدهم!

هذا الخوف من الشارع والناس والجماهير، جعلهم يهتمون بأتفه الاشياء: أكبر برج وأكبر مركز تسوق وأكبر صحن حمص بالطحينة واكبر بيتزا...! وطبعا أكبر مستورد للسلاح من اميركا وأكبر مصدر للنفط بابخس الاثمان وأكبر تابع لأصغر سياسي في الغرب...

فهل يحق لهؤلاء ان يتحدثوا عن انتخاباتنا – اي كان حالها -؟!.. أعجبت قوى الهيمنة التي يدينون بالولاء لها ام لم تعجبهم، وبالاساس نحن نجريها رغما عنهم، لانهم لا يريدون مثل هذه المشاركة في بلدان المقاومة، بل يريدون إبعاد الجماهير عن الساحة بشتى الطرق والوسائل...

لا تصدقون؟! فليجروا استفتاء حرا في البحرين، وليقبلوا بالانتخابات في فلسطين المحتلة.. وللتصويت الحر في سوريا وفي اليمن وفي مصر، ويسيَروا مظاهرة تاييد لقضيتهم "الاولى" فلسطين؟!

إنه العهر مهنتهم، والكذب وسيلتهم، اما طباليهم واعلاميهم فهم كالذين يقفون بباب المبغى – والعياذ بالله – "وأسو العهر عهر الهرم"، والتعبير لمظفر النواب!

بقلم: مروة ابومحمد