لسان حال الشعب المصري، مع حلول الذكرى الخامسة لثورة يناير تتقاذفه علامات استفهام كثيرة، فمن الامنيات التي استبشروا بها باصلاحات اجتماعية واقتصادية تحقيقا لاهداف ثورة يناير وتحديدا في العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية، ثمة فئة واسعة من الشعب تعيش حال الصدمة، من التطورات السياسية والامنية المتسارعة...
فالسنة الاولى والثانية شهدتا تدهورا امنيا شديدا واستعراضا للقوى وللفوضى..ظهرا فيها الاخوان كقوة شعبية كبرى وسرعان ما اعيد خلط الاوراق لتصبح الجماعة متقوقعة ،خائفة وقد فقدت قدرتها على التجييش والحشد الشعبي ..
في رؤية لما آل اليه الحال،ترى حركة ستة ابريل المعارضة،ان عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يغير من واقع الامور..وعلى الرغم من التباين الحاصل في مصر ،فإن الحركة يدور في خلدها ان صفحة اخرى من تاريخ مصر البهية ستفتح عاجلا او اجلا معطوفة على تراكم الاحداث منذ خمس سنوات...
بالمعسكر المقابل يؤكد الرئيس السيسي ان مصر لن تسمح بأن يكون أمن الشعوب واستقرارها لعبة بيد أحد، وفي خطابه عشية ذكرة ثورة يناير رأى مراقبون ان السيسي اراد القول للجميع للذين يرون ان وسائلهم مشروعة وللمختبئين في الظلام ومن ورائهم من لاعبين اقليميين، ان الدولة المصرية ماضية في طريقها لمواجهة الارهاب وتحقيق التنمية والاستقرار أيا كانت التحديات.
وما بين الاستنفار الامني للجيش والتحذيرات الرسمية، تبدو المرحلة القادمة في مصر النيل قادمة على تحديات اهمها الامن الاجتماعي والامن بمفهومه المباشر.
وهنا قد تأتي دعوات الازهر الى عدم توظيف دعوات تطلق من هنا وهناك لممارسة العنف، كأساليب مغرضة في ذكرى ثورة يناير، ربما تصبح سلاحا اخر ذات معنى في ايدي الجيش والحكومة لمواجهة التحديات، بينما التحدي الاكبر برأي هؤلاء هو انتظار المصريين المستمر لتحقيق اهداف ثورتهم في الحرية والعدالة الاجتماعية، وربما عليهم الانتظار ايضا وايضا.
02:00 - 25/01 - IMH