بالفيديو؛ كيف حطمت الثورة الاسلامية المشروع الصهيوني العالمي؟

الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠١٦ - ٠٩:٤٨ بتوقيت غرينتش

قم المقدسة (العالم) 2016/2/2- اكد الباحث الاسلامي علي ميرزائي، ان الارتدادات الخطيرة للثورة الاسلامية على "اسرائيل" واميركا مازالت قائمة، معتبراً بان هذا ما أخّر المشروع الصهيوني العالمي الاستعماري في المنطقة، مبنياً بأن الامام الخميني "قدس سره" اكتشف نقطة الثقل في المواجهة، اي لو بقيت "اسرائيل" في المنطقة فان الفتن والمعارك والاقتتالات ستعصف بالامة الاسلامية وهذا ما يحصل فعلاً.

وقال ميرزائي في حوار مع قناة العالم الاخبارية، بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 اليوم الثلاثاء: ان جذور انطلاق الثورة الايرانية لا ترجع الى الظروف المحلية ولا الاقليمية او العالمية المعاصرة، وانما في جزء منها ترجع الى الفكر الاسلامي التأريخي عموماً، حيث اكتشف الامام الخميني "قدس سره" ان المسلمين تأخرت اوضاعهم وتراجعت حضارتهم بفعل تناسيهم وجهلم بالعمق الحضاري.

واضاف ميرزائي اما من الناحية المعاصرة للثورة، كانت هناك حالة سائدة هي العمالة والخدمة للمشاريع الكبرى على المستوى العالمي، حيث كانت ايران امبراطورية قوية جداً أُريد لها ان تقدم خدمات معينة لتحقيق خارطة معادلات استراتيجية في المنطقة وفي العالم.

ولفت الى ان ايران ونتيجة لثقلها الاقليمي عمدت "اسرائيل" الى ضرورة تكريس هذا الوجود وارتهانه، لان "اسرائيل" ولا تزال تمثل الخط الامامي للمشروع العالمي الاستعماري.

واوضح ميرزائي، ان الامام الخميني كان يرى "اسرائيل" الغدة السرطانية لو بقيت في الامة لن تقوم قاعدة لها، مشيراً الى ان هذا ما حصل بالفعل خلال عقود كثيرة.

تحالف اقليمي ضد المقاومة

وقال ميرزائي: انه من الناحية الاقليمية كان هناك تحالف معين يعمل ضد المقاومة تاريخياً، وكانت المشاريع الخطيرة التي اليوم نشهدها هي تضعيف الثقافة الاسلامية، مقابل استيراد الثقافات الغربية وضرب الرؤية الدينية واعطاء صورة مشوهة عن الدين والفكر الديني والمجتمعات الدينية وتصوريهم باعتبارها حالة تخلفية مثلاً، وصناعة الخوف من العلماء المناضلين المجاهدين، والخوف من ايران ومن الفكر الامامي الشيعي احياناً، وصناعة الخوف من النضال والقتال ضد الاستكبار في كل المنطقة والعالم.

واعتبر ان الحالة العسكرية الاستراتيجية الايرانية قبيل انطلاق الثورة كانت مرتهنة، والثروات الطبيعية لايران كانت تهدر وتنهب كما ثروات المنطقة، باختلاف ان ثروات ايران عادت الى الشعب بالمعنى الحقيقي، كما عادت السيادة الشعبية.

المعركة هي نفس المعركة

واضاف ميرزائي، ان الارتدادات الخطيرة للثورة الاسلامية على الكيان الاسرائيلي واميركا مازالت قائمة، مبنياً بانه لو تكن الثورة الاسلامية وبقي الشاه والحلفاء العملاء في المنطقة معاً متحالفين، لكانت "اسرائيل" اليوم تحتل كل ثروات ومصير الامة، مشدداً على ان المشروع الصهيوني العالمي تأخر كثيراً بفعل هذه الثورة، كما تأخرت السيطرة والهيمنة المطلقة للاستكبار على المنطقة، لذلك لاتزال معركة الامام الخميني "قدس سره" لا تزال هي نفس المعركة اليوم.

واستشهد الباحث الاسلامي، بمقولة الامام الخميني بان "اسرائيل" هي الخطر الاساس في المنطقة، وانها لو بقيت سوف لم تسمح للامة الاسلامية ان تتوحد، لافتاً الى انه من الطبيعي ان توجه "اسرائيل" اتهامها الرئيسي الى الامام الخميني "قدس سره" والى الثورة الاسلامية، وهي تعلن ليلاً ونهاراً ان الخطر الاكبر على الكيان الاسرائيلي هي ايران.

واكد ميرزائي، ان الامام الخميني اكتشف نقطة الثقل في المواجهة، اي لو بقيت "اسرائيل" في المنطقة فانها ستعصف الفتن والمعارك والاقتتالات بالامة، مشيراً الى ظهور تنظيم "داعش" الارهابي وكيف ان "اسرائيل" تحميه وتقول علنياً ان الدواعش لا يشكلون الخطر الاساسي عليها.

لعبة "اسرائيل" الخبيثة وظهور "داعش"

ورأى ميرزائي ان "اسرائيل" تلعب لعبة خبيثة بين الامة الاسلامية فهي لم تضرب "داعش" ولا الاخيرة تضرب الكيان الاسرائيلي، كما اشار الى خطورة تحالف السعودية مع "اسرائيل" وقطع رأس عالم مجاهد ضد "اسرائيل" ومعاداة ايران وممارسة الارض المحروقة في اليمن، ومقتل آلاف الابرياء من النساء والاطفال، وهدر الطاقات والثروات.

وتابع قائلا: ان الثورة الاسلامية غيرت مفاهيم كثيرة والشخصية الاسلامية حيث اعاد الامام الخمني صياغة العقل الاسلامي والعربي، وأصبح المسلم اليوم يعتز بإسلامه من طنجة الى جاركاتا، والمسلمون 700 مليار يعتزون بدينهم، مؤكداً ان هذا حصل بفعل الثورة الاسلامية، عندما كان الدين والتدين ذليلين بين الامة، مشيراً الى ان المسلمين منتشرون في كل العالم، وما اعلنته بريطانيا بوصول عدد المسلمين لديها الى 3 ملايين لأول مرة، و6 ملايين في فرنسا ومليون في نيجيريا، خير دليل على ذلك.

كما لفت الى صمود الشعب السوري امام الحرب الكونية العالمية التي تديرها الرجعية العربية في المنطقة واميركا و"اسرائيل"، ورأى ان الثورة الاسلامية قامت بتحولات مهمة بالمنطقة، حيث يسيطر المسلمون اليوم على الممرات المائية العالمية المهمة في الخليج الفارسي وفي البحار البعيدة والقريبة.

وقال: ان الحالة الاقتصادية العلمية التقنية الايرانية تطورت بفضل ثقافة الثورة الاسلامية التي زرعها الامام الخميني في العقل الاسلامي.

الامام الخميني فقيهاً وفيلسوفاً وسياسياً بارعاً

واضاف، ان الامام الخميني كان فقهياً وعارفاً وفيلسوفاً وسياسياً بارعاً، وعالماً بالمسار والمصير السياسي، معتبراً ان هذا التنوع والشمول في التفكير والاختصاصات ساعدت هذه الشخصية قدرات وطاقات مهمة لا يحصل عليها اي انسان، واصفاً علاقة الامام الخميني بالشعب بانها كانت علاقة متينة وقوية مبنية على الرحمة والاحترام والتكريم.

وأوضح ميرزائي، ان الشعب الايراني آمن بالامام الخميني ايماناً قلبياً بان هذا الرجل يريد ان يستعيد لهم كرامتهم المهدورة ويرجع اليهم ثرواتهم المسلوبة.

ولفت الى ان هناك مسألة مهمة اخرى وهي البُعد القيادي للامام الخميني حيث كانت شخصية وحدوية تجمع ولا تفرق مقابل التيارات القومية المتنوعة التي تتباعد بينها المسافات، واستطاع ان يقدم رؤية توحيدية حقيقية انسانية عقلانية مصلحية يجمع بها كل العالم.
90:30- 2/2- TOK