نبذة عن حلب، أكبر المدن السورية

نبذة عن حلب، أكبر المدن السورية
السبت ٠٦ فبراير ٢٠١٦ - ٠٧:٢١ بتوقيت غرينتش

في السنة الاولى من الازمة السورية، لم تشهد حلب ايا من الاحتجاجات الكبيرة او العنف الفظيع اللذين هزا غيرها من المدن والبلدات في سوريا.

وافاد موقع "بي بي سي" ان حلب اصبحت فجأة - في عام 2012 - ساحة قتال رئيسية عندما شن المتمردون هجوما يهدف الى السيطرة على المناطق الشمالية في سوريا.
ولكن هجوم المتمردين لم يكن حاسما، مما ترك حلب مقسمة بين مناطق تسيطر عليها الجماعات المسلحة واخرى تحت سيطرة الحكومة، وكان طرفا النزاع يتبادلان السيطرة على بعض المناطق بشكل شبه يومي.
عموما، تسيطر الجماعات المسلحة على الاجزاء الشرقية من المدينة فيما تسيطر القوات الحكومية على الاجزاء الغربية.

مدينة غارقة في القدم

تعد حلب واحدة من اقدم واعرق المدن في العالم على الاطلاق، فقد ورد ذكرها في المخطوطات المصرية التي يعود تاريخها الى القرن العشرين قبل الميلاد.
وعثر في قلعة حلب الشهيرة على آثار معبد يعود تاريخه للالفية الثالثة قبل الميلاد.
وأثرت حلب سياسيا واقتصاديا في القرن الثامن عشر قبل الميلاد بوصفها عاصمة لمملكة يمحاض حتى سقوطها على ايدي الحيثيين.
بعد ذلك، اصبحت حلب مدينة مهمة في العصر الهيليني ونقطة تجارية رئيسية للتجار المتجهين من البحر المتوسط الى الاراضي الواقعة الى الشرق.
وتم استيعابها لاحقا من قبل الامبراطورية الرومانية، ثم اثرت بوصفها مركزا للقوافل التجارية تحت الحكم البيزنطي.
وفي عام 636 ميلادية، سيطر عليها العرب المسلمون، وبعد نحو 80 عاما وخلال فترة حكم الخليفة الاموي سليمان بن عبدالملك تم تشييد جامعها الكبير.
وفي القرن العاشر الميلادي، اصبحت حلب عاصمة للدولة الحمدانية، اعقبت ذلك فترة اتسمت بالفوضى والحروب تصارع فيها البيزنطيون والصليبيون والفاطميون والسلاجقة على السيطرة على المدينة والمناطق المجاورة لها.
ولم تتماثل حلب الا في منتصف القرن الثاني عشر، وفي القرن الثالث عشر وتحت حكم الايوبيين تمتعت المدينة بعهد من الثراء الكبير والتوسع.
ولكن ذلك العهد انتهى فجأة في عام 1260، عندما غزاها المغول. وعانت المدينة من وباء الطاعون عام 1348 ومن هجوم مدمر قاده تيمورلنك عام 1400 ميلادية.
وفي عام 1516، اصبحت حلب جزءا من الامبراطورية العثمانية، واصبحت مركزا لولاية حملت اسمها وبرزت كمركز للنشاط التجاري بين الشرق واوروبا.
ولكن دور حلب كوسيط تجاري انحسر في اواخر القرن الثامن عشر، وانحسر اكثر عندما رسمت بريطانيا وفرنسا حدود الدولة السورية الحديثة التي عزلت المدينة عن جنوبي تركيا وشمالي العراق علاوة على خسارة ميناء الاسكندرون لتركيا في عام 1939.
وعقب استقلال سوريا، تطورت حلب لتصبح مركزا صناعيا مهما ومنافسة للعاصمة دمشق. وزاد عدد سكانها بشكل كبير من 300 الف نسمة الى حوالي 2,3 مليون نسمة بحلول عام 2005.
واليوم تحتضن حلب مزيجا من العرب ( الاغلبية ) مع بعض الاكراد والتركمان، كما تسكن المدينة اكبر جالية مسيحية في سوريا بمن فيهم العديد من الارمن .

حرب استنزاف

وعندما اندلعت الازمة السورية في طول البلاد وعرضها في آذار / مارس 2011، نجح النظام السوري في بقاء الاحتجاجات والمظاهرات بعيدة عن مركز المدينة وجامعتها. ولكن، وبتحول الازمة الى حرب حقيقية، انجرفت حلب في التيار.
ففي شباط / فبراير 2012، هز حلب انفجاران استهدفا مقري الاستخبارات العسكرية والشرطة واسفرا عن سقوط 28 قتيلا.
ثم بدأت وتيرة الاشتباكات بين المتمردين المسلحين والقوات الحكومية تزداد في المناطق المجاورة من محافظة حلب.
وبدأت المعركة من اجل السيطرة على حلب نفسها في اواسط تموز / يوليو 2012، وما ان شارف شهر تموز على الانتهاء حتى انتشر القتال الى قلب المدينة القديم ووصل الى اسوار المدينة القديمة التي تعدها منظمة اليونسكو موقعا للتراث العالمي.
وفي ايلول / سبتمبر 2012، ادت الاشتباكات الى اندلاع حريق كبير اتى على سوق المدينة القديم، وفي نيسان / ابريل 2013، هدمت مئذنة الجامع الكبير الذي يعود تاريخه الى القرن الحادي عشر الميلادي.
وفي غضون بضعة اشهر تحولت معركة حلب الى حرب استنزاف يتبادل فيها الطرفان السيطرة على الاراضي بشكل مستمر.
وكانت منظمة العفو الدولية حذرت العام الماضي من ان الحياة في حلب اصبحت "لا تطاق" بالنسبة لسكانها المدنيين، متهمة الاطراف المتنازعة  باقتراف جرائم حرب.
ومنذ تدخل الروس في لازمة عام 2015 الى جانب الحكومة السورية، تمكنت القوات السورية من تحقيق تقدم على عدة جبهات.
وفي شباط / فبراير من هذا العام 2016، تمكنت القوات السورية من استرداد عدة مدن تقع شمالي حلب وهي الآن تهدد بمحاصرة المتمردين.