باخرة «لطف الله 3» تركية: من يلعب بالأمن؟

باخرة «لطف الله 3» تركية: من يلعب بالأمن؟
الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠١٦ - ٠٢:٣٢ بتوقيت غرينتش

تتصرّف المملكة السعودية تجاه لبنان وكأنه لم يعُد هناك مجال للمهادنة.. وفيما يظهر أن التصعيد السعودي مفتوح على كل الاحتمالات، برز أمس تطور خطير تمثّل في الكشف عن باخرة سلاح كانت متوجهة من تركيا إلى لبنان، بالتزامن مع الحملة السعودية ضده.

بعد قرار المملكة السعودية إعادة النظر في علاقتها مع لبنان ووقف الدعم للجيش والقوى الأمنية، والخطوات التي تبعتها فيها بعض الدول الخليجية، يظهر أن التصعيد الذي يصُبّ في خانة الضغط السياسي والاقتصادي لا يزال مستمراً.

وصبّ أمس في سياق التوتير الخبر الوارد من اليونان وتركيا؛ فقد كشفت قناة تلفزيونية تركية أن «قوات خفر السواحل اليونانية أوقفت سفينة محمّلة بالأسلحة قبالة سواحل جزيرة كريت»، وأن «السفينة التي حملت 6 حاويات، منها 2 مملوءتان بالأسلحة والذخيرة، كانت متجهة من تركيا إلى لبنان»، وأن «السلطات اليونانية احتجزت طاقم السفينة وهم 11 شخصاً، هم ستة سوريين وأربعة هنود ولبناني».

هذا الخبر أعاد إلى الأذهان باخرة «لطف الله 2» التي ضبطها الجيش اللبناني عام 2012، وتبيّن أنها كانت محمّلة بعشرات الأطنان من الأسلحة المهرّبة من ليبيا إلى لبنان عبر مرفأ طرابلس.

ولأن من الصعب قراءة أي حدث يحصل راهناً خارج المواجهة الكبرى التي تقودها المملكة السعودية، يبرز السؤال عمّا إذا كانت السلطات التركية قررت الدخول على خط اللعب بالأمن في لبنان، وتحديداً في منطقة الشمال.. فهل ان ما ضُبِط هو عمل مهرّبي سلاح عاديين؟ أم هي واحدة من العمليات التي تقودها الاستخبارات التركية، كالتي نفّذتها في سوريا دعماً للمعارضة والجماعات الإرهابية؟ وهل أن قراراً تركياً ــ سعودياً ــ قطرياً أوكل إلى أنقرة هذه المهمة؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه حركة تجارة غير مشروعة؟

من المبكر الإجابة عن هذه الأسئلة، قبل أن تتضح تفاصيل العملية كاملة. لكن مصادر أمنية لبنانية قالت: إن «الكشف عن السفينة يعني أن لبنان ساحة مستهدفة»، خصوصاً في ظل الفرضية الأقرب إلى أن «جهة رسوّ السفينة ستكون لبنانية»، لأن «ليس بالإمكان أن يكون الهدف نقل السلاح إلى سوريا، نتيجة عدم وجو ممرّ آمن يتيح ذلك».. ورأت المصادر أن في هذا التطور تأكيداً على أن «هناك جهات تسعى إلى تفجير الساحة اللبنانية بالتزامن مع احتدام الأزمة».

وفي الإطار نفسه، علمت «الأخبار» أن «الأتراك قاموا بعمل إحصائي في لبنان، وجمعوا معلومات عن وجود 84 ألف لبناني من أصول تركمانية، وعن أماكن وجودهم وأنواع أعمالهم وحضورهم السياسي». وبحسب المعلومات، فإن «الأتراك يعملون بقوة مع القطريين في مناطق الشمال على وجه الخصوص.

وثمة سعي الى تعزيز موقع الجماعة الإسلامية ودفعها الى التمايز عن تيار المستقبل بغية الحصول على تأييد الشارع، وجذب التيارات الإسلامية صوب هذا التحالف، والعمل مع قوى وشخصيات سياسية على هذا الأمر، وتشجيعها على مواقف محافظة اجتماعياً ومواقف سياسية منتقدة بصوت أعلى للرئيس سعد الحريري من جهة ولحزب الله من جهة ثانية، وذلك بهدف جذب الشارع المتوتر، والتيارات التي جرت تعبئتها مذهبياً خلال السنوات الماضية»، تحت شعار أن «الأهداف محقّة لكن إدارة الحريري وفريقه فاشلة».

(الاخبار)