هذا ما أجبر مسلحي "داعش" على فك الحصار عن مارع..

هذا ما أجبر مسلحي
الأحد ١٩ يونيو ٢٠١٦ - ٠٦:٢٦ بتوقيت غرينتش

بعد قرابة العامين على محاولة احتلالها، وما تخللهما من عشرات الهجمات الانتحارية والمعارك التي شاركت فيها قوات الجيش التركي مباشرة، لدعم مسلحي الجماعات المسلحة داخلها وحولها، فك مسلحو (داعش) الحصار الذي فرضوه على مدينة مارع في الريف الشمالي لمدينة حلب على مقربة من الحدود التركية، وفي طريقهم انسحب مسلحو التنظيم الارهابي من عدة قرى محيطة بمارع، وتوجه الاجانب منهم الى منبج بينما توجَّه من تبقى معهم من السوريين الى مدرسة المشاة احدى الجبهات مع الجيش العربي السوري وحلفائه في الريف الشمالي لحلب.

مصادر في المعارضة السورية كشفت لموقع "العهد" حقيقة ما جرى عشية انسحاب تنظيم داعش من محيط بلدة مارع وعزت ذلك الى عصيان قام به مقاتلو التنظيم من الجنسية السورية وخصوصا من ابناء البلدات في تلك المنطقة، وقالت المصادر ان داعش يعتمد على عناصر محلية في الكثير من المناطق السورية ويوكل اليهم مهمة تأمين المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، بينما يقوم المقاتلون الاجانب بعمليات الهجوم والاقتحام، وتشير ايضا الى ان غالبية امراء الحرب التابعين للتنظيم الارهابي في شمال حلب كانوا من الاجانب ومن الجنسية التونسية تحديدا بينما المقاتلون من السوريين، وقد رفض مسلحو داعش السوريون الذين ينتمون لعائلات  الريف الشمالي لحلب المشاركة في الهجوم على مارع وترك غالبيتهم الذين يقومون بتأمين القرى مواقعهم فيها وقد خلق هذا الفعل حالة فراغ في كل المنطقة ما اجبر قيادات داعش على اتحاذ قرار على وجه السرعة قضى بفك الحصار عن مارع والانسحاب من المنطقة .
في السياق تحدثت المصادر السورية المعارضة عن خلافات بين العائلات العربية وقوات الاسايش الكردية في مناطق ريف حلب الشمالي التي يسيطر عليها الاكراد، حيث يتحدث ابناء العائلات العربية في تلك المنطقىة بامتعاض عن طريقة التعامل معهم، خصوصا مع العرب الذين يريديون ان يشاركوا في القتال ضد تنيظم داعش. يحرص الاكراد على توزيع الشباب العرب ضمن التشكيلات المقاتلة بشكل فردي وذلك لمنع نشوء اي جسم عربي ضمن تشكيلاتها، وتنقل الاوساط السورية المعارضة عن وجهاء في تلك العائلات انه في الوقت الذي تتعامل به الاسايش معهم بهذه الطريقة، فإنها رضخت لمطالب العشائر العربية في منطقة ريف الرقة، بتشكيل قوات عشائرية عربية موحدة في المعركة التي تخاض ضد تنظيم داعش في ريف منبج ومحيط الرقة في الشرق السوري، واضافت المصادر ان عشائر ريف الرقة كثيرة العدد واكثر تماسكا من عائلات ريف حلب الشمالي بسبب الطبيعة القبلية في ريف الرقة، فبينما تعد كبرى العائلات العربية في ريف حلب الشمالي بضغة مئات، يبلغ تعداد العشيرة العربية الواحدة في ريف الرقة  عشرة الاف شخص وما فوق، فضلا عن عدم ثقة الاكراد بعائلات الريف الشمالي لحلب بسبب تعاونهم المزمن مع تركيا وارتباطهم بها، كما ان قيادات النصرة واحرار الشام وغيرها من التنظيمات السورية المسلحة تنتمي الى هذه العائلات.

وتسيطر قوات الاسايش الكردية على شريط عريض في شمال حلب يمتد من عفرين في اقصى الريف الشمالي حتى تل رفعت على مقربة من مارع مرورا بمطار منغ العسكري القريب من اعزاز على الحدود التركية السورية، ويسعى أكراد سوريا لربط عفرين بمنطقة الفرات وهم يخوضون معارك على جبهتين: الاولى حاليا في منطقة منبج بريف حلب الشرقي وهم يسعون للتوجه نحو مدينة الباب شرقي حلب بحيث يصبحون على مقربة من منطقة تل رفعت في الريفي الشمالي لحلب والتي تقع تحت سيطرتهم، بينما تقع الجبهة الثانية في محيط عفرين في مواجهة جماعات سورية مسلحة من تلك المنطقة.
4

تصنيف :