بروجردي:

التعنت الأمیرکي لن یقف حجر عثرة أمام تطورالعلاقات مع بقیة الدول

التعنت الأمیرکي لن یقف حجر عثرة أمام تطورالعلاقات مع بقیة الدول
الإثنين ٠١ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

أکد رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشوری الإسلامي علاء الدین بروجردي، أن الفنادق الإیرانیة تضیق بالوفود السیاسية الأوروبیة التي تزور الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة للتشاور مع المسؤولین الإیرانیین، مشددًا علی أن التعنت الأمیرکي لن یقف حجر عثرة أمام التطورات الإیجابیة التي تشهدها علاقات إیران مع بقیة الدول الغربیة.

وحسب وكالة الانباء الايرانية (ارنا) انه جاء ذلك في تصریح أدلی به بروجردي بعد لقائه وزیر الخارجیة اللبناني جبران باسیل، في إطار الزیارة التی بدأها الیوم الاثنین للبنان، علی رأس وفد من مجلس الشوری الإسلامي.

وبحث بروجردي مع الوزیر باسیل، التطورات الإقلیمیة الراهنة لا سیما علی الساحتین العراقیة والسوریة، إضافة إلی العلاقات الثنائیة الإیرانیة – اللبنانیة.

ووصف بروجردي لقاءه مع الوزیر باسیل بأنه 'کان اجتماعا قیما للغایة'، وقال: 'تحدثنا خلاله عن کل الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائیة الطیبة بین بلدینا. وتطرقنا الی الکثیر من الأزمات الإقلیمیة ولا سیما الأزمتین العراقیة والسوریة، فضلا عن التداعیات المترتبة عن الأزمة السوریة المستمرة منذ خمس سنوات، وخصوصا ملف النازحین السوریین الذین أتوا الی لبنان طوال هذه المدة. ولأن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لدیها خبرة واسعة فی هذا الإطار، إذ استضافت وتستضیف أکثر من 3 ملایین لاجئ علی أراضیها منذ ثلاثة عقود، لذلك تبادلنا مع معالیه وجهات النظر حول هذا الملف الإنساني'.

أضاف: 'تطرقنا أیضا الی العلاقات الخارجیة لإیران فی ظل إنجاز الإتفاق النووي مع الدول الغربیة والآفاق الجدیدة التي فتحت أمام إیران جراء توقیع هذا الاتفاق. وتحدثنا عن النقض المتکرر للولایات المتحدة للتعهدات المترتبة علیها وعلی الدول الغربیة جراء الاتفاق الذی أنجز بین إیران ومجموعة الخمس زائد واحد'.

وتابع بروجردي یقول: 'نحن من خلال خبرتنا الطویلة ندرك جیدا کم أن الولایات المتحدة الأمیرکیة لیست أهلا للثقة، ولکن هذه التجربة تحدیدا أثبتت للقاصي والداني، ولکل أبناء الشعب الإیراني، وهو عدم وجود أدنی درجة من درجات الثقة للتوجهات الأمیرکیة في هذا الإطار. ونحن لا نحمل هذا النقض الأمیرکي المتکرر للتعهدات لبقیة الدول الخمس التي شارکت في التوقیع علی هذا الاتفاق'.

وأردف: 'نحن نشهد حالیا أزمة في مجال حجز الأماکن فی الفنادق الإیرانیة التي تضیق بالوفود السیاسية الأوروبیة التي تأتي علی مدار الساعة للتشاور والتفاوض مع المسؤولین الإیرانیین حول الملفات الرحبة المتاحة علی صعید العلاقات الثنائیة بیننا وبینهم في کل المجالات. لذلك نحن نعتقد أن التعنت الأمیرکي لن یقف حجر عثرة أمام التطورات الإیجابیة التی تشهدها علاقات إیران مع بقیة الدول الغربیة التي وقعت معها الإتفاق النووي. ونحن نعتبر أن هذا الأمر لا یعفي الولایات المتحدة من المسؤولیات القانونیة والحقوقیة الملقاة علی عاتقها في مجال نقض التعهدات الموجودة في هذا الإتفاق الدولي الذي أبرم تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة'.

وأکد بروجردي قائلاً: 'إن إرادتنا وتصمیمنا في مجال مکافحة الإرهاب، هو جدي وحقیقي للغایة، لأن أحد أهم أوجه التعاون الثنائي بین العراق وإیران، وسوریا من جهة أخری ترتکز علی مسألة مکافحة ومواجهة الإرهاب'.

وقال: 'یتزامن هذا اللقاء مع ذکری أول آب الذي یحمل في طیاته عید الجیش اللبناني الباسل، وأغتنم هذه المناسبة الوطنیة المهمة، لکي أتوجه باسم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة من صمیم القلب بأسمی آیات التهنئة والتبریك الی لبنان حکومة وشعبا وجیشا. من جهة أخری، تتزامن هذه الزیارة أیضا مع الانتصار التاریخي المؤزر الذي تمکنت فیه المقاومة من تحقیق الانتصار إبان العدوان الصهیوني الغاشم علی لبنان في تموز 2016. هذا الانتصار الذي نود أن نتقدم فیه بالتهنئة والتبریك للمقاومة والشعب اللبناني والحکومة اللبنانیة ولکل من ساهم في صنع هذا الانتصار الکبیر الذي ردع تهدیدات الکیان الصهیوني من جهة، وقلَب الموازین والمعاییر السیاسیة والأمنیة علی مستوی الشرق الأوسط، من جهة أخری'.

وردًا عن سؤال حول استعداد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لتقدیم مساعدات عسکریة للجیش اللبناني، قال بروجردي: 'هناك مفاوضات رسمیة جرت بین الجانبین اللبناني والإیراني في هذا الإطار، ونحن في إیران ومن خلال حرصنا علی دعم کل ما شأنه أن یقوي السیادة اللبنانیة، لدینا حرص دائم علی دعم الجیش اللبناني بالسلاح والعتاد الذي من شأنه أن یمکنه من القیام من الدفاع عن الأمن والاستقرار في لبنان'.

وردًا على سؤال آخر أکد بروجردي أن 'الأطراف الحریصة علی مستقبل ومصیر وشعوب هذه المنطقة والتي تقف صفا واحدا في مواجهة ومکافحة الإرهاب والإرهابیین هي التي سوف تکتب لها الغلبة والانتصار في نهایة المطاف'.

وردًا على سؤال آخر شدد بروجردي علی عدم التدخل في الشؤون الداخلیة للبنان ومنها موضوع الانتخابات الرئاسیة، وقال موضحًا: 'إن السیاسة الثابتة والدائمة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تقوم علی مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلیة للدول الاخری ومنها لبنان بطبیعة الحال. وکل الاطراف التي لدیها نظرة محایدة في معاینة الأمور، تدرك تماما أن ایران غیر معنیة بتاتا بشکل مباشر بهذا الشأن. ولکن من جهة أخری ونظرا لعلاقات الصداقة والأخوة والمودة التي تربطنا بلبنان الشقیق، اذا کان هناك من مساع سیاسیة من شأنها ان تساعد علی حلحلة هذا الفراغ السیاسي فی لبنان، واذا طلب هذا المسعی منا، فنحن لن نتردد في القیام به. نحن نعرف تماما ان لبنان هو بلد النخب السیاسیة الممیزة والممتازة علی مستوی هذه المنطقة برمتها، لذلك نحن علی ثقة تامة ان هذه النخب السیاسیة اللبنانیة الواعیة سوف تتمکن في نهایة المطاف من إیجاد المخرج الملائم لهذا الفراغ الرئاسي'.

وأشار إلی أنه 'بعد انتخاب فخامة رئیس الجمهوریة الایرانیة الدکتور حسن روحانی، قامت ایران بمحاولات دؤوبة وحثیثة من اجل فتح صفحة جدیدة في العلاقات مع المملکة السعودیة. وتدلیلا علی ذلك، کان هناک لقاء جمع وزیر الخارجیة الایرانیة الدکتور محمد جواد ظریف بنظیره السعودی حینها، ومن ثم کانت هناك زیارة لمساعد الوزیر ظریف الی المملکة. ولکن رغم کل المحاولات التي بذلت من الجانب الایراني، وکما یقول المثل الشائع ید واحدة لا تصفق، لذلك نحن نعتقد ان ما وصلت الیه الأمور فی هذا الإطار بشکل أساسي، تتحمل مسؤولیته السعودیة ولیس ایران'.

112-1