تل أبيب تواصل علاج جرحى المسلحين في سوريا رغم تكلفتها

تل أبيب تواصل علاج جرحى المسلحين في سوريا رغم تكلفتها
الإثنين ٠٨ أغسطس ٢٠١٦ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

ما زالت "إسرائيل" تهتم كثيرا بالذكرى السنوية العاشرة لحرب لبنان، يبدو أن رغم مرور الوقت، لم يتم التوصل إلى إجماع بخصوص نتائج الحرب. في حين أنّ قادة الحرب مثل رئيس هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ آنذاك، الجنرال دان حالوتس ووزير الأمن عمير بيرتس يقولان إنّه بعد مرور سنوات يمكن أنْ نحسم أنّها كانت حربًا ناجحةً بالنسبة لإسرائيل، ضمنت ما لا يقل عن 10 سنوات من الهدوء على حدودها الشمالية، تقول جهات إعلامية وسياسية أخرى إنّه كان على الجيش أن يُخضع حزب الله إخضاعًا كاملاً أوْ عدم الانجرار إلى حرب أبدًا.

هذا النقاش العّام هو خلفية كلام مسؤول عسكري إسرائيليّ رفيع المُستوى، قال لطاقم موقع “المصدر” الإسرائيليّ على الإنترنيت: لم تكن نتائج الحرب في عام 2006 واضحة، تدعي القيادة العليا للجيش اليوم أنّه في الحرب القادمة علينا أن نهتم أن تكون نتيجة الحرب انتصارًا مؤكّدًا وواضحًا لإسرائيل، من دون مكان لطرح علامات سؤال، على حدّ تعبيره.

ويُقدّر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسيّة الموضوع، يُقدّر أنّ الحرب القادمة بين "إسرائيل" وحزب الله ستستمر عدّة أسابيع، وأنّه قد تمّ توجيههم لإدارة الحرب في جنوب لبنان من خلال إلحاق أقل قدرٍ من الإصابات بالمدنيين اللبنانيين، على حدّ تعبيره.

وفي حديثه عن الوضع في سوريّا قال المسؤول إنّه من جهة "إسرائيل" ليست هناك مشكلة خاصّة مع حقيقة أنّ ضباطًا إيرانيين يتجوّلون على الحدود (مثل زيارة قائد الحرس الثوري الإيرانيّ للقنيطرة في الجزء المُحرر من هضبة الجولان العربيّ السوريّ) طالما لا تُنفذ عمليات ضدّ "إسرائيل".

الخطّ الإسرائيلي الموجّه، وفقا للمسؤول عينه، هو الحدّ الأدنى من التدخل، حيث إنّ ما يهم هو الاستقرار والهدوء على الحدود.

وأضاف المسؤول في معرض ردّه على سؤال الموقع الإسرائيليّ، أضاف قائلاً إنّه لا ترغب أية منظمة من المنظمات في جنوب سوريّة، ومن بينها جبهة النصرة التي كانت تنتمي حتى الآونة الأخيرة إلى القاعدة، وشهداء اليرموك المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق وبلاد الشام، في مواجهة إسرائيل.


وقال المسؤول في حديثه عن التنسيق مع الروس إنّه أقيمت آلية مخصصة للتأكّد من أنّه لن يكون هناك عدم تفاهم بين الجانبَين وأنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ونائب رئيس الأركان، الجنرال يائير غولان، قد اجتمعا بمسؤولين روس حول هذا الموضوع.

وأوضح المسؤول العسكريّ الإسرائيليّ أيضًا أنّ الكيان الاسرائيلي يعتزم متابعة تقديم المساعدات الإنسانية للجرحى السوريين القادمين إلى الحدود، رغم التكلفة الاقتصادية الكبيرة لهذا المشروع.

وكما هو معروف، فخلال السنوات الثلاث الأخيرة قدّمت الدولة العبريّة علاجًا إلى أكثر من 3000 سوري في المستشفيات في شمال إسرائيل، الذين أصيبوا خلال الحرب الأهليّة الدائرة في سوريّة. وبحسب معلومات “رأي اليوم” قرّرت إدارة المركز الطبيّ للجليل الغربيّ في نهاريا إقامة قسم خاص لمعالجة الجرحى السوريين، لمنع احتكاكهم بالمرضى الآخرين، خصوصًا أنّ أغلبية المرضى الذين يُعالجون في المركز نفسه هم من العرب الفلسطينيين. علاوة على ذلك، يبدو أنّ تكاليف الحراسة المشدّدة على الجرحى باتت تقُضّ مضاجع دوائر صنع القرار في جيش الاحتلال، إذ بحسب المصادر عينها، يحرس جنود من الجيش الإسرائيليّ الغرف التي يُعالج فيها الجرحى السوريون على مدار الساعة، ويمنعون أيّ شخص من الاقتراب إلى الغرفة سوى الطاقم الطبيّ. ووفقًا لمُحلل الشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس)، المُستشرق د. تسفي بارئيل، فإنّه بعد عشر سنوات من حرب 2006، وصلت سمعة حزب الله إلى ذروة مستوى الانخفاض.


وأضاف: لا يضيف تورط حزب الله في السنوات الأخيرة في القتال بسوريّا للدفاع عن حكم الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد وكونه ذراعًا تنفيذيةً لإيران، شيئًا لسمعة التنظيم الجيّدة، على حدّ زعمه. ولفت في سياق “تحليله” إلى أنّه في العالم العربيّ أصبح يُنظر اليوم إلى حزب الله باعتباره منشغلاً في السنوات الأخيرة في قتل المسلمين في سوريّا بتوجيهٍ من الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، بدلاً من التركيز على الهدف الذي يفترض أنّه تأسس من أجله منذ البداية، ألا وهو الصراع المحليّ على الحدود اللبنانيّة ضدّ "إسرائيل".

وبرأيه، فإنّه في الأيام الأخيرة قام حزب الله بخطوتين إعلاميتين في محاولة منه لإنقاذ ما تبقى من التقدير الذي يكنّه له العالم العربي.

الخطوة الأولى، وفق المُستشرق الإسرائيليّ، هي نشر برنامج وثائقي على قناة “الميادين” بمناسبة مرور عقدٍ على حرب تموز 2006، وهذا ليس صدفة، فقد كان حزب الله في تلك الفترة في الذروة من حيث الشرعيّة التي منحه إيّاها الرأي العام العربيّ، رغم الخسائر القاسية التي لحقت به في الحرب.

أمّا الخطوة الثانية، خلُص المُحلل الإسرائيليّ إلى القول، فكانت الخطاب الأخير للأمين العّام للحزب، السيّد حسن نصر الله، والذي ركّز فيه على خطوات التطبيع بين المملكة العربيّة السعوديّة والكيان الاسرائيلي، على حدّ قوله.

زهير أندراوس - رأي اليوم

2-4