الصراع الكردي التركي في معادلة الشمال السوري+فيديو

الإثنين ٢٢ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٢:٢٤ بتوقيت غرينتش

(العالم) 21/08/2016 - لم تكتمل ملامح المشروع الكردي في سوريا حتى اصطدم بالدولة السورية الرافضة لأي أفكار تقسيمية سواء أتت بعنوان اللامركزية الإدارية أو الفدرالية وسواء كانت على أسس طائفية أو عرقية.

استعجل الأكراد مرتين مرة بإعلان الفدرالية في مناطق سيطرتهم والتي أثارت حفيظة الحكومة وجماعات المعارضة على السواء ومرة آخرى باستعداء السلطات السورية عبر ممارسات الفصائل المسلحة التركية التي باتت تتصرف على أنها دولة مستقلة مستغلة الأوضاع التي تمر بها سوريا.

الدولة السورية ولاعتبارات الحرب وأولوية مكافحة الإرهاب كثيرا ما تجاهلت الممارسات المليشيوية لهذه الجهات ومنازعتها للدولة شؤونها وعملت على التعايش مع الأمر الواقع.

إلا أن القشة التي قصمت ظهر البعير  كانت انغماس بعض الفصائل الكردية وتماهيها مع المخططات والمشاريع الأميركية في المنطقة وتنفيذها أجندات تؤدي إلى تكريس الانقسامات على المستوى الوطني وفرض التقسيم الجغرافي والسياسي كأمر واقع.

فبعد أيام على سيطرة ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية على منبج شمال حلب وهي مدينة عربية بالمناسبة افتعلت قوات الآسايش الكردية أزمة في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا مع الجيش السوري لتتدحرج الأحداث وتؤدي إلى مقتل العشرات ونزوح عشرات الآلاف وتصل الأمور إلى حدود الاحتكاك الجوي بين الطائرات السورية التي نفذت غارات على مواقع للآسايش وطائرات التحالف الأميركي الذي سارع إلى استعراض حضوره في المنطقة والكشف عن حقيقة نواياه.

وكرد فعل على التمدد الكردي على الحدود التركية قامت أنقرة بحشد مئات من المسلحين تحت مسمى الجيش السوري الحر والمعروفين بالولاء لها على الحدود مع جرابلس لتحريرها من جماعة داعش تنطلق من داخل تركيا لقطع الطريق أمام تقدم الأكراد بعد سيطرتهم على منبج

بات من المعروف أن فصائل كردية بعينها تتحدث في السر والعلن عن إنشاء كيان كردي شمال سوريا بمحاذاة الحدود التركية من محافظة الحسكة إلى محافظة حلب والمناطق الممتدة بينهما.

ويتركز الثقل الديمغرافي الكردي بشكل رئيسي في ثلاث مناطق هي المنطقة الممتدة بين مدينتي القامشلي والحسكة وأقصى الشمالي الشرقي وفي أقصى شمال شرق حلب في مدينة عين العرب والشمال الغربي بمركزية مدينة عفرين.

الامتداد الجغرافي للكيان الكردي المفترض والتي تبلغ مئات الكيلو مترات يتخللها الكثير من الفجوات الديمغرافية التي تحول عمليا دون إنشاء كيان من لون عرقي واحد إلا بالقيام بعمليات تهجير قسري بحق بقية المكونات.

فمدن كتل أبيض في ريف الرقة ومنبج والباب وجرابلس في الريف الحلبي ومئات القرى والنواحي والبلدات التابعة لهذه المدن تسكنها مكونات سورية ستشكل عائقا واقعيا أمام أي مشروع كردي.

5