تمثال "أم الشهيد" يثير غضب المصريين؟

تمثال
الثلاثاء ٠٦ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

أثار تمثال "أم الشهيد" الذي لم يُفتتح رسمياً بعد في مدينة البلينا في جنوب محافظة سوهاج المصرية، موجة غضب عارمة بين المواطنين، حتى وصفه البعض بأنه إهانة لمصر وتراثها الحضاري، بينما ذهب البعض الآخر لانتقاده بسبب "الإيحاءات الجنسية" التي يمثلها.

والتمثال الذي يصل ارتفاعه إلى 8.5 متر شرع العمل في بنائه منذ 6 أشهر، وتم اعتماد المبالغ المالية اللازمة لذلك، إلا أن المنحوتة تظهر برأي البعض نوعا من "التحرش الجنسي" مع سيدة يُفترض أنها ترمز لمصر، حيث يصور التمثال فلاحة نحيلة ترمز عادة لمصر، ممدودة الذراعين، وخلفها يقف جندي مرتديا خوذة، ينظر إلى كتفها، وقد طوقها بذراعيه.

وعلق رواد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بأن سوء التخطيط والتفكير، هو ما أدى إلى تشويه كل المناظر الجميلة، وخاصة التماثيل التي تعبر عن رموز مصر، وعلقوا على تمثال سوهاج بالقول "إنه يمثل إهانة للمصريين بسبب الجندي الذى يحتضن السيدة".

الحكومة المصرية دخلت على خط الهجوم على التمثال، وأمر أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج بفتح باب التحقيقات مع الجهة المكلفة بالإشراف على عملية نحت التمثال والممثلة في المجلس المحلي لمدينة البلينا، مؤكدًا على أنه كان ينبغي استشارة المحافظة قبيل البدء في نحت التمثال البالغ كلفته 250 ألف جنيه مصري، وذكر عبد المنعم: "أحيانا، تتصادم رؤية فنان مع ثقافة المجتمع، وإذا كان هدفنا معاملة المواطنين باحترام، لا ينبغي أن نفعل أي شيء يسيء لمشاعرهم، نحن جميعا نحترم جيشنا ووطننا".

واعتبرت وكالة "أسوشييتد برس" أنّ تمثال "أم الشهيد" في محافظة سوهاج المصرية تسبب في إحراج المصريين، وشعورهم بالخزي، وقوبل التمثال بالكثير من الانتقادات من قبل أهالي المحافظة، ورواد مواقع التواصل الإجماعي، قبل أن يأمر محافظ سوهاج، أيمن عبد المنعم، بإجراء تغييرات على التمثال الذي يرمي إلى تكريم الجنود الراحلين.

بدورها اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الجدل الذي أثير حول تمثال "أم الشهيد" في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي يعكس الصعوبات التي يواجهها الفنانون والمفكرون في بلد يهيمن عليه الطابع المتشدد على مدار الـ 40 إلى الـ 50 عامًا الماضية.

إلى ذلك، سلط تقرير لقناة "بي بي سي" البريطانية الضوء على قيام محافظة سوهاج بتعديل تمثال أم الشهيد بسبب موجة الغضب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال التقرير إن المقيمين في مدينة سوهاج اعتبروا التمثال غير مناسب من الناحية الأخلاقية، ونقلت القناة عن محلليها أن الجدل الذي أثاره التمثال، وموجة التعليقات التي أثارها على وسائل التواصل الاجتماعي يؤكد الصعوبات التي يواجهها الفنانون بالبلاد.

من جانبه أكد النحات وجيه يني الذي كُلف بنحت التمثال أنه ما زال مقتنعاً بفكرة التمثال الأصلية، مشدداً على أنّ الجندي يمثل "روح الشهيد" الذي يحمي مصر، قائلاً: "إن فكرة جندي يحتضن سيدة ويحميها من أعداء الوطن لا يمثل إهانة للمصريين، مشيراً في الوقت ذاته الى أن عملية تعديل في التمثال، عبر إزالة الجندي ووضع فرع زيتون في يدي المرأة، قد بدأت وستنتهي خلال أقل من أسبوع، كما سيشكل هلالاً فوق رأس المرأة من خلال الحمام الأبيض الذي يرمز للسلام.

المصدر: الوقت

102-3