بانوراما؛ ملايين النازحين.. أضاحي الارهاب والمآسي الانسانية

الثلاثاء ١٣ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٢:٢٤ بتوقيت غرينتش

(العالم) - بانوراما - 13-09-2016 - لا يحل عيد الاضحى المبارك هذا العام بالمعنى الذي يحمله عادة، حيث يبرز ملايين النازحين في العالمين الاسلامي والعربي اضاح جديدة لسياسات عربية واقليمية. النازحون المشردون داخل بلدانهم أو في اصقاع الارض والمخاطرون بانفسهم بعبور البحار بحثا عن الامان يعيشون معانة انسانية كبرى سببها الارهاب ورعاته الاقليميون والدوليون.

عيد الاضحى المبارك العيد الاكبر لدى المسلمين، والذي يحمل معاني التضحية في سبيل الله يمر هذا العام بمشاهد التضحية بعباد الله في سبيل مصالح خاصة انتجت فيما انتجته دمارا وقتلا وتشريدا وتهجيرا على مساحة العالمين الاسلامي والعربي.

وربما يمر عيد الاضحى هذا العام باقسى صوره على النازحين الهاربين من اهوال الحروب والارهاب.

ملايين النازحين السوريين داخل البلاد وخارجها لا يرون في العيد الا الخيم المنتشرة على مساحة المنطقة وينظرون الى العيد المقبل بعين الامل من وراء قضبان حديدية باتت الحاجز الاسهل بينهم وبين عودتهم لبلدهم.

هؤلاء النازحون يحاولون باقصى طاقتهم منح اطفالهم ما امكن من فرحة للعيد غابت عنهم منذ نحو ست سنوات. لتمسي ابسط مشاهد العيد حلما بالنسبة لهم، غير ان هؤلاء الاطفال يصرون على السير يدا واحدة وسط النفق المظلم الذي دخلته بلادهم الى مستقبل افضل لا يخلو من صور الشهداء.

في العراق، لا يختلف المشهد بالنسبة لاكثر من 3 ملايين نازح معظمهم داخل البلاد. فقد استقبل هؤلاء عيد الاضحى بالنار التي التهمت عشرات الخيم في مخيم النازحين في كركوك. بعد ان سرق الارهاب فرحتهم اضافة الى ابسط حقوقهم بعيش حياة كريمة. حيث حولت جماعة "داعش" الارهابية واخواتها حياتهم الى سجن في مخيمات النازحين خدمة لمصالح دول واطراف تدعي حمل لواء المسلمين في العالم لتتحول احلامهم الى رماد كما هو حال هذه الخيم.

ومن سوريا والعراق الى اليمن حيث تستمر الماساة الانسانية التي تلقي بظلالها الثقيلة على العيد الذي يطل هذا العام وملايين اليمنيين نازحون بسبب العدوان السعودي المستمر بمجازره بحق المدنيين وتدميره للبلاد، ليصبح كل ما يحلم به هؤلاء الاطفال ان لا تكون العابهم كما مستقبلهم مجرد تراب. او حتى مجرد بحر يلتهم الاف النازحين الهاربين من الموت الذي يقضي على دولهم.

وبينما يواجه النازحون تحديا اكبر يتمثل في الكلام عن استصدار قرار دولي لتمرير مشروع توطين النارحين في الدول الموجودين فيها، فان بين العيد في سوريا والعراق ومثله في اليمن قاسم مشترك، ارهاب يضرب بمختلف وجوهه برعاية دول وضعت كل امكانياتها في خدمة الارهاب لتحقيق مصالح خاصة وصلت بها الى الصد عن سبيل الله ومنع الحجاج من مراسم الحج. ليبقى التساؤل الاهم في عيد الاضحى هل يصوب المسلمون جمراتهم في الاتجاه الصحيح؟.

2