هل انطلقت ساعة الصفر في حلب؟؟

هل انطلقت ساعة الصفر في حلب؟؟
الأربعاء ٠٩ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

بدايةً، أودّ الإشارة الى ان اية عملية سواء كانت هجومية او دفاعية ينفذها الجيش السوري وحلفاؤه تندرج ضمن مسار العملية الكبرى التي اطلقها الجيش السوري منذ اكثر من سنة، وهي عملية "من البحر الى النهر"، والهادفة الى تحرير كامل التراب السوري.

اما العمليات العسكرية في حلب، رغم استكمال الجيش السوري لعملياته على كل الجبهات، فهي عمليات تمتاز بالقساوة والتأرجح ولكنها رغم تأرجحها تصب في مصلحة الجيش السوري على مستوى خرائط السيطرة بشكل محدد.

في الشهور الثلاثة الأخيرة كنا امام متغيرات ميدانية كبيرة تمثلت في سيطرة الجيش السوري على مزارع الملّاح انطلاقًا من اهم نقاط ارتكاز الجيش، وهي باشكوي التي مثلّت قاعدة انطلاق ايضًا بإتجاه نبل والزهراء، وهي تشكل حاليًا نقطة ارتكاز باتجاه حريتان وعندان، وما استخدامي لمثال باشكوي إلّا للدلالة على طبيعة التخطيط العملاني ضمن استراتيجيا واضحة المعالم.

من مزارع الملّاح طوّر الجيش السوري عملياته ليسيطر على طريق الكاستيلو وحي بني زيد، ويحقق الحصار الكامل على الأحياء الشرقية لحلب التي استدعت من الجماعات الإرهابية شن هجمات عنيفة غير مسبوقة على محور الكليات العسكرية ومنطقة الراموسة، وخرجت منها بعد جولة من القتال مهزومة متكبدة آلاف الإصابات بين قتيل وجريح.

الهجمات نفسها تكررت منذ حوالي 12 يومًا على الجبهة الغربية لمدينة حلب، وها هي اليوم تندحر من مشروع الـ1070 وتستعد للإندحار من مناطق أخرى قريبًا الى مواقعها التي انطلقت منها في الراشدين 4 و5 على الأقل، حيث بات الجيش السوري بعد سيطرته على مشروع الـ1070 قادرًا على استهداف الجماعات الإرهابية في ضاحية الأسد والحكمة والراشدين 5 بوسائط النار الدقيقة، وخصوصًا مضادات الدروع التي تم تركيزها على الأبنية العالية في مشروع الـ1070، بينما بات باستطاعة الدبابات القانصة استهداف مناطق في الراشدين 4. وجاءت نتائج هذه العمليات بعد سيطرة الجيش على تلتي مؤتة والرخم والتي سبقتها سيطرة الجيش على تلتي الدفاع الجوي وبازو، وهو ما ذكرناه في المقالة السابقة لجهة خط سير عمليات الجيش السوري الذي يعتمد التقدم برؤوس اسهم على مجنبات مناطق سيطرة الإرهابيين بعمق يضع هذه الجماعات ضمن الطوق، ما يجبرها على الإنسحاب من مناطق السيطرة كما حصل مع مشروع الـ1070.

وان كان المشهد الذي استعرضناه يرتبط بالعمليات التكتية الموضعية، فإنّ مشهدًا اشمل واكبر يرتبط بالتحضير لساعة الصفر في حلب يمتاز بالكثير من التعقيدات على المستويين السياسي والعسكري يرافق انطلاق العمليات، حيث لم يعد خافيًا العراقيل التي ساهمت بها اميركا في تأخير وصول القوة البحرية الروسية الضاربة الى المياه الإقليمية السورية لجهة الضغط على العديد من الدول لمنع حاملة الطائرات الروسية كوزنتسيف وقطع اخرى من التزود بالوقود.

اما وقد وصلت القوة البحرية الروسية الضاربة، وحيث أنّ الظرف المغلق الذي يحتوي اوامر مهمة القوة قد تم فتحه بالوصول الى المياه الإقليمية السورية بحسب التعليمات، فإنّ الساعات والأيام القادمة ستحمل لحلب بشكل اساسي الكثير من المفاجآت التي اعلن مصدر عسكري عن بعضها، وهي البدء باستهداف مواقع الجماعات الإرهابية على مشارف حلب بسلاح الجو وصواريخ كاليبرـ وهي ضربات انتقائية دقيقة ستستهدف نقاط تجمع وغرف عمليات الجماعات الإرهابية وستشكل بداية انطلاق العمليات التي ستتزامن مع قصف سجّادي لممرات معينة.

وكما قلنا سابقًا، فإن توقيت العملية جاء تزامنًا مع الإنتخابات الرئاسية الأميركية مع الإشارة الى ان الكثير من التفاصيل في سير العملية سيبدأ بالظهور تباعًا، وهو ما سنواكبه بشكل دائم. وخلافًا للعادة، قد تكتفي القيادة السورية والروسية وقيادة الحلفاء بإطلاق العمليات دون الإعلان عن توقيت معين لساعة الصفر التي قد تكون لحظة قراءتكم لهذا المقال.

*عمر معربوني - بيروت برس

*ضابط سابق - خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

114-2