ترامب يرسل "إشارات جيدة" لسوريا...ولكن "الشيطان يكمن بالتفاصيل"

ترامب يرسل
الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠١٦ - ٠٣:٣٧ بتوقيت غرينتش

أشار الرئيس المنتخب الجمهوري دونالد ترامب، إلى أن محاربة "داعش" ستكون على رأس أولوياته لدى استلامه للإدارة الأمريكية، وأنه بدلاً من دعم واشنطن للمعارضة المسلحة، سيتعامل مع دمشق بصورة مباشرة- وكما قال المحلل السياسي الأستاذ ألكسندر أزادغان لراديو "سبوتنيك" فإن "هذه إشارات جيدة".

واضاف قال المحلل السياسي وأستاذ الإدارة الاستراتيجية العالمية والاقتصاد السياسي الدولي ألكسندر أزادغان: "كان لديه بعض تصريحات سياسية عامة مثيرة للاهتمام، ولكن كما تعلمون، فإن الشيطان يكمن في التفاصيل. ونحن ننتظر لنرى كيف أنه في الواقع تنفذ حتى العموميات التي تحدث (ترامب) عنها. هذه إشارات جيدة. ومع ذلك، معتبرين أننا ذاهبون لقتال "داعش"، إلا أن هذا ليس جيدا بما فيه الكفاية. الجميع يقاتل "داعش"، حتى أن "داعش" يقاتل "داعش".

ودعا ألكسندر أزادغان الساسة الأمريكيين إلى مراجعة "القاموس الأمريكي" وإسقاط كلمة "المتمرد السوري" من "قاموس واشنطن"، إذ قال: "لا يوجد شيء يسمى "المتمرد السوري". يجب علينا أن نتخلص من هذا "التعبير" من قاموسنا. هناك مرتزقة، وهابيون جاءوا إلى سوريا من جميع أنحاء العالم، وبالأخص من قطر والكويت والسعودية ودول الخليج (الفارسي)، ويتصرفون كالذين يمشون أثناء نومهم ويقومون بأمور دون وعي منهم! فهم ليسوا سوريين، وليسوا متمردين، بل هم إرهابيون ومتوحشون".

يبدو أن ترامب قد شك الأسبوع الماضي في هذا المفهوم (المتمردون السوريون) عندما قال: "الآن نحن ندعم المتمردين ضد سوريا وليس لدينا فكرة من هم هؤلاء الناس".

وأعرب السيد أزادغان عن قلقه تجاه واشنطن التي لم تكن مستعدة أن تستمع لدول أخرى فيما يخص الأزمة السورية. "لا أعتقد أن لدى واشنطن حسن نية في التوصل إلى حل وسط أوالتفاوض المثمر. فأعتقد أنهم فقط يكسبون بعض الوقت. ففي كل مرة تقول فيها واشنطن أنها ذاهبة للتفاوض، تخلق عملية كاذبة كعملية قصف القافلة السورية مثلاً التي وقعت قبل نحو شهرين (سبتمبر/ أيلول بالقرب من حلب). لا أعتقد أنهم مهتمون بالسلام على الاطلاق. وهم أطالوا هذا الصراع، وما زالوا هذا أمر خطير جداً. فحتى الحرب المخطط لها، لا تسير بشكل سليم".

واستطرد السيد أزادغان قائلاً: إن "السياسة الخارجية لواشنطن يمكن أن تتغير بمجرد أداء دونالد ترامب اليمين الدستوري ويصبح رئيس الولايات المتحدة".

وأضاف أنه "بإمكاننا أن نعتقد أن واشنطن قد أدركت أنها ستواجه سياسات لا يمكن تحملها، وأنه سيكون لدينا بعض التغيير لحفظ "ماء الوجه" في السياسة. علينا أن نأخذ هذا الاحتمال بحسباننا".

وقارن المحلل الوضع في سوريا في الوقت الراهن بالوضع في صربيا قبل قرن من الزمان. وقال: "نحن على مشارف مرحلة خطيرة، حيث اتخذت القوى العالمية جهات مختلفة في النزاعات المحلية، والتي يمكن أن تترك آثاراً على الصعيد العالمي".

فعلى ما يبدو أن استعداد دونالد ترامب للحد من تواجد واشنطن في الخارج هو علامة جيدة. "إذا كان (لديك) رؤساء برباطة جأش في واشنطن، وإذا كان (لديك) أشخاص يعبرون عن أشكال طفيفة من الانعزال — فهذا أمر جيد من أجل السلام العالمي.

والأهم من ذلك، أنه لأمر جيد لدافعي الضرائب الأمريكيين الذين شاهدوا ضرائبهم التي نُهبت في الشرق الأوسط من قبل صناع القرار، الأميون، الإمبرياليون والمتمتعون بالهيمنة الأحادية القطب"، قال المحلل السياسي لراديو "سبوتنيك".
103-1