ما سر تصعيد مشغلي التكفيريين في دمشق وحماه؟

ما سر تصعيد مشغلي التكفيريين في دمشق وحماه؟
الإثنين ٢٧ مارس ٢٠١٧ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

يوما بعد يوم تتكشف خطوط المؤامرة الاقليمية والدولية الكبرى التي تستهدف سوريا ومحور المقاومة منذ اكثر من 6 اعوام، لاسيما بعد الهجمات المباغتة التي شنتها فرع القاعدة في سوريا “جبهة النصرة– فتح الشام – هيئة تحرير الشام” والجماعات الارهابية الاخرة المنظوية تحت لوائها في ريفي حلب وحماة.

رغم ان خيوط هذه المؤامرة كانت واضحة منذ اليوم الاول الا ان الحرب النفسية والخطبوط الاعلامي والخطاب الطائفي البغيض ومليارات الدولارات وملايين الاطنان من الاسلحة ومئات الالاف من الارهابيين التكفيريين الذين تم شحنهم الى سوريا، قد اربكت على البعض تتبع خيوط هذه المؤامرة التي تستهدف امن واستقرار وحاضر ومستقبل العرب في منطقة الشرق الاوسط.

كان لافتا كلما تبلورة صيغة لانهاء الحرب المفروضة على سوريا عبر الحوار السوري السوري، حتى يعطي مشغلو الجماعات التكفيرية في الاول الاقليمية وامريكا و"اسرائيل" الضوء الاخضر لتعكير صفو الحلول السلمية عبر تفجير سيارات مفخخة بين الامنين في المدن السورية او شن هجمات هنا وهناك، للابقاء على نزيف الدم السوري خدمة للمؤامرة الصهيو امريكية العربية الرجعية.

اليوم وكل المهتمين بالشأن السوري تتوجه ابصارهم نحو استانا وجنيف على امل ان تلوح بالافق بوادر حلول سياسية يمكن من خلالها حقن الدم السوري الذي يراق عبثا ومنذ اكثر من 6 اعوام، فاذا ب“جبهة النصرة” المصنفة امريكيا واوروبيا واسلاميا وعربيا بالارهابية والجماعات المنضوية تحت لوائها فيما يعرف ب“هيئة تحرير الشام” تشن هجمات مباغته على مواقع الجيش السوري في ريفي دمشق وحماة، وهو ما لاقى ترحيبا من مشغليهم في العواصم العربية والاسلامية وتل ابيب وواشنطن.

رئيس وفد الحكومة السورية إلى الحوار السوري السوري في جنيف بشار الجعفري وضع النقاط على حروف ما جرى خلال الايام القليلة الماضية في دمشق وحماة في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الجمعة 24 اذار/ مارس في جنيف، بعد لقائه بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا، حيث كشف الجعفري ان معظم من شارك “جبهة النصرة” في هجومها على شرق مدينة دمشق وعلى ريف حماة هم فصائل شاركت في اجتماع أستانا!!، على انهم “معارضة معتدلة” وفقا للتصنيف الامريكي التركي السعودي، وهو مؤشر على تورط هذه الانظمة ازاء ما يجري الان في تلك المناطق.

واكد الجعفري انه في هذه المرة شارك في الهجوم انطلاقا من حي جوبر الدمشقي كل من ”جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام”.. وهذه الفصائل كما هو معروف كانت تقاتل الجيش العربي السوري وتتقاتل فيما بينها أيضا بما ينسجم مع التعليمات الموجهة لهذه الفصائل الإرهابية من مشغليها.. ولكن عندما جاءت الأوامر من هؤلاء المشغلين لكل تلك الفصائل الإرهابية بان تتحد تحت لواء “جبهة النصرة” الإرهابي أصبح متقاتلو الأمس شركاء اليوم.

نظرا الى ان “جبهة النصرة” يعتبره مجلس الأمن كيانا إرهابيا، وبالتالي فان كل من يتعامل معه يعتبر إرهابيا بدوره وكل حكومة ترعى هذه الجبهة والفصائل المتعاونة معها تصبح حكومة متعاملة مع الإرهاب وراعية للإرهاب، لذلك ليس اتهاما القول بأن النظام التركي والسعودي والقطري والفرنسي والبريطاني والأردني والكيان الإسرائيلي يتعاملون مع “جبهة النصرة” الإرهابي، وان الهجوم الذي يشن حاليا على ريف مدينة حماة يشارك فيه ما يسمى “جيش النصر” و”جيش العزة” و”فيلق الشام” و”جيش إدلب الحر” بقيادة “أحرار الشام” و”جبهة النصرة” أيضا، وكل هذه الفصائل تهيمن عليها المخابرات التركية.. وبالتالي بات من الواضح أن معظم من شارك “جبهة النصرة” في هجومها على شرق مدينة دمشق وعلى ريف حماة هم فصائل كانت قد شاركت في اجتماع أستانا.. هذا مؤشر على تورط الأنظمة التي ذكرت في هذه العمليات الإرهابية داخل سورية.

ما قاله الجعفري اكد بما لا يقبل الشك حقيقة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وان ما قالته القيادة السورية ومحور المقاومة، عن طبيعة هذه المؤامرة والجهات التي تقف وراءها اصبح واضحا كوضوح الشمس، وما القاعدة و “داعش” الا ادوات رخيصة يستخدمها التحالف الامريكي الاسرائيلي التركي العربي الرجعي لضرب محور المقاومة عبر استهداف سوريا من اجل جعل “اسرائيل” الكيان الوحيد الذي يتحكم بمصير المنطقة وشعوبها.

* شفقنا