الصحف الاجنبية تكشف الهدف الحقيقي للاعتداء الامريكي في سوريا

الصحف الاجنبية تكشف الهدف الحقيقي للاعتداء الامريكي في سوريا
الأحد ٢١ مايو ٢٠١٧ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

شدّد صحفي بريطاني معروف على أنّ "العدوان الأميركي على منطقة التنف السورية يؤشر على أنّ أولوية واشنطن ليست محاربة "داعش"، بل فصل سوريا عن العراق.

العالم - سوريا

وحول جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، والتي بدأها من السعودية، أشارت صحف أميركية بارزة، الى ضرورة أن لا يركز ترامب بالمطلق على عداء ايران، اذ إن الفكر الوهابي النابع من السعودية لعب دورا محوريا في نشوء جماعات ارهابية مثل "داعش" و"القاعدة".

كما استبعدت مجموعة غربية بارزة -تعمل في مجال الامن والاستخبارات- أن ينجح ترامب خلال زيارته للسعودية بتقويض ايديولوجية الجماعات الارهابية.

واشنطن تركّز جهودها على فصل سوريا عن العراق وليس على محاربة "داعش"

كتب "Robert Fisk" مقالة نشرت في صحيفة "الاندبندنت" اعتبر فيها أنّ" ما قالته وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" عن قيام الطائرات الاميركية باستهداف عناصر موالية للحكومة السورية بمنطقة التنف يخفي "الرواية الحقيقية" التي ترتبط بالسباق الى الحدود السورية العراقية".

وقال الكاتب "إنّ العدوان الاميركي في التنف هو جزء من صراع كبير بين الولايات المتحدة والحكومة السورية من أجل السيطرة على الحدود الجنوبية الشرقية لسوريا"، مشيراً الى انه وبحسب الرواية السورية فإنّ "الطائرات الأميركية لم تدمر دبابة واحدة بل أربع دبابات وآلية مضادة للصواريخ، اضافة الى استهداف عدد من العناصر الموالية للحكومة السورية كانوا بطريقهم لانشاء مواقع في صحراء التنف".

وأضاف الكاتب  "إنّ الحكومة السورية كانت تحاول إبقاء الممر بين العراق وسوريا مفتوحاً، وذلك بعد ما أصبحت مدينة الرقة شبه محاصرة من قبل الاكراد "الموالين لواشنطن"، الا أنّ" الكاتب لفت الى أنّ العناصر التي تقاتل تحت قيادة الجيش السوري تنوي الاستمرار بمهمات استكشافية باتجاه التنف، والى الرواية السورية بأنّ الاسلحة المضادة للطيران أجبرت الطيران الحربي الاميركي على التحليق على ارتفاع أعلى (خلال الغارة الأميركية على التنف)".

ورأى الكاتب أنّ" ما حصل بالتنف يشكل أهمية كبيرة"، معتبراً أنّ" النظام السوري كان يحاول أن يختبر مدى تصميم أميركا على ارسال العناصر المسلحة التابعة لها الى مناطق أكثر عمقاً في جنوب شرق البلاد، بينما تبين بأنّ أميركا مستعدة لاظهار استعدادها لاتخاذ هذه الخطوة"، كما اعتبر أنّ التنف قد تتحول الى نقطة استراتيجية أساسية في الصراع الذي تخوضه حكومة الرئيس بشار الاسد لاستعادة اراضيها وابقاء حدوها مع العراق وبالتالي ايران مفتوحة.

وشكك الكاتب بمصداقية رواية "البنتاغون" بأن العدوان في التنف كان حادثًا جانبيًّا وان الموضوع الاساس هو المعركة ضد "داعش"، قائلاً "إنّ فصل سوريا عن العراق، وبالتالي ايران، يبدو انه الهدف العاجل الاساس للقوات الاميركية وليس القضاء على دولة الخلافة التابعة لـ"داعش".

جولة ترامب الاقليمية والدور السعودي في نشوء الجماعات الارهابية

مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" نشر مقالة دعا فيها الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى مطالبة السعودية بأن تلتزم بشكل أكبر في تحقيق السلام الاقليمي، بما في ذلك التوصل الى تسوية سياسية في اليمن.

وقالت الصحيفة "إنّ السعودية وبعض الدول العربية الخليجية الاخرى "مهووسة" بإيران وإن السعوديين مسرورون بخطاب ترامب المعادي لإيران"، الا أنها شدّدت على أنّ التركيز فقط على ايران، يعني تجاهل ما تقوم به السعودية باليمن، مشيرة الى القنابل السعودية التي قتلت اعداداً هائلة من المدنيين اليمنيين.

كما لفتت الى أنّ التركيز فقط على ايران يتجاهل حقيقة ان الاسلام "الوهابي" الموجود في السعودية لعب دوراً كبيراً "باعطاء الوحي" لـ"داعش" ومتطرفين آخرين.

الصحيفة أضافت أنّ" الرئيس السابق باراك اوباما حاول أن يتبنى مقاربة أكثر حيادية، حيث انخرط مع ايران بالاتفاق النووي وحث السعوديين على التعايش مع ايران"، كما نبهت من أن ترامب وعلى ضوء المشاكل الداخلية التي يواجهها، فإنه قد يوافق بالتالي على كل ما يرغب به المضيف السعودي، مثل توريط أميركا بشكل أكبر في الحروب بكل من اليمن وسوريا.

وختمت الصحيفة بالقول "إنّ جولة ترامب الخارجية هي فرصته الاولى ليتصرف كرجل دولة، وإن هذا الدور يكون ليس من خلال الاستجابة لمطالب الدول العربية، ولكن من خلال تبني استراتيجية تعزز المصالح الامنية لدى اميركا وحلفائها".

من ناحيتها، كتبت الباحثة "Shireen Hunter" مقالة نشرت على موقع"LobeLog" أشارت فيها الى أن ادارة ترامب تسعى الى تصوير ايران على انها الدولة الاولى المصدرة للارهاب في العالم وعلى انها تشكل تهديداً للدول العربية في الخليج (الفارسي).

الا أنّ الكاتبة لفتت الى أنّ" تركيز واشنطن على هذا "التهديد" الايراني المزعوم يفتقد الى الادلة بأنّ ايران بالفعل تشكل مثل هكذا تهديد"، كما رأت أن التركيز على معاداة ايران وجعلها "كبش فداء" لن يساعد الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها الاقليمية.

وتابعت الكاتبة "إنّ الارهاب الذي يقلق الولايات المتحدة لا يتمثل بايران، بل بالارهاب النابع من دول عربية معينة، وعليه اكدت أن مساعي احتواء ايران قد تساعد على تحقيق المطالب السياسية لدول معينة في المنطقة، الا انه لن يحقق شيئاً لجهة هزيمة "داعش" او "القاعدة".

اما فيما يخص القضية الفلسطينية، فأشارت الكاتبة ايضاً الى أن معاداة ايران لن تحقق اي شيء في هذا الموضوع، اذ ان كيان العدو غير مستعد لتقديم اقل التنازلات حتى للفلسطينيين.

ولفتت الكاتبة كذلك الى أن بعض الدول الخليجية لا تتشارك الموقف السعودي المعادي لايران، والى ان دولاً مثل سلطنة عمان والكويت تمتعض من "كبرياء" السعودية واستغلالها مجلس التعاون الخليجي لمصالحها الخاصة.

ونبهت ايضاً الى أن دولاً مثل قطر والامارات تتنافس مع السعودية وهي لا تريد أن تخاطر بحرب ضد ايران فقط من اجل ارضاء السعوديين.

الكاتبة ذكّرت بأنّ" فكرة انشاء "تحالف عربي "اسرائيلي" من خلال التركيز على التهديد الايراني تعود الى أواخر حقبة الثمانينات، وبانها "فشلت في كل مرة".

ورأت انه وبدلاً من انشاء "حلف ناتو عربي" ضد ايران، فإنّ على الولايات المتحدة أن تشجع على المصالحة العربية الايرانية، داعيةً ادارة ترامب الى البحث عن فرص تخفيض التوتر بين الولايات المتحدة وايران، وقالت "إنّ اتباع هذا النهج يقتضي ايضاً من الولايات المتحدة الزام السعودية بمنع تصدير المزيد من الارهاب "الوهابي" الى الشرق الاوسط ومناطق اخرى، مشيرة الى أن هذا جزءًا أساسيا من هدف ترامب الاساس بهزيمة "داعش" وغيرها من الجماعات المتطرفة.

وتابعت الكابتة "إنّ السياسة الاميركية الحالية بالمبالغة بمدى تهديد ايران ستؤدي في أحسن الاحوال الى صفقات تسلح بقيمة مئات مليارات الدولارات، الا انها اعتبرت أن مثل هذه المكاسب الاقتصادية هي قليلة جداً اذا ما تمت مقارنتها بتكلفة الحرب مع ايران أو بتكلفة اي نزاع مستقبلي آخر في المنطقة.

ترامب لن ينجح بتقويض عقيدة الارهابيين خلال زيارته السعودية

مجموعة "صوفان" للاستشارات الامنية والاستخباراتية تطرقت في تقريرها اليومي الى جولة ترامب الاقليمية التي تشمل السعودية والاراضي المحتلة، حيث رأت أنّ" مساعي ترامب "لتوحيد الصفوف بمحاربة الارهاب" تواجه تحديات عدة.

ونبهت المجموعة الى أنّه وعلى الرغم من النجاحات التي تحققت باستعادة الاراضي من "داعش"، فإن التنظيم الارهابي يبقى تهديداً على المدى الطويل.

كما أشارت الى أنّ تنظيم "القاعدة" توسع وبات يشكل تهديداً غير مسبوق في مختلف انحاء الشرق الاوسط، والى أن الغرب وكذلك العالم الاسلامي لم يحقق أي نجاح ملموس في سياق مواجهة أسس ايديولوجية الارهاب.

واستبعدت المجموعة أن ينجح ترامب بتوجيه رسالة تقوض ايديولوجية بن لادن من أجل هزيمة الارهاب، واعتبرت بالتالي أن خطوة ترامب الرمزية (خطابه للعالم الاسلامي من السعودية) سيكون لها اثر محدود على الارجح في اطار مواجهة ايديولوجية الارهاب.
المصدر: العهد

103-4