قتلُوكَ خاشعاً

قتلُوكَ خاشعاً
الأربعاء ١٤ يونيو ٢٠١٧ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

قصيدة بمناسبة ذكرى اغتيال بطل الاسلام الامام علي (عليه السلام) في محراب العبادة والخشوع بين يدي الله تعالى

غالُوا خُشُوعَكَ ما غالُوك مُنْتَصِبا

يا صِنوَ أحمدَ ذا مِحرابُكَ اضْطَرَبا

غالُوا سُجُودَكَ يا مَوْلاي مُشْتَمِلا
                                                             
كلَّ المكارمَ  فـذّاً يصنعُ العَجَبا

ما قاتِلُوك اُناساً آمنوا عَمَلاً

بلْ وُلْدُ إبليسَ صلّى عُمرَهُ كذِبا

هاهم بنو مُلجمٍ يَفنُونَ اُمّتَنا

دواعشاً ناوأُوا الايمانَ والأدبَا

أجدادُهم ناصَبُوكَ البغضَ مَفسدَةً

فقُلتَ : صبراً ولكنَ حاذِروا الشَغَبا

لسنا نحاربُ قوماً أنَّهم جَهَلُوا

لكنما الويلُ للغدّارِ لو حَرَبَا

يا سيدَ النُبلِ ما القالُونَ قومَ هدىً

ولا بنُوهُم فهُم يُؤذون من نَجُبـَا

دواعشُ اليومَ فاقُوا في جرائِمهم

خوارجَ الأمسَ حِقداً يُحرِقُ الخَصِبا

ديّانُهُمُ ناصبيٌّ يشتفي فَرَحـاً

بذَبحَ أبناءِ مَنْ قد وَدَّكم قُرَبا
  
إيهٍ أميري عليّاً هذه مِحنٌ

أدمَتْ قلوباً لَنا يا خَيرَ مَنْ وَهَبا

نفديكَ أرواحَنا يا  فخرَ داعيةٍ

للمكرماتِ  وخيرَ الخلْقَ  مُنقلَبا

غالُوكَ غَدْراَ ذوُو الأحقادِ مُختضِباً

بالزاكياتِ دِماءً خُلِّدتْ  حُقُبا

ما بالُ حُسّادِ قومٍ خانَ قائلُهم

فناهضَ المَجْدَ لمّا نابَذَ الحَسَبا
                                      
صَبْراً فَقدْ خاصَمُوا  عَلْياكَ مِن حسَدٍ

فلم نَجِدْ مِنْ فَحِيحِ الحِقْدِ مُقْترِبا

غُذِّيتَ بِالطُّهْرِ فَخْرَاً في جِوارِهما

يا بنَ العَظِيمَينِ اُمَّاً اُكرِمَتْ وأَبا

وَ أنتَ مَعْ سَيِّدِ الدّارَينِ تَصْحَبُهُ

نِعمَ الرّبيبُ أصابَ المَنْهَلَ العَذِبَا

فَأَنتَ لِلدّينِ بابٌ دُونَهَ كُتُبٌ

في العَزْمِ و الزُهدِ والإيثارِ إنْ طُلِبا

أبا الشَّهيدَينِ ما أقْسَى المُرُوقَ أذىً

عادَى بِقتْلِكَ أهْلَ البَيتِ والنَسَبا

فَأنتم الدِّينُ والميزانُ مُؤتَمَنَاً

وذاكَ جَهلٌ أَطاعَ العِجْلَ مُحتَرِبا

والخَلْقُ طُرّاً اُذيقُوا مِن فظائعِهِ

بَغْياً وفَتْكَاً وتَكْفِيراً لهُمْ نَصَبا

فَدَهْرُنا اليومَ نارٌ من جرائِمِهِ

تُحَرِّقُ النَّسْلَ والأَمْصارَ و الكُتُبَا

فِدَاً لمثواكَ ذا الأمجادِ أنتَ لَنا

إمامُ عَدْلٍ أطاعَ اللهَ مُحْتَسِبا

وَقدْ أتَاكَ العُلى مِنْ كلِّ شاهِقةٍ

فَأنْتَ والحَقُّ مَحبُوبانِ فَانتَسَبا

***

بقلم: حميد حلمي زادة
19 رمضان 1438

تصنيف :