(العراق المنتصر)

(العراق المنتصر)
الأحد ٠٩ يوليو ٢٠١٧ - ١٢:٤٤ بتوقيت غرينتش

بارك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عصر اليوم الأحد، للشعب العراقي والمقاتلين بتحقيق ما وصفه بـ"النصر الكبير" في مدينة الموصل.. وبهذه المناسبة إليكم هذه القصيدة التي نظمها الشاعر حميد حلمي زادة..

قصيدة (العراق المنتصر)


طوبى لأبناءِ الإبا إخوانيَهْ
بذلُوا فسنُّوا سُنَّـةً ترقى بِيَـه

نثـَرُوا النفُوسَ فِدا العراقِ أكارِماً
وبها أغاثوا كُلَّ أرضٍ ظامِيَهْ

رفعُوا لِـواءَ النصرِ فوقَ ربُوعِنـا
مِنْ بَعـدِ ما ابتليتْ بريحٍ عاتِيَـهْ

فدواعشٌ قتلَتْ ربيـعَ قُلُـوبِنا
و"البعثُ" قبْلُ عتى بِشَرِّ زبانِيَهْ

أبناءُ وادي الرافِدَينِ مَـودَّةٌ
ومكارمٌ منها النفُوسُ الزاكِـيَهْ

فإذا ادلهَمَّ الكربُ صاغُوا بلسماً
أرواحَهُمْ كيما تعـودَ العافِـيـهْ

وبذا أعـادُوا (نينوى) ومضارِبـاً
ذاقتْ مَحارِقَ داعشٍ ومآسيَهْ

وغَـدَوا وِقـاءً للحرائرِ نِســوَةً
ولِـزُمرةٍ فَسدَتْ زلازلَ قاضِيَهْ

يا أيها المستشهَدونَ علانيَهْ
من يومِ عاشوراءَ أنتمْ واعِيهْ

تتساقطونَ على الحُتوف بعزّةٍ
فـي الحربِ أو في اﻻُمسياتِ الهاديَهْ

وكأنكم تستطلِبونَ برُوحِكم
ريحانةَ الدنيا تَصيرُ سَواسيَهْ

وتُعمِّرون الأرضَ رغم خرابِها
بيَدِ الطُّغاة المُشرَبينَ كراهِيَهْ

شتانَ بين صنيعِكمْ وصنيعِهمْ
فهم الفناءُ وأنتمُ المُتفانيَهْ

أنتم ينابيعُ (الغدير) مَودّةً
وهمُ جحودُ سقيفةٍ ومعاويَهْ

كافحتُمُ غدرَ الدواعش رايةً
تدعُو إلـى فتـكِ الوُحوش الضارِيَهْ

فلقَمتمُوها بأسَكم ومِراسَكم
نِعْمتْ بطولتُكم بأيدٍ واقِيهْ

ما كان ذنبُكُمُ سِوى إخلاصِكم
لأئمّةٍ طُهْرٍ تُقاةٍ هادِيَهْ

يا أيها المتواضِعونَ أصالَةً
أنتم وأيمُ اللّـهِ أبلغُ داعيَهْ

لم تذهبوا حيثُ التقاتُلُ رغبَةً
بل قد نفَرتُم حين حلّتْ داهيَهْ

وأجَبْتُـمُ (الفتوى) الشريفةَ رايَـةً
نادَتْ: جِـهاداً فالضِّباعُ ضوارِيَـهْ

حامُوا عن الأوطانِ دونَ هَـوادةٍ
والنصرُ طوعٌ للحشُــودِ الماضيَـهْ

فَسقيتُمَ طَعمَ المَنُونِ جماعةً
كانت تَمنّى أن نبيدَ جَماعِيَهْ

وتناثرت فـي الأرض يلعنُها الورى
فـي جيدِها خِزيُ اللّعُوبِ الزانيَهْ

ما استحضرتْها مكرُماتُ عقيدةِ
بل أُمنياتُ الشرِّ تحرِقُ ما لِيَهْ

أسيادُهم أنخابُ سُكرٍ أثلجتْ
صدرَ المُسيطرِ فـي الديارِ السامِيه

الآكلُ الأرواحَ حتفَ جُلودِها
بشراسَةِ المتَفرعِنينِ الخاويَهْ

فسلاحُه حِقدٌ يفورُ بَداوةً
ونُقودُهُ آبارُ نفطٍ طافيَهْ

ومَرامُهُ أنْ يستطيلَ نُفوذُه
حِفظاً لإبليسٍ يسوقُ الماشيَهْ

تبـّاً له من رَميةٍ يُرمى بها
لتُنازِعَ المستنعِمِينَ بِعافِيَهْ

من قُدْمِ عهدٍ والعراقُ تراحمٌ
تعلو مضاربَهُ القُطوفُ الدانيهْ

والدجلتانِ تواصلٌ وتصاهُرٌ
وشموسُ أشجار النخيل مُناغيهْ

وقصائدُ الشعراءِ تصدحُ أحرُفاً
عن كلِّ شامخةٍ تُطيِّبُ حالِيَهْ

ومراقدٌ زَهتِ السماءُ بقَدرِها
فيها تراتيلُ العيونِ الباكيهْ

فيها صلاةُ العارفينَ طريقُهمْ
ومدامِعُ الأبرارِ تعرفُ ماهيَهْ

فيها براعمُ أحمدٍ وعبيرُهُ
من نَسلِ فاطمةَ البتولِ الغالِيهْ

ومشاهدُ الشهداءِ جلَّ فداؤُهُم
فـي كربلاءَ وفـي البقاعِ الدانِيَهْ

وبِها أكفٌّ فُرّقتْ عن جسمِها
فاستعذبَتْها الأذرُعُ المُتلاقِيَهْ

فكتائبُ الأحرارِ ترشفُ شهدَها
عزماً يُذِلُّ القُوّةَ المُتعالِيَهْ

سامتْ فلسطينَ السليبةَ ثُكلَها
بسُكُوتِ أصحابِ النفوسِ الدانيَهْ

أَبَوا الهُدى.. من قبلُ باعُوا ذِمّةً
مُسِخَتْ حكوماتٍ تزيدُ وباليَهْ

هذا عراقِي يستطيبُ حياتَهُ
من باتَ يؤمنُ بالحياةِ الباقيَهْ

من دامَ يمنحُهُ أريجَ فؤادِهِ
حتى يَميرَ الجائعونَ الصاديَهْ

فَبِهِ الحُسَينيّون أعلَوا سُنّةً
فيها تعُمُّ المكرُماتُ طواعيَهْ

فـي أربعينِ الحُزنِ أندَوا راحةَ
عجِبتْ لطيبتِها الأيادي العاطِيَهْ

وأجلَّها الطائيُّ حاتمُ مُكبِراً
جُودَ العِراقِيِ فـي خِضمِّ العادِيَهْ

وبهِ ضريحُ أبـي الشجاعةِ حيدرٍ
حصنِ الرسالةِ فـي الرياحِ العاتيَهْ

وخزانةُ الذخرِ العظيمِ لأحمدٍ
بابُ العلوم إذا طَلبْتَ تُدانيَهْ

ففطاحِلُ الفكرِ السليمِ تؤمُّهُ
كيما يعودوا بالعُيونِ الراويَهْ

أُزجيكَ إخلاصي وَصـيَّ محمدٍ
أُهدي إلى النجفِ الشريفِ سلامِيَهْ

فيهِ حِمىَ بغدادَ شمسا كوثَرٍ
الكاظِمان الضامِنانِ أمـانِيَـهْ

ريحانتا الزهراءِ عطرُ مُحمّدٍ
الملهِمانِ حصافةَ لِيراعِيَهْ

يهواهُما الظامي إلـى عَينِ الرّجا
فهُما ملاذُ الخائفينَ الراجِيَهْ

ورُبوعُ سامرّاءَ طابتْ بهجةً
بالهاديَيْنِ الأنورَينِ عِمادِيَهْ

وكرامة الأهلِينِ تجني خيرَها
لولا عِصاباتٌ رمَتْها قالِيَهْ

لـم يشفِها أن تستفزّ عداوةً
تَعساً لها هدَمَتْ ضريحَ مَواليَهْ

مع ذاكَ هبَّ الصادقونَ لنجدةٍ
فيها نجاةٌ للقلوبِ الصافيَهْ

رفعوا المقامَ ومن حَواهُ بقوةٍ
ليكونَ مأوى الأنفسِ المتآخيهْ

*

فـي الكوفةِ الغرّاءِ نرقُبُ شمسَنا
ليُعيدَ أخلاقَ الرسول الهاديَهْ

ويبيّنَ المحجوبَ من أفعالِه
ويُوضّحَ الفرقانَ فـي قُرآنِيَهْ

ويقوّمَ المعوجَّ طالَ ظلامُهُ
أعظمْتُ قُطراً فيه حكمُ إمامِيَهْ

*

اِنهضْ إمامَ العصرِ وامسحْ أدمُعاً
نَضبتْ مدامِعُها فأمسَتْ داميَهْ

طالَ الشقاءُ على العراقِ وأهلهِ
والمسلمينَ بكلِّ أرضٍ حانِيَهْ

تكفي الملايينُ التي قد جُندلتْ
بجرائمِ المستكبِرينَ الغازيَهْ

أقبِلْ بنصرٍ يا ابن بنتِ المصطفى
يا قبلةَ المستوحشينَ الضّاويَه

يا رايةَ الفتحِ المبينِ لأُمّةٍ
لا خيرَ إنْ بقيتْ تولول باكيَهْ

مني السلام على عراقِ يحتوي
سفنَ النجاةِ إلـى الشواطي الهانيَهْ

فافخرْ أيا شعبَ العراقِ بِنعمَـةٍ
أنْ كنتَ أنتَ مُـبدِّداً للغاشـيَـهْ

ومُـمَـهِّداً لزوالِ فتنَـةِ حاقِـدٍ
وزوالِ دولةِ مارقيـنَ مُـعاديَـهْ

بعد الدواعشِ لن تسودَ سِـياسةٌ
بالموبقاتِ مضتْ وكانتْ وَاطِيهْ

فـفِـداءُ احرارِ العراقِ كتائبٌ
للحـزمِ إنْ بقيَـتْ ذئابٌ عاوِيـهْ


بقلم: حميد حلمي زادة

14 شوال المعظم 1438

9 تموز يوليو2017