هل سيجبرُ الخليجيون على قولها.. يا ليتنا سَمعنا من “الأسد”؟

هل سيجبرُ الخليجيون على قولها.. يا ليتنا سَمعنا من “الأسد”؟
الأربعاء ١٩ يوليو ٢٠١٧ - ١٢:٢٠ بتوقيت غرينتش

قالها الرئيس السوري بشار الأسد يوماً، الدول الداعمة للإرهاب ستدفع الثمن غالياً، في خطاب القسم السادس عشر من يوليو قبل ثلاثة أعوام، آنذاك كان الضخ المالي والدعم على أوجه من جميع الأطراف التي عولت على التنظيمات التي دعمتها على الأرض لتحقيق الإنجازات وإجبار الدولة السورية والأسد على تقديم التنازلات.

العالم - مقالات وتحليلات

 لكن أحداً منهم لم يقتنع بما حذر منه الأسد وكرره مراراً خلال عدة لقاءات تلفزيونية أجراها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وها هم الآن يتخبطون بين بعضهم البعض، وجيوشهم التي صنعوها وأغدقوا عليها من أموال المسلمين في الخليج الفارسي، تتضعضع في الميدان وصارت جموعها

شتاتاً يقاتل الجيش السوري بقاياها في مساحات ضيقة في معظم مناطق البلاد.

الانظمة الخليجية لم تخسر حربها في سوريا فقط، ولم تتعثر في اليمن وحسب بل انتقلت نيران اقتتالهم من سوريا واليمن إلى داخل منزلهم الذي لطالما صوروه

حصناً منيعاً على الخلافات والمؤامرات، ليتبين لاحقاً أن عقلية القبيلة ما زالت تحكم، وأن أي خروج عن إرادة بيت الطاعة يستوجب عقاباً وقصاصاً لا مفر منه.

الأزمة التي تفجرت بين البحرين والسعودية والإمارات ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى، كشفت وأثبتت الكثير من الاتهامات التي طالما وجهتها سوريا للدول

الخليجية، عبر حرب الفضائح التي اندلعت بين الأفرقاء الخليجيين، من خلال وسائل الإعلام، لتثبت الشراكة التي انتهجتها تلك الدول طوال سنوات مضت لدعم

الإرهاب في سوريا، في وقت كانت تزعم أنظمة ذات الدول أنها تدعم حقوق الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والانتقال السياسي السلمي.

وعلى الرغم من أن المثل العربي يقول “فاقد الشيء لا يعطيه” إلا أن عرب شبه الجزيرة، لم يمتثلوا له ولغيره من الحكم العربية، حتى النسبة الأكبر من أكاديمييهم

ومنظريهم يمعنون في تضليل الحقائق، عملاً في سياسة التذلل للحكام وتلميع صورة الأنظمة المتبعة عند معظم موالاة تلك الأنظمة التي تتصدر مقدمة قائمة أكثر

الدول قمعاً وانتهاكاً لحقوق الإنسان في العالم.

منذ أيام قليلة احتدمت المواجهة بين مفكر كويتي ومعارض بحريني عبر قناة اللؤلؤة البحرينية، واكثر ما كان لافتاً في النقاش ما قاله الأخ الكويتي لندهِ البحريني

“تحمد ربك أن حكومات الخليج الفارسي ليست كغيرها من دول المنطقة كسوريا وغيرها”.

كلامٌ بلا شك لا يمت للواقعية في صلة، فعلى الرغم من أن واقعاً حقوقياً سيئاً تعاني منه دول المنطقة بأجمعها، إلا أنه وبلا أدنى شك ترتفع النسبة في البحرين

والسعودية، وعلى الأقل النظام السوري الذي لطالما هاجمه أعداؤه الخليجيون قبِل في الجلوس على طاولة واحدة مع المعارضة التي رفضت، وتماشى معها في سبع

جولات بجنيف و5 في أستانا وعشرات اللقاءات الجانبية، متسبباً بالحرج للمجتمع الدولي ولأولئك الخليجيين الذين اتهموه بالتعنت أيضاً.

صحيحٌ أن لكل بلد من بلدان المنطقة واقعٌ واعتبارات خاصة لتحديد طبيعة ما يحصل في داخلها، إلا أن من يملك منزلاً من زجاج لا يرمى الآخرين في الحجارة،

ومن تأقلم مع وجود الإخوان المسلمين في البحرين ويمثلهم في البرلمان لا يحق له اتهام قطر بدعم الإرهاب وأن يعيب على النظام السوري قتالهم.

وها نحن نشهد انهياراً خليجياً تدريجياً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً لم يكن أحد ليتمناه، ولكن عملاً في المثل العربي القائل أيضاً، طباخ السم ذواقه، تتجرع تلك

الانظمة قليلاً من الآلام التي أذاقتها لشعوب المنطقة نتيجة لمشاريعها ومؤامرتها.

وما أسفنا سوى على تلك العوائل المشتركة وهؤلاء الذين خسروا أموالهم وأعمالهم من إخوتنا في الخليج الفارسي نتيجة خلافات الحكومات، التي قال عنها ذات

المفكر الكويتي إنها شؤون سرية خاصة لم يكن من حق أحد الاطلاع على حقائقها فيما سبق، أما الآن فباتت الأوراق مكشوفة.

وبالفعل ربما علينا أن نشكر تلك الجهة التي اخترقت وكالة الأنباء القطرية وزورت خطاب الأمير تميم بن حمد آل ثاني (بحسب الرواية القطرية)، وتسببت باندلاع

هذه الحرب الباردة، التي كشفت لنا وللعالم أجمع، حقيقة تورط تلك الانظمة في جرائم حرب وفي دعم الجماعات الإرهابية على اختلافها في المنطقة.

ومن يدري ربما يُجبر هؤلاء الزعماء الخليجيين على قول هذه الجملة ” يا ليتنا سمعنا كلام الأسد ” .. في ظل التوقعات السلبية لما ستشهده المنطقة الخليجية من

انقسامات وانهيارات، إثر الازمات المتفاقمة .. وما نيلُ المطالب بالتمني.

* حيدر مصطفى/ وكالة أوقات الشام الإخبارية

120