ضابط سوري يكشف عن خيارات مواجهة التواجد الأمريكي في سوريا

ضابط سوري يكشف عن خيارات مواجهة التواجد الأمريكي في سوريا
الجمعة ١٥ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

ربحت روسيا الحرب على “داعش” في سوريا، إلا أن نصرها هناك لن يكون الأخير على ما يبدو، حيث أن خصمها الرئيس في المنطقة لا يزال مكشّرا عن أنيابه ومستعدا لمواصلة القتال.

العالم-سوريا

وعلى ما يبدو أن قرار موسكو سحب قواتها من سوريا، ما هو إلا خطوة أولى على طريق حرب جديدة ستربحها بلا قتال، ففي سوريا حشد كل من أطراف المواجهة حلفاءه وصاغ منهم فصائل مسلحة وشكّل لهم هيئات ومرجعيات سياسية.

كما دأب كل من أطراف المواجهة على تزويد حلفائه بالسلاح، ودرّب لهم قواتهم وغطى نشاطهم في المحافل الدولية، إلا أنه ورغم هذا الحشد والدماء التي أريقت في سوريا، استطاعت الدول المتنفذة تفادي المواجهة المباشرة على الأرض السورية.

وما إن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانتصار على “داعش” من قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية، وسحب قوات روسية من الأراضي السورية حتى بدأ الإعلام الغربية يشن حملة عدائية تجاه النصر الذي حققته روسيا وسوريا ضد الإرهاب، من أجل تشويه صورة الجيش الروسي

و صرح المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف عن خيارات موسكو في مواجهة التواجد الأمريكي غير القانوني في سوريا وقال: إن خطوات روسيا بتوسيع قاعدة طرطوس البحرية الروسية وخطوات أخرى تتخذها روسية، هي قوة ضامنة للحفاظ على سيادة الدولة السورية، فقاعدة “حميميم” وقاعدة “طرطوس” تساهمان في الحفاظ على سيادة الدولة السورية، وروسيا أعلنت موقفها الرافض لتواجد التحالف الأمريكي، وفي نهاية المطاف ستكون الولايات المتحدة مضطرة لتهرب من سوريا، لأنه لا توجد أي آفاق لتحقيق النوايا الأمريكية، وهنا أقصد إسقاط نظام الحكم في سوريا بشكل غير شرعي. والآن نحن بحاجة إلى عملية سياسية وانعقاد الحوار الوطني السوري في سوتشي، ولكن روسيا ستمنع كل المحاولات لتقسيم سوريا أو تدميرها، القاعدتان الروسيتان في حميميم وطرطوس ضمان للسياسة الروسية في سوريا والحفاظ على سيادة وحدة وسيادة الدولة.

جدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم إلى مجلس الدوما مشروع اتفاقية بين موسكو ودمشق، بشأن توسيع القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس.

وذكر مجلس الدوما في بيان له أن مشروع الاتفاقية يقضي بتوسيع القاعدة، وكذلك يتعلق بدخول السفن الروسية في المياه والموانئ السورية

فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، رفض موسكو لمبررات التحالف الدولي للبقاء في سوريا، مؤكدة أن ذلك ينتهك من سيادة هذه الدولة السورية.

بينما بين العميد هيثم حسون الخيارات السورية في مواجهة التواجد الأمريكي في سوريا قائلا: إن محاولات تقسيم الدولة السورية قد انتهت بإسقاط ما سمي بدولة “داعش” الإرهابية التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة والدول الاقليمية لتنفيذ سياستها والوصول إلى أهدافها. أما الخيارات الموجودة لدى الدولة السورية فهي:

1- لديها الخيار السياسي والدبلوماسي الذي تنتهجه الدولة الروسية من خلال العمل مع الولايات المتحدة، إن كان بشكل مباشر عبر العلاقات الثنائية أو من خلال المنظمات الدولية، مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لتشكيل نادي يضغط على الولايات المتحدة من أجل سحب قواتها من الأراضي السورية.

2-الخيار الثاني هو الخيار العسكري غير المباشر، وهنا سيتجه الجيش السوري بعد القضاء على “جبهة النصرة” سيتجه للتعامل مع المجموعات التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية إن كان في المنطقة الجنوبية عبر استهداف ما يسمى بقوات العشائر وجيش سوريا الجديد وغيره، أو في المنطقة الشمالية من خلال استهداف القوات التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسمى “قوات سوريا الديمقراطية” التي هي في الحقيقة الذريعة الأخيرة للوجود الأمريكي في المنطقة الشمالية.

3- الخيار الثالث هو الخيار العسكري المباشر، هنا سيكون من واجب الدولة السورية التعامل مع هذه القوات المحتلة على أنها قوات محتلة، وبالتالي العمل على دحرها عسكريا، إن كان عبر الفصائل المقاومة أو عبر الجيش السوري وحلفائه بشكل مباشر وبدعم من موسكو، ومن خلال مساندة روسيا للجيش السوري في تحرير الأرض السورية وتزويده بالوسائط التي تمكنه من إلحاق الهزيمة بالقوات الأمريكية الموجودة على الجغرافية السورية.

بينما أضاف أندريه أونتيكوف قائلا: إنه لن يكون أي معنى لتواجد القوات الأمريكية التي تعول عليها الولايات المتحدة في سوريا، فلذلك ستسحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا، وكل المعطيات تتحدث عن ذلك، فقد استطاع الجيش السوري مدعوما من القوات الجوية الفضائية الروسية الانتصار على داعش، كما أن تم تحديد مناطق خفض توتر، حيث سوف يتم القضاء على جبهة النصرة في إدلب، فيما تبذل روسيا جهودا حثيثة لإشراك القوى الكردية في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وفي جنيف، وكل ذلك سيؤدي إلى حل الأزمة السورية، إذا لن يكون بعد ذلك أي معنى أو مجال لتواجد القوات الأمريكية في سوريا، وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا.

لقد صارت الولايات المتحدة على يقين تام بضعف مواقعها في سوريا، وتدرك جيدا أن مواقعها سوف تضعف أكثر مع الوقت، فيما موسكو مصممة على موقفها حتى النهاية، ولن تنسحب من اللعبة المتمسكة بربحها بفارق كبير.

المصدر:شام تايمز

113

تصنيف :