عقدت المعارضة اللبنانية مساء اليوم اللاربعاء اجتماعا اعلن بعدها وزراء المعارضة استقالة جماعية من الحكومة.
وقال مصدر قيادي في المعارضة اللبنانية: إن المعارضة تبلغت من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ليل امس الثلاثاء، أن رئيس الحكومة سعد الحريري لا يستطيع ان يرجع الان الى لبنان.
واضاف المصدر: إن الحريري ابلغ سليمان عدم ممانعته الحوار، دون أن يبدي موافقة على عقد جلسة استثنائية وطارئة لمجلس الوزراء.
ولفت المصدر الى أن المعارضة ليست ابدا في وارد الممطالة، وأن المرحلة تقتضي الحسم السريع، كما لفت الى أن طرح نقل الملف الى طاولة الحوار غير وارد على الاطلاق.
وقد قامت المملكة العربية السعودية وسوريا منذ زيارة الملك السعودي عبد الله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد في تموز/ يوليو الماضي الى بيروت بمساع لحل الازمة الناجمة عن احتمال صدور قرار ظني عن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري لضمان الاستقرار في لبنان ودرء مفاعيل قرارات المحكمة الدولية ونتائج القرار الظني الفتنوي الظالم على الساحة الداخلية .
وتوصلت هذه المساعي الى نتائج ايجابية ثم تباطأت الاتصالات بانتظار تعافي الملك السعودي الذي يتلقى العلاج في نيويورك. منذ حوالى 3 اشهر ظهر الى العلن الحديث عن هذه المساعي واكدت المعارضة منذ الساعات الاولى انها معها وتؤيدها.
واكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر اننا نراهن على هذه المساعي ونؤيدها ونأمل منها خيرا .
وفي 28 تشرين الثاني /نوفمبر قال السيد حسن نصر الله "كلامنا للجميع ادعموا وساندوا وايدوا المسعى السعودي - السوري لانه المسعى الجدي الوحيد المتاح لاخراج لبنان مما يتهدده الان.. ان هذا المسعى ما زال قائما ومتقدما ومازال الامل كبيرا جدا بالوصول الى نتائج حقيقية على صعيد الحل والمعالجة ".
في خضم المساعي كانت تخرج اصوات متطرفة من 14 اذار تؤكد ان لا مبادرة سورية سعودية بل مجرد افكار او لتقول في الفترة الاخيرة ان هذه المساعي لم تتوصل الى اي شيء فيما اعلن رئيس الحكومة سعد الحريري لصحيفة الحياة قبل اسبوع ان المساعي منجزة منذ فترة طويلة راميا الكرة في ملعب الفريق الاخر لتنفيذ ما التزم به كما قال، وتوجه بعدها الى الولايات المتحدة حيث اجرى مباحثات مع المسؤولين الاميركيين والرئيس الفرنسي والملك السعودي ليظهر بعدها بوادر سلبية من الموقف الاميركي عرقل المساعي السورية السعودية .
الحريري يلتقي الرئيس الاميركي اوباما اليوم وهو يبدو انه لن يتجاوب مع مطالب المعارضة التي طرحتها امس مع رئيس الجمهورية في عقد جلسة حكومية استثنائية تتناول المحكمة الدولية مما يعني ان المعارضة تتجه نحو الاستقالة من الحكومة كما اكد اكثر من وزير ونائب في المعارضة اليوم، واذا ماشاها عدد من الوزراء الاخرين فستسقط الحكومة .
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعتبرت في مقابلة الثلاثاء ان الاستقرار والعدالة في لبنان يسيران جنبا الى جنب. وردا على سؤال حول ما يجب ان تكون الاولوية بالنسبة للبنان العدالة ام الاستقرار. قالت كلينتون "اعتقد انه يجب ان يكون الاثنان معا ".
واضافت كلينتون "اعتقد ان العدالة عنصر مهم ويرسي الاستقرار على المدى الطويل في اي مجتمع لانه اذا كان الناس يعيشون في ظل الرعب. فان هؤلاء الذين يملكون السلاح يمكنهم فرض قانونهم. العدالة ضرورية من اجل الاستقرار ".
واكدت وزيرة الخارجية الاميركية ان "حكومة وشعب لبنان يجب ان يطالبا بمحاسبة افراد وليس المجموعات التي ينتمون اليها". وقالت ان "الافراد يجب ان يحاكموا بصفتهم هذه" وليس بصفتهم اعضاء في حزب سياسي .
وقد اعلن وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة الاربعاء ان وزراء المعارضة سيستقيلون اليوم اذا لم تتم الاستجابة لطلبهم عقد جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ موقف من المحكمة الدولية .
وكان الوزير محمد فنيش اعلن اثر اجتماع المعارضة امس ان وفدا من "المعارضة زار الرئيس (ميشال سليمان) وتمنى عليه ان يسعى مع رئيس الحكومة من اجل عقد جلسة لمجلس الوزراء لكي يتحمل المجلس مسؤوليته في مواجهة التطورات واتخاذ الموقف المطلوب من المحكمة والقرار الظني وما يتسبب به من انقسامات واشكالات في الوطن ".
واشار فنيش الى ان فريقه ينتظر جوابا من رئيس الحكومة عبر رئيس الجمهورية "هذه الليلة او غدا" والى ان الوزراء سيبقون على اجتماعاتهم مفتوحة في انتظار الجواب "من اجل اتخاذ الموقف المناسب ".
وقال "المطلوب البحث ضمن المؤسسات الدستورية في ايجاد حل ما دام المسعى العربي وصل الى طريق مسدود ".
وردا على سؤال حول الخطوة التالية في حال عدم الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء قال فنيش "مطلوب من رئيس الجمهورية بصفته المسؤول الاول عن الدستور وعن استقرار البلد ووحدته ان يفعل المؤسسات ويمارس دوره في الطلب من رئيس الحكومة الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء" داعيا الى عدم استباق الامور .
ورأى فنيش ان المبادرة السعودية السورية فشلت بسبب "الضغوطات الاميركية وعدم قدرة الفريق الآخر على تجاوز هذه الضغوطات".
وحول ما يقال عن عدم اعطاء فرص للمسعى قال فنيش : اسال كلينتون وكل المواقف التي وقفت ضد هذا المسعى اما نحن فأعطينا الوقت اللازم وتجاوبنا الى اقصى الحدود .
واعلن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع اننا مع الحريري بعدم عقد جلسة حكومية تحت الضغط حسب تعبيره واعتبر ان ما افشل التسوية عدم قبول الفريق الاخر للدخول بتسوية فعلية مضيفا ان فريق 8 اذار كان يريد من سعد الحريري ان يقول انه لم يعد يريد المحكمة الدولية .
ووصف وزير العمل بطرس حرب "إعلان المعارضة وفاة المبادرة العربية والانتقال الى المطالبة بانعقاد مجلس الوزراء لاتخاذ موقف من المحكمة بأنه موقف مفاجئ وتصعيدي".
وأسف "لهذا المنحى الدراماتيكي لقوى 8 آذار للتطور السلبي الذي ادى الى النتيجة التي كنا لا نتمناه". وأمل "الوصول الى اتفاق يحفظ العدالة ولا يؤثر في الوقت ذاته على الوحدة الوطنية ".