السعودية تصطاد في "الماء العكر" العراقي!

السعودية تصطاد في
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٨ - ٠٤:٣٧ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يشهد فيه العراق تظاهرات احتجاجية عارمة ضدّ نقص الخدمات والمطالبة بتوفير فرص العمل للعاطلين، كشفت مصادر مطّلعة عن سفر وفد سعودي لمنطقة كردستان العراق.

العالم - تقارير

وتتواصل في محافظات وسط وجنوب العراق، منذ مطلع يوليو الحالي، تظاهرات احتجاجية مطالبة بتوفير الخدمات والقضاء على الفساد تخللتها أعمال عنف وحرق مقار الأحزاب السياسية وهذه ذريعة لتدخل السعودية وصيدها في "الماء العكر" العراقي.

ما أهداف زيارة الوفد السعودي الى إقليم كردستان العراقي؟

وفيما كانت اربيل تنفض عن نفسها غبار هجوم مفاجيء نفذه ثلاثة شبان يرجح انتماؤهم الى تنظيم داعش الارهابي صباح الاثنين، زار وفد سعودي منطقة كوردستان والتقى مسؤولين في اطار ما تسمى "علاقات اقتصادية واستثمارية تزمع الرياض واربيل تعزيزها ."  

تفاصيل ما تم الاتفاق عليه بين بارزاني والوفد السعودي

اتفق رئيس حكومة منطقة كوردستان، نيجيرفان بارزاني، مع وفد سعودي يزور الاقليم على عدة نقاط بشأن فرص العمل والاستثمار وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.

وذكر بيان صادر عن رئاسة حكومة المنطقة اليوم الثلاثاء، أن "الجانبين تباحثا في فرص العمل والاستثمار وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية في جميع المجالات بكوردستان".

وأضاف أنه "تم بصورة خاصة تسليط الضوء على المجالات التي تهم الجانبين كالمجالات الصناعية والزراعية والسياحية، واتفق الجانبان على أن يتخذ كوردستان، كخطوة أولى، مركزاً لبدء النشاط التجاري والاقتصادي والعمل والاستثمار في جميع أنحاء العراق".

وأوضح البيان أنه "تم التأكيد على ضرورة بدء الرحلات الجوية المباشرة بين منطقة كوردستان والسعودية، وفتح مصرف سعودي في كوردستان والعراق، حيث اتفقت الآراء على عقد مؤتمر لهذا الغرض في كوردستان أو في السعودية، بمشاركة المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من السعودية، وكوردستان والجهات الحكومية المعنية من الجانبين، وتشكيل لجنة مشتركة للمتابعة.

وعبر بارزاني حسب البيان، عن دعم حكومة الاقليم وتقديمها التسهيلات للاستثمار وتشغيل رؤوس الأموال السعودية في كوردستان، ولتعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وكوردستان وبين السعودية، آملاً أن يشهد المستقبل القريب خطوات عملية لتنمية هذه العلاقات بين الجانبين.

يذكر ان وفداً من السعودية، يتواجد حاليا في المنطقة يضم سامي بن عبدالله العبيدي، رئيس الغرف التجارية بالمملكة العربية السعودية، عبدالعزيز الشمري، سفير المملكة في العراق، منصور فيصل العتيبي، القنصل العام السعودي في كوردستان، وعدد من رؤساء وأعضاء الغرف التجارية السعودية.

توجيه عاجل من ابن سلمان بشأن أربيل

وكشفت محطة وكالة "كردستان 24" عن توجيه جديد من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بشأن أربيل مركز كردستان العراق.

وقالت المحطة الكردستانية إن وفدا تجاريا كبيرا من السعودية سيزور أربيل، في وقت لاحق، يوم الاثنين، بناء على رغبة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ونقلت المحطة، عن مصدر بالقنصلية السعودية، قوله: إن "وفدا من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين سيصل إلى أربيل، اليوم، لبحث استثمار المشاريع في كوردستان". 

كيف يمكن فهم المواقف السعودية تجاه كوردستان؟

يشير عدد من التحليلات إلى أن السبب الرئيس في تغير موقف السعودية تجاه كوردستان هو الرغبة بمعاقبة تركيا على موقفها الداعم لقطر في الأزمة الخليجية، وقال موقع "أكتيفيست بوست" إن هناك إشارات لتعاون سعودي كوردي للرد على الموقف التركي، فيما نقل موقع "آراء نيوز" الناطق بالإنجليزية عن مسؤولين كورد سوريين استعدادهم، بالمقابل، للتعاون مع الرياض؛ للرد على أنقرة، بعد دعمها للدوحة.

وبهذا المعنى، تشير صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل لها نشر بعيد اندلاع أزمة حصار قطر في يونيو/ حزيران الماضي، إلى أن "الاستفتاء في كوردستان" أصبح سلاحا سعوديا لمواجهة تركيا، حسب قولها.

وبحسب الزعم المشار إليه سابقا للواء أنور عشقي، فإن دائرة "الاستثمار" السعودي "لاستقلال كوردستان" يمكن أن تتسع لمنع "تمدد تركيا وإيران والعراق"، وهو أمر يبدو مفهوما في سياق السياسة السعودية في ظل خلاف الرياض مع العواصم الثلاث.