كيف تحولت أزمة دبلوماسية خليجية إلى حملة أخبار مزيفة؟

كيف تحولت أزمة دبلوماسية خليجية إلى حملة أخبار مزيفة؟
الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

أنفقت السعودية والإمارات مبالغ طائلة بهدف التأثير على اللوبيات والمؤسسات الناشطة في مجال العلاقات العامة في واشنطن حتى يتمكنوا من جذب اراء ايجابية لأصحاب السلطة في أمريكا والاشخاص المؤثرة عليهم.

العالم-السعودية 

عندما بدأت الإمارات والسعودية حملة "الحصار والمقاطعة" ضد قطر في العام الماضي ، اتخذت المنظمات والمؤسسات المرتبطة بأبو ظبي والرياض استراتيجية جديدة.
حاولوا من خلال الحملات عبر شبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية التأثير على الرأي العام في امريكا ، وحاولوا ان يجروا أزمة معقدة وبعيدة بين حلفاء واشنطن الثلاثة الى شواطئ الولايات المتحدة.
بالتزامن مع الاجراءات ضد قطر بدأت المملكة العربية السعودية والإمارات حملة في الولايات المتحدة التي تهدف إلى تقويض اتحاد واشنطن مع الدوحة ؛ عاصمة البلاد التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في جنوب غرب آسيا. كما حاولت الرياض وأبو ظبي عرض صورة أفضل عن أنفسهم.
على سبيل المثال ، يمكننا ان نشير إلى موقع "قطر اينسايدر" Qatar Insider على الويب. تم إطلاق هذا الموقع الإلكتروني المضاد لقطر في العام الماضي وقدم نفسه على أنه "المصدر الشامل لمعلوماتك الخاصة بالأزمة القطرية".

استخدم "قطر اينسايدر"  Qatar Insider حلًا لنشر مجموعة من البيانات غير الدقيقة والاكثر مشاهدة ، والتي تستند غالبًا إلى قصص إخبارية تحليلة خاطئة بهدف جذب الجماهير، و لم يكن هذا الموقع مصدرًا رائجا للأخبار.
دفع اللوبي السعودي في الولايات المتحدة ، والمعروف باسم سابراك ، الذي لا تربطه علاقات رسمية بالحكومة السعودية ولكنه يدعم هذا البلد، دفع 2.6 مليون دولار العام الماضي إلى لوبي ناشط و مقره واشنطن تحت اسم  "مجموعة بودستا" للقيام بأنشطة في مجال خدمات العلاقات العامة. مثل إطلاق موقع الإنترنت "قطر اینسایدر" ومواقع التواصل الاجتماعي ذات الصلة. ولكن الان لم يعد" بوديستا" موجودًا.
وكانت إحدى ادعاءات "قطر اينسايدر" تكلفة بقدر 64.2 مليار دولار من جانب قطر لدعم الارهاب منذ عام 2010 إلى 2015 ، حيث كان يستخدم وزارة الخزانة الامريكية كمصدر مفترض لاخباره.

ووفقاً لهذا الادعاء ، فإن قطر لا تدعم داعش فحسب ، بل تدرب أيضاً إرهابيي هذه المجموعة ومنظمي هجمات 11 سبتمبر 2001 الذين كانوا أعضاءً في تنظيم القاعدة.

كما ادعى هذا الموقع أن قطر هددت مواطنيها بالإبادة الجماعية بهدف قمع المعارضين، كما انها ملأت حسابات بيونغ يانغ بالاموال عبر استخدامها العمال الكوريين الشماليين لتعزيز بنيتها التحتية لاستضافة كأس العالم في عام 2022 .

هذا ولم يشر الموقع الإلكتروني"قطر اينسايدر" نهائيا في صفحاته الى أي من المملكة  السعودية والبحرين والإمارات واللوبي "سابراك" .
لكن الإعلانات التلفزيونية لمجموعة "بوديستا " في الولايات المتحدة والتي تم بثها للدعاية لهذا الموقع الإلكتروني، كانت تنشر بواسطة "سابراك" وتمولها و تدعمها ماليا سفارة البحرين في الولايات المتحدة.
"قطر اینسایدر" بالإضافة إلى تقديم صورة سلبية عن قطر ، اراد من امريكا أن تسحب قاعدتها العسكرية من هذا البلد. كما حاول الموقع التشكيك في استضافة قطر لكأس العالم 2022.

في شهر سبتمبر من العام الماضي ، أنفقت  شركة "اس سی ال سوشال لیمیتد" أكثر من 60،000 دولار للإعلانات على Facebook و YouTube و Twitter والشبكات الاجتماعية الأخرى لترويج هشتاغ "مقاطعة _قطر (#BoycottQatar).
لقد تمت إزالة معظم المواد المتعلقة بحظر مونديال قطر من صفحات الفيسبوك وتويتر الخاصة بالشركة ؛ إلا أن الملفات المودعة لدى وزارة العدل الأمريكية تبين أنها كانت تستخدم المواد الموجودة على موقع "قطر اینسایدر" وكانوا يشجعون مستخدمي شبكات الانترنت لقراءة مقالات تهاجم قطر في منشورات اخرى.

لا تقتصر الأنشطة السعودية والإماراتية على الحملات عبر الإنترنت. في الخريف الماضي ظهر فيلم وثائقي بعنوان "قطر: تحالف خطير" على الإنترنت.
والفيلم كان لديه رؤية مضادة لقطر ولكن تم عرضه بمثابة انتاج محلي في امريكا .
لكن الملفات التي تم ايداعها في وزارة العدل الأمريكية في الأشهر الأخيرة تظهر أن الفيلم يتم تمويله من قبل شركة اتصالات مقرها دبي والتي تعمل لحساب حكومة الإمارات. حيث دفعت تكلفة صنع الفيلم الى شركتين أمريكيتين.
كانت السعودية والإمارات تنظران إلى خصومة ترامب مع ايران على انه لصالح منافعهم الخاصة ، وكانتا ترغبان في تعزيز علاقتهما مع ترامب بعد حضوره في البيت الأبيض ، رغم الهجوم  الذي شنه "ترامب" ضد الإسلام والمملكة السعودية خلال حملته الانتخابية.

المصدر: إذاعة Pri- (بي ار اي)