"القمع والافلات من العقاب" في مصر

الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:٥٢ بتوقيت غرينتش

ندّدت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" بحالة "الإفلات من العقاب" التي تنعم بها قوات الأمن المصرية بعد مرور خمس سنوات على فضّها اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة في "مجزرة" سقط فيها مئات القتلى.

العالم - تقارير

وفي 14 آب/أغسطس 2013 فضّت قوات الامن المصرية بالقوة اعتصاما نفذته جماعة الاخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة احتجاجاً على عزل محمد مرسي.

بيان "هيومن رايتس ووتش"

وأعلنت "هيومن رايتس ووتش" ومقرّها في الولايات المتحدة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني أن قوات الأمن "قتلت 817 متظاهرا على الأقل في غضون ساعات قليلة" في "أكبر عمليات القتل الجماعي في تاريخ مصر الحديث".

ومذّاك "أدين مئات المتظاهرين بتهم غير عادلة في محاكمات جماعية على خلفية الاحتجاجات".

وقالت ساره ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش "بعد خمس سنوات على مذبحة رابعة، كانت الاستجابة الوحيدة من السلطات هي محاولة كفّ يد العدالة عن المسؤولين عن هذه الجرائم".

وتابعت إن "ردّ حلفاء مصر على جرائم رابعة وعدم إنصاف الضحايا كان الصمت المطبق".

بيان منظمة العفو الدولية "أمنستي"

بدورها قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي" في بيان إنه بعد خمس سنوات على مجزرة رابعة، يستمر الإفلات من العقاب في إذكاء أزمة غير مسبوقة في مجال حقوق الإنسان".

ونقل البيان عن ناجية بونعيم مديرة حملات منظمة العفو الدولية في شمال أفريقيا قولها إن "مجزرة رابعة شكّلت نقطة تحوّل مرعبة لحقوق الإنسان".

وأضافت إنه "في السنوات الخمس الماضية، ارتكبت قوات الأمن المصرية انتهاكات لحقوق الإنسان، مثل حالات الاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء، على نطاق لم يسبق له مثيل".

وحمّل مسؤولون مصريون قادة الاعتصام مسؤولية أعمال القتل التي وقعت خلال عملية فضّه في 2013، وأشاروا إلى وجود مسلحين كانوا مشاركين فيه ما أدى كذلك إلى سقوط عناصر من قوات الأمن.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2013 حظرت مصر جماعة الاخوان المسلمين وصنفتها منظمة إرهابية.

وبعد ان أزاح سلفه محمد مرسي إثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله، تمكن السيسي من الفوز بسهولة بالانتخابات الرئاسية في العام 2014 بنسبة 96,9% من الأصوات.

وفي آذار/مارس 2018 فاز السيسي بولاية رئاسية ثانية في مصر بنسبة 97% من الاصوات الصحيحة في رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد.

 

بيان جماعة الإخوان المسلمين

من جهة أخرى أعلنت جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها السلطات المصرية "إرهابية"، مبادرة للخروج مما اعتبرته "النفق المظلم" ببلادها تتضمن إجراء انتخابات رئاسية جديدة، يدعو لها محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا.

جاء ذلك في بيان للجماعة بعنوان " تعالوا إلى كلمة سواء وطن واحد لشعب واحد"، بمناسبة الذكرى الخامسة لاعتصامي أنصار "مرسي" في ميداني النهضة ورابعة.

وأعلنت الجماعة 10 بنود لما أسمته "دعوة للحوار الوطني"، قالت إنها "حرصا على إخراج الوطن من النفق المظلم".

وتضمنت أبرز البنود العشرة، الاحتفاء بثورة يناير/ كانون ثان 2011، والتأكيد على أن الجماعة فصيل وطني، وأن السلمية خيار التنظيم في التغيير والحفاظ على مؤسسات الدولة.

كما تضمنت اعتبار الشعب المصدر الوحيد للشرعية، ورفض مناخ الاستقطاب، والتأكيد على أن حقوق الضحايا لا تسقط بالتقادم وأهمية تحقيق العدالة الناجزة.

وقالت إن "أفضل طريق للخروج من هذا النفق المظلم هو عودة الرئيس مرسي لسدة الحكم على رأس حكومة ائتلافية يتم التوافق عليها من القوى الوطنية لمدة محددة وكافية، يتم خلالها تهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة نزيهة تشرف عليها هيئة قضائية مستقلة، تتوافق عليها القوى الوطنية دون إقصاء لأحد".

وختمت الجماعة البيان قائلة: "ندعو إلى حوار وطني مجتمعي شامل في مناخ صحي يسمح بتحقيق البنود السابقة، حتى يمكن استعادة اللحمة الوطنية والانطلاق نحو وطن واحد لشعب واحد".

تصنيف :