برلماني ألماني:

"الأوروبيون صامتون أمام السعودية خوفاً من عقوبات إقتصادية"

الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٢:٥٧ بتوقيت غرينتش

وجّهت صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية انتقاداً لسياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي زعم وضع خطّة إصلاح في البلاد غير أنه لا ينفك عن انتهاج سياسة خارجية عدائية مع دول الخارج متخذاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حليفاً بارزاً بذريعة التصدّي لإيران.

العالم - السعودية

عضو البرلمان الألماني زيغمار غابرييل، أكد في مقال، نشرته الصحيفة الألمانية أن: سياسة الخارجية السعودية العدوانية، لم تعد موجهة ضد إيران فحسب، وإنما باتت ضد اليمن وقطر ولبنان والآن ضد كندا.

وأضاف إن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدأ في تنفيذ خطط إصلاح جذرية جريئة في المملكة، ولكن يبدو أن الحاكم الشاب الجديد يجمع بين سياسة داخلية شجاعة، وسياسة خارجية عدائية للغاية، وليست موجهة ضد إيران وحدها، والتفسير الوحيد لموقفه العدائي تجاه العديد من الدول هو الدعم الكبير الذي يحظى به من الرئيس الأمريكي”.

وزير الخارجية السابق، رأى أن الرابط القوي الذي يجمع بين ترامب و”السعودية” هو عداؤهم لإيران، التي أصبحت في مرمى نيران السياسة الخارجية العدائية لكل من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وفق تعبيره، لافتاً إلى أن التقارب بين الولايات المتحدة و”السعودية” والكيان الإسرائيلي برز للعلن منذ سنوات.

ونتيجةً للدعم الأمريكي المطلق “للسعودية”، يقول البرلماني الألماني، تجرّأت الرياض على فعل ما يحلو لها في إطار سياستها الخارجية، مستدركاً الهجوم المباشر على كندا إثر انتقاد وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، لأوضاع حقوق الإنسان في السعودية.

الكاتب لفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشن فيها السعودية هجوماً عنيفاً على دول تنتقد أوضاع حقوق الإنسان فيها، فقد فعلت ذلك من قبل مع ألمانيا التي تصاعد الخلاف معها تدريجياً على خلاف كندا، إذ بدأت الشرارة الأولى للخلاف بينهما، إبان إعلان برلين عن إيقاف رخصة تصنيع ما لا يقل عن 250 ألف بندقية هجومية ألمانية من طراز “هكلر آند كوخ جي 36″، داخل “السعودية” بحسب الكاتب.

وفي الشأن اللبناني، بيّن غابرييل السابق أنه من الواضح أن الرياض غير راضية عن سياسة الحريرى الداخلية، بسبب تعاونه مع حزب الله، ولذلك، أرادت السعودية ممارسة بعض الضغوط عليه، مشيراً إلى أن الخارجية الألمانية كانت قد حذرت السعودية من “روح المغامرة السياسية”، لتقوم الأخيرة بعدها مباشرة بسحب سفيرها من برلين، كما أعلنت أنها بصدد سحب عقود تجارية من ألمانيا، كأداة لتهديد الاقتصاد الألماني، وهذا ما يحدث الآن مع الكنديين، بسبب تشددهم في لوائح تصدير الأسلحة، وانتقادهم لأوضاع حقوق الإنسان في السعودية ينوّه البرلماني الألماني.

غابرييل رأى أن السعودية تريد توجيه رسالة للغرب مفادها أنه يجب أن يقبل بأوضاع حقوق الإنسان فيها دون أي اعتراض، كما دعا الأوروبيين إلى أن يدعموا كندا ووزيرة خارجيتها، “لأنه عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان يجب ألا يكون هناك مصالح”، إلا أن الأوربيين وفق الكاتب لن بفعلوا ذلك خوفاً من العقوبات الاقتصادية التي قد تلجأ لها السعودية.

ومضى يقول “يبدو أن الغرب أصبح يتعامل مع السعودية بحذر شديد، فلا مكان للقيم والمبادئ أمام حقائب النقود التي تصلهم من المملكة مبيناً أن الرئيس الأمريكي يدعم القرارات السعودية في حين أن “السعوديين يعلمون جيداً أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ليست على ما يرام وهذه هي المرة الأولى التي يترأس فيها الولايات المتحدة الأمريكية رئيس لا يكترث مطلقاً لقضية حقوق الإنسان في السعودية، ولا ينتقد طريقة تعاطي العائلة الحاكمة مع هذا الموضوع”.

واختتم عضو البرلمان الألماني مقالته بتوجيه نصيحة للسعوديين، جاء فيها أن “الصدق والانفتاح في العلاقات الثنائية مع ألمانيا وأوروبا يعتبران أساسا أكثر ثقة من صفقات السلاح التي تكلف مليارات الدولارات، أو من الصمت الانتهازي خوفاً من الممارسات الاقتصادية القمعية”.