المغاربية: الاقتتال المسلح في طرابلس ومسار الحل السياسي

السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٧ بتوقيت غرينتش

منذ نحو اسبوعين لم تهدأ العاصمة الليبية طرابلس وقد نعمت بهدوء كبير مقارنة ببقية ارجاء الوطن لمدة اربعة سنوات لتستفيق على اقتتال داخلي بين فصائل مسلحة تدعم حكومة الوفاق بعضها كان مستقرا في طرابلس وغادرها في العام 2014 والبعض الاخر كان داعما لأمن العاصمة كون عناصره من أبناء طرابلس لعل ذلك ما اوقد نار الاقتتال من جديد لقوات تريد العودة الى العاصمة مع اقتراب مواعيد واستحقاقات انتخابية مهمة في ظل تدخلات اقليمية ودولية.

قالت ضيف برنامج " المغاربية" الاعلامية الجزائرية دلولة حديدان على شاشة قناة العالم ان المشهد الليبي هو اقتسام للسلطة ومحاولة ابراز النفوذ والسيطرة على مناطق معينة، ففي طرابلس مؤخرا دخلت كتيبة ثوار طرابلس الى مناطق محسوبة على كتيبة اللواء سابع مشاة وهذا ماجعل اللواء يتحرك من اجل السيطرة على المناطق داخل طرابلس ويقتحم المنطقة كون القاطنين في جنوب طرابلس هم من قبيلة طرهونة ورفض كتيبة طرابلس أن تعود كتيبة اللواء السابع من جديد الى العاصمة.

واضافت حديدان ان الاشتباكات هي محاولة لبسط النفوذ والسيطرة على العاصمة والوصول الى النفوذ وهو وصول الى سيطرة كبيرة جدا وحكومة الانقاذ تعتبر نفسها هي الأحق بالسيطرة والحكم في طرابلس وهي خرجت من طرابلس وسلمت حكومة الوفاق على مضض

وترى نفسها هي الاحق بالسلطة والشرعية لأنها جاءت وفق انتخابات وانتجت المؤتمر الوطني الى أن جاءت انتخابات في طبرق وتم ابطال نتائجها عن طريق المحكمة الدستورية وتحاول العودة مجددا.

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي اشرف القره بوللي  ان مايجري في طرابلس هو صراع على النفوذ وغباء شخصية استثمر من قبل قوى دولية والعامل الاساسي في الفوضى هو الدور الاقليمي والدولي بالدرجة الاولى نتيجة الاستثمار في رغبة شخصية في الداخل حيث أن بعض الشخصيات يريد أن يصل للسلطة ويريد ان يتقاسم الكعكة الليبية بما في ذلك المسألة النفطية ومن يسيطر على طرابلس يسيطرعلى كل ليبيا ومقدراتها ويملك السلاح بنفس الوقت وتأتي جهة غربية وتقيم مؤتمر وتدعم تلك الجهة وتصبح جهة شرعية ويستتب الامر لها في ليبيا وتصبح ليبيا سلة للنهب لتلك الدولة.

واضاف أن حكومة الوفاق لم تحقق شيئا لليبيا ناهيك عن أنها لم تنسجم مع ذاتها لأن وزارة الداخلية تتصارع مع الميلشيات المسلحة التي تنسق معها وهذا ماحدث والصراع محتدم واشار الى أن الامم المتحدة لاتريد انهاء الصراع هناك كونها لها تجربة في ذلك في دول اخرى وكلما وضع المشكلات في ايدي الامم المتحدة زادت الامور تعقيدا وتدهورا والحل في ليبيا لم يكمن في جهة خارجية.

واردف القره بوللي ان الامور ستتدهور اكثر والرغبة التي تنفذ ليست رغبة الليبيين ولاتوجد جهة وطنية وكلهم لهم حسابات والصراع الدائر هي نتيجة اهواء حفتر ضد الاخوان المسلمين لان اللواء السابع محسوب على خليفة خفتر وضد المجموعات الاخرى مثل النواصي.

وقال المحلل القره بوللي ان البلاد تتجه الى حرب اهلية واذا لم يجلس الليبيين على طاولة واحدة بعيدا عن اهواء السعودية وقطر والامارات وتركيا سوف تستمر الازمة والاقتتال الى عقود واذا حلت هذه الازمة ستحل لصالح الدول الغربية.

وفي نفس السياق قالت الاعلامية ان الليبيين اعطوا اكثر من فرصة للحوار وايجاد حل ولم يجلسوا على طاولة واحدة الا بتدخلات اجنبية ومنطق السلاح والقبيلة والقوة موجود  في تفكيرهم وبنيتهم فمن لديه قوة أكبر يفرض فكرته وقوته وسيطرته والدليل ما نراه في طرابلس والدور الدولي لم يؤثر على الاوضاع الليبية ولم تجعله اسوا والتدخلات هي التي تجمعهم اما في مايخص الخلاف الايطالي الفرنسي هو خلاف على النفط وهوخلاف من يأخذ بزمام الحل في ليبيا وايطاليا ومابذلته من مشاريع سياسية ومؤتمرات في المدن الايطالية اكبر بكثير من فرنسا وفرنسا الان تاخذ زمام المبادرة لتصحح خطأ فادح لها في ليبيا واتهامات ايطاليا لفرنسا باثارة الصراع الاخير له وجه من الشرعية.

من جهته قال عضو البرلمان الليبي السيد ابو بكر بعيرة ان الذي يجب أن يملك الحل في ليبيا هم الليبيون ولكن للاسف لم يستطيعوا خلال السنوات الماضية أن يصلوا الى توافق والمجتمع الدولي بدأ يتملل من وضع الميلشيات في طرابلس وسيطرتها على مؤسسات الدولة وبعض الاجراءات التي اتخذوها ضد بعض المؤسسات السيادية في المؤسسة الليبية للاستثمار، واضاف مايجري الان يمكن أن يكون هناك طرف دولي وراء تحريك اللواء السابع من طرحونة ليدخل طرابلس للقضاء على الميليشيات والوضع بين بين ولاأحد يملك السيطرة حتى الان.

 

 

الضيوف

الاعلامية الجزائرية دلولة حديدان

الكاتب والمحلل السياسي اشرف القربولي

عضو البرلمان الليبي السيد ابو بكر بعيرة