قواعد عسكرية امريكية جديدة شمال سوريا.. إلى ماذا تهدف؟

قواعد عسكرية امريكية جديدة شمال سوريا.. إلى ماذا تهدف؟
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٠ بتوقيت غرينتش

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية ترسيخ مناطق نفوذها شمال شرق سوريا بهدوء، رغم التصريحات الروسية المتكررة بضرورة انسحاب القوات الأمريكية في سوريا، بيد أن هذه التصريحات لا تلق آذاناً صاغية لدى الولايات المتحدة التي صرحت هي الأُخرى أنها لن تخرج بتواجد تنظيم داعش وإيران في سوريا.

العالم - سوريا

وقالت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء، أمس الجمعة، أن القوات الامريكية في سوريا، تعمل على إنشاء مراكز عملياتية وقواعد في مناطق شمال سوريا.

ووفقا للوكالة، يتم إنشاء قاعدة أمريكية في الجنوب الشرقي لمحافظة دير الزور حيث يوجد حقل نفطي، يبعد عن شرق نهر الفرات 10 كيلومترات، وتسمح هذه القاعدة للولايات المتحدة بالسيطرة على الطريق الرابط بين حقول التنك والعمر.

وأضافت أن الولايات المتحدة توسع القاعدة في منطقة مطار سيرين في الجنوب الذي تسيطر عليه "وحدات حماية الشعب" الكردية في عين العرب (كوباني)، في شمال غرب الرقة، وتستخدم هذه القاعدة من قبل الجيش الأمريكي كمطار، مشيرة إلى أن ونشرت الولايات المتحدة رادارا مضاد للطائرات والعديد من الأنظمة الإلكترونية في مخازن القمح في سيرين.

وكان ذكرت مصادر إعلامية محلية، أن التحالف الدولي بدأ منذ أيام بتشييد قاعدة دائمة له في بلدة "هيمو" على مداخل مدينة القامشلي الغربية، وقاعدة أخرى في بلدة "جمعاية" على المدخل الشرقي.

وأشارت إلى أن ذلك يأتي في إطار إعلان إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" عن بقاء القوات الأمريكية في سوريا، حتى إنهاء تواجد "داعش"، وإخراج إيران من سوريا.

وحول هذا الموضوع يقول الباحث "أيهم الأحمد" لموقع بلدي نيوز إن "الولايات المتحدة بدأت تفرض رؤيتها السياسية بقوة على المشهد في سوريا، بعد سنوات من العمل الشاق في روسيا لاحتكار هذه الرؤية".

ويذهب "الأحمد" إلى أن "مناطق النفوذ ستصبح واقعاً أكثر وضوحاً خلال الأشهر القليلة القادمة، وذلك عندما تبدأ الدول المؤثرة في سوريا بكتابة توصياتها للمستقبل السوري".

وأضاف "الأحمد" أن "التواجد الأمريكي لا يتحدد وجوده أو عدمه بتصريحات الرئيس دونالد ترامب، بل يمكننا ملاحظته بنظره شمولية ومتسعة للسياسة الأمريكية في المنطقة، قبل وبعد الثورة السورية"، مشيراً إلى أن "مرحلة جديدة بدأت في سوريا سيكون لأمريكا فيها موقفاً قوياً، خصوصا أن مناطق النفوذ الروسي جنوب وغرب سوريا أصبح ضيقاً، ويفتقد للحيوية الاقتصادية والجغرافية، في ظل التواجد الأمريكي والتركي شمال البلاد".

وأردف: "وبذلك ستتمتع أمريكا بموقع مميز يخولها فرض رؤى سياسية واقتصادية في سوريا، وفرض مواقف وتهديدات عسكرية أيضاً ضد إيران وميليشياتها في المنطقة، ولذلك الحديث عن خروج أمريكا من المنطقة هو مجرد كلام لا أساس له من الصحة، إذا حللنا الأحداث الجارية وقرأنا الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط".

وكثفت الولايات المتحدة من تواجدها العسكرى عبر تدشين عدد من القواعد العسكرية، وتتمركز غالبيتها فى المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا، وتُشرف هذه القواعد على حماية أكثر من 25% من مساحة سوريا عبر دعمها لقوات سوريا الديمقراطية وبعض فصائل الجيش الحر.

بحسب تقارير إعلامية، فإن للولايات المتحدة حضورا عسكريا متنوعا في سوريا يتفاوت بين قواعد ذات طبيعة ارتكازية وبين نقاط عسكرية متقدمة لدعم المعارك والمواجهات العسكرية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية في1 مارس/آذار 2018 عن مسؤول بمجلس الأمن الروسي قوله إن الولايات المتحدة أقامت نحو عشرين قاعدة عسكرية في سوريا على أراض خاضعة لسيطرة الأكراد.

أهم القواعد الأميركية بسوريا

-قاعدة رميلان وتقع في مطار رميلان شرق مدينة القامشلي الحدودية مع العراق، أنشئت في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وهي من أولى القواعد العسكرية الأميركية في سوريا التي تدخل الاستعمال حيث تستقبل القاعدة الطائرات الأميركية، وتؤوي جنودا وخبراء أميركيين.

- قاعدة المبروكة غرب مدينة القامشلي.

- قاعدة خراب عشق غرب مدينة عين عيسى.

- قاعدة عين عيسى وتعد كبرى قواعد الجيش الأميركي مساحة، وتقع شمالي سوريا، وتشير المعطيات إلى أن ما يزيد على مئة جندي أميركي دخلوا المدينة.

- قاعدة عين عرب في ريف حلب الشمالي، والتي يوجد فيها أكثر من ثلاثمئة جندي أميركي، بينهم خبراء يشرفون على جزء من عمليات التحالف، وتشغل هذه القاعدة حيزا جغرافيا يقدر بـ35 هكتارا.

- قاعدة تل بيدر شمال محافظة الحسكة والقامشلي، وهي بلدة حدودية.

-قاعدة تل أبيض على الحدود السورية التركية، وينتشر في هذه القاعدة حوالي مئتي جندي أميركي، كما رفع العلم الأميركي فوق عدد من المباني الحكومية هناك.

المواقع العسكرية الأمريكية شمال سوريا

وبالإضافة إلى القواعد المماثلة، تستخدم القوات الأمريكية أيضا كمراكز للقيادة كلا من المباني السكنية ومعسكرات "قوات سوريا الديمقراطية" والمصانع المتنقلة.

ولفتت "الأناضول" في تقريرسابق لها إلى أن القوات الأمريكية، وبغرض ضمان أمن هذه المواقع العسكرية، تعلن في محيطها ما يسمى بـ"الأراضي المحظورة".

وتحتضن هذه المواقع العسكرية، التي يبلغ عددها 8، حسب معلومات الوكالة، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأمريكية، وضباط مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباط مختصين في تخطيط العمليات، وكذلك وحدات عسكرية للمشاركة في أعمال قتالية مكثفة.

أما المعدات العسكرية، التي تم نشرها في هذه المواقع، فتشمل بطاريات مدفعية ذات قدرات عالية على المناورة، ومنظومات لراجمات الصواريخ، والمعدات المتنقلة لتنفيذ عمليات الاستطلاع وعربات مصفحة مثل مدرعات "Stryker" للقيام بدوريات وضمان أمن هذه المراكز.

الحسكة

وأوضحت الوكالة أن 3 مواقع عسكرية أمريكية تم إقامتها في أراضي محافظة الحسكة.

وأشارت "الأناضول" إلى أن الأحدث منها يقع في بلدة تل بيدر شمال المحافظة ويحتضن مئة من عناصر القوات الخاصة الأمريكية .

الموقع الثاني تم إنشاؤه في منطقة الشدادي جنوب الحسكة ويوجد فيه نحو 150 مقاتلا من القوات الخاصة الأمريكية ز

أما الموقع الثالث فيقع في منطقة تل تامر الزراعية على الحدود السورية التركية ويعمل فيه عدد غير محدد لعسكريين من التحالف .

منبج

كما أقامت الولايات المتحدة مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج عام 2016 .

الموقع الأول يقع في بلدة عين "دادات" قرب المدينة، وتعتبر "الأناضول" أن هذا المركز قد يستخدم من قبل القوات الخاصة الأمريكية لمراقبة تحركات فصائل "الجيش الحر".

فيما يقع مركز القيادة الثاني في بلدة "أثرية" ويستخدم من قبل الولايات المتحدة لضمان أمن عناصر "قوات سوريا الديمقراطية".

الرقة

كما ذكرت "الأناضول" عن وجود موقعين عسكريين أمريكيين في أراضي محافظة الرقة الشمالية.

النقطة العسكرية الأولى تقع في تل ميستانور جنوبي عين العرب وتحتضن، فضلا عن عناصر من القوات الخاصة الأمريكية، مقاتلين من نظيرتها الفرنسية.

ويوجد الموقع العسكري الثاني في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، والتي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، ويعمل فيها، حسب الوكالة التركية الحكومية، 200 عسكري أمريكي و75 عنصرا من القوات الفرنسية.

صرين

كما أقامت القوات الأمريكية موقعا عسكريا كبيرا في مدينة صرين شمال غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب ويجري استخدامها لاستقبال طائرات الشحن العسكرية.

وأشارت "الأناضول" إلى أن هذا الموقع تجري عبره عمليات توريد الأسلحة والمعدات العسكرية لمقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية".