في عيد استقلالها.. مالي تحتفل بتنصيب رئيسها وسط مطالبات برحيله

في عيد استقلالها.. مالي تحتفل بتنصيب رئيسها وسط مطالبات برحيله
السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٢٠ بتوقيت غرينتش

بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات، أحيت جمهورية مالي اليوم السبت (22 سبتمبر) الذكرى الثامنة والخمسين لاستقلالها، فيما أقيمت مراسم تنصيب ابراهيم أبو بكر كيتا رئيسا لولاية ثانية في ظل التقدم الذي شهدته مالي بعد تنفيذ اتفاق "السلم و المصالحة" المبرم في 2015.

العالم - تقارير

رئيس مالي يؤكد ان أولويته "ضمان الأمن"

وأكد الرئيس المالي ابراهيم أبو بكر كيتا أن أولويته تبقى "ضمان الأمن" في مالي، مستهلا ولايته الثانية في الذكرى الـ58 لاستقلال البلاد التي لا تزال تواجه خطر المسلحين.       

وأعلن كيتا أمام قادة أجانب بعدما وضع إكليل زهر عند نصب الاستقلال بوسط العاصمة أن "ضمان أمن أراضي مالي الوطنية هو أولويتنا".

وقال الرئيس الذي لا تزال المعارضة تحتج على إعادة انتخابه في آب/أغسطس، إن تنفيذ اتفاقات السلام الموقعة عام 2015 في العاصمة الجزائرية مع حركة التمرد السابقة "عانت لفترة طويلة من التأخير في إحلال علاقات ثقة بين مختلف الأطراف".

 لكنه رأى أن "الوضع في تحسن سواء في شمال البلاد أو في وسطها" داعيا في الوقت نفسه إلى "عدم الاستهانة بالجهود الاستثنائية التي لا يزال ينبغي بذلها".

وإذ شكر الدول الصديقة لمالي، أخذ كيتا على بعض الشركاء من دون تسميتهم فتورهم حيال بلاده. وقال متحدثا أمام ممثلي الأسرة الدولية ونحو عشرة رؤساء دول وحكومات إفريقية بينهم رؤساء ساحل العاج وغانا وتشاد والكونغو وبوركينا فاسو وموريتانيا "لا يمكن أن تتصوروا كم نكون حزينين عندما يعطي شركاؤنا وأصدقاؤنا انطباعا بأنهم يساومون في دعمهم".

ووصل رؤساء موريتانيا وغانا وساحل العاج والنيجر والكونغو وتشاد یوم الجمعة إلى باماكو للحضور في عرض عسكري مع تخليد الذكرى الـ58 لاستقلال جمهورية مالي، وحفل تنصيب الرئيس كيتا الذي سيبدأ ولايته الثانية بعدما أقسم اليمين في الرابع من أيلول/سبتمبر على أثر مصادقة المحكمة الدستورية على إعادة انتخابه.

وتمثلت فرنسا بوزير خارجيتها جان إيف لودريان الذي رأى في مقابلة مع صحيفة لوموند تنشر السبت أن خطط الحكومة المالية لإعادة الاستقرار "تبشر بالخير" في البلاد التي ما زالت تواجه عنفا مسلحا على الرغم تدخل عسكري أجنبي منذ خمس سنوات.

وكانت وزارة الإدارة الإقليمية المالية قد أعلنت في 16 آب/أغسطس 2018، أن النتائج الرسمية للدور الثاني للإنتخابات الرئاسية في مالي أسفرت عن فوز الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا بولاية ثانية بعد حصوله على نسبة 67.17 بالمائة من الأصوات المعبر عنها في الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية، مقابل 32.83 بالمائة لخصمه وزعيم المعارضة سومايلا سيسي.

تفريق تظاهرة عشية تنصيب الرئيس أبو بكر كيتا

واستخدمت قوات الأمن المالية الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة محظورة للمعارضة في العاصمة باماكو الجمعة عشية الذكرى الثامنة والخمسين لاستقلال البلاد ومراسم تنصيب ابراهيم أبو بكر كيتا رئيسا لولاية ثانية.

وكان أنصار زعيم المعارضة سومايلا سيسه الذي لا يعترف بهزيمته في الاقتراع الذي جرى في آب/أغسطس، قرروا التجمع في وسط المدينة ليمضوا الليل قبل أن يتظاهروا على هامش الاحتفالات المقررة السبت.

واندلعت مواجهات بين هؤلاء المتظاهرين الذين أضرموا النار في إطارات ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "ارحل"، وقوات الامن في واحدة من نقاط التجمعات في باماكو.

وذكر مصدر في الشرطة أن "شخصا واحدا على الأقل" اعتقل "بغرض التحقيق". لكن مصدرا قريبا من زعيم المعارضة أكد ليل الجمعة السبت أن 12 شخصا أوقفوا.

وأشار إلى أن الموقوفين هم أعضاء في "إدارة حملة" سومايلا سيسه وبينهم "ميشال مونكور رئيس لجنة تنظيم" هذه التظاهرات، موضحا أنها "من قيادات الصف الأول في الاتحاد من أجل الجمهورية والديموقراطية"، أكبر حزب معارض في البلاد.

وكان حاكم باماكو رفض طلب المعارضة التظاهر الجمعة "بسبب مراسم 22 أيلول/سبتمبر 2018، عيد استقلال بلدنا"، كما ورد في رسالة الكترونية تلقاها مدير حملة سومايلا سيسه.

اتفاق السلم و المصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر

وبمناسبة هذه الذكرى، خصصت الصحيفة المالية "إيسور" عددا خاصا يبرز الانجازات الكبرى المحققة خلال العهدة الأولى من حكم الرئيس ابراهيم أبو بكر كيتا مؤكدة أنه "وبالرغم من الصعوبات، استطاعت مالي بكل حزم وإصرار تخطي انعكاسات الأزمة الأمنية والمؤسساتية الخطيرة التي شهدها عام 2012".

واعتبرت "إيسور" أن اتفاق السلم و المصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر هو "مكسب" آخر للبلاد بحيث عرف تنفيذه عدة خطوات.

وفي هذا السياق، تطرقت الصحيفة إلى الاصلاحات السياسية والمؤسساتية التي تضمنها هذا الاتفاق والتي تم الشروع في تجسيدها ميدانيا منذ توقيعه في مايو 2015 بالعاصمة الجزائرية. و يتعلق الأمر أساسا بوضع سلطات مؤقتة في تمبوكتو وغاو و كيدال و مجالس انتقالية في تاودينيت و ميناكا.

وتضاف لهذه النجاحات مراجعة النصوص القانونية الرئيسية في المجال اللامركزي  وإدارة الأقاليم والانتخابات.

وبعد الإشارة إلى أن تنفيذ بعض الالتزامات من اتفاق السلم والمصالحة يتطلب مراجعة دستور 1992 ولاسيما بالنسبة لاستحداث غرفة برلمانية ثانية، اعتبرت صحيفة "إيسور" أن انعقاد ندوة الوفاق الوطني يوم 27 مايو 2017 كان "نجاحا  بارزا" للبلد.

وذكرت الجريدة بأن هذا اللقاء قد سمح بفتح الحوار معمقا بين تشكيلات الأمة المالية حول الأسباب العميقة للأزمة بحيث أفضى المسار إلى إعداد ميثاق من أجل السلم و المصالحة الوطنية.

قرابة 60 عاما على نيلها الحرية من استعمار فرنسا

وفي 22 أيلول/سبتمبر 1960 أعلن الرئيس المالي موديبو كيتا استقلال مالي بعد أن استعمرتها فرنسا قرابة 60 سنة، منذ سنة 1896. وجاء الاستعمار الفرنسي إلى مالي في إطار الاستعمار الأوروبي للقارة السوداء.

وتحتفل مالي السبت، بعيد استقلالها، وكانت أعلنت مالي في العاشر من الشهر الجاري عن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سومايلو بوباي مايغا، الذي حظى بثقة الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا.

وتضم الحكومة 32 وزيرا من الأغلبية التي ساندت الرئيس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وبعض التكنوقراط، وحصلت النساء على 11 حقيبة وزارية من بينها وزارة الخارجية.

وسيطرت مجموعات مسلحة على ارتباط بتنظيم القاعدة في آذار/مارس ونيسان/أبريل 2012 على شمال مالي وتم منذ ذلك الحين طردها بمعظمها بعد تدخل عسكري بدأ في كانون الثاني/يناير 2013 ولا يزال متواصلا.

وبالرغم من اتفاق الجزائر، امتدت أعمال العنف من الشمال إلى وسط البلاد وجنوبها، واتسعت صوب بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، مقترنة في أحيان كثيرة بخلافات إتنية.