ولعت بين أكبر فصيلين إرهابيين شمال سوريا

ولعت بين أكبر فصيلين إرهابيين شمال سوريا
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠١:٤٤ بتوقيت غرينتش

الاحداث في ریف حلب تعود مرة اخرى الى الواجهة حيث شهدت المنطقة ، منذ فجر الجمعة، اشتباكات بين تنظيمين ارهابيين هما "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" في ريف حلب الغربي.

العالم- سوريا

وأشعل الاشتباكات اقتحام تحرير الشام بلدة كفر حلب في ريف حلب الغربي، وقيامها باعتقال شخصيات عدة بتهمة أنها من “شخصيات المصالحة”، أي تتواصل مع الحكومة السورية من أجل الوصول إلى اتفاق مصالحة معه على غرار درعا وريف دمشق.

وأكد عضو المكتب الإعلامي لـ”جبهة تحرير سوريا”، محمد أديب، لـ”عربي21” أن المواجهات اندلعت بالفعل في كفرحلب ومحيطها، وأنها جاءت بسبب اقتحام الهيئة فجرا للبلدة بحجة اعتقال شخصيات محسوبة على الحكومة السورية.

وقال إن المداهمات التي قامت بها تحرير الشام وصلت إلى منازل مقاتلين من “الجبهة الوطنية للتحرير” التي ساهمت تركيا بتوحيدها.

ورأى أديب بهذه الخطوة أنها محاولة من “تحرير الشام” التوسع في ريف حلب، وخطوة لحصار مدينة الأتارب، “التي تشهد حراكا لا تقبله الهيئة”.

من جانبه، وصف المتحدث الإعلامي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي أبو حذيفة، ما حصل بأنها “بعض المشاكل” التي شهدها ريف حلب الغربي، مؤكدا أنها “محدودة” فقط.

وقال إن سببها “سوء فهم” من تحرير الشام، التي ظنت بأن البلدة فيها مطلوبين، نافيا أن تكون قد اعتقلت عددا من عناصر الجبهة الوطنية.

ونفى أن تكون خطوة تحرير الشام تأتي في سياق التوسع في المنطقة.
في المقابل، أوردت صفحات تابعة لتحرير الشام على “تويتر” تصريحات لقيادي فيها برر اقتحامها للبلدة، واعتقال شخصيات من المعارضة.

إذ كتبت عن المصدر القيادي أن اقتحام تحرير الشام للبلدة جاء ضمن حملتها ضد “شخصيات المصالحة”، للقبض على من أسماهم “الخونة في كفر حلب”، مضيفا: “تعرضنا لمواجهة من قبلهم، وتمكنا بفضل الله من القبض على المطلوبين”.

وأكد ناشط سوري من ريف حلب الغربي، طالبا عدم الكشف عن هويته، لأسباب أمنية، أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها هذه المنطقة اشتباكات بين تحرير الشام وفصائل المعارضة الأخرى.

وقال إن الاشتباكات الأخيرة تسببت بقتل طفلين وجرح أشخاص آخرون، كانوا قد خرجوا في مظاهرات رفضت عملية الاقتحام المفاجئة.

وأوضح أن مواجهات سبق أن اندلعت بين “تحرير الشام” وفصيل “جيش الأحرار” في ريف إدلب الشمالي.

حل الخلاف

ومساء الجمعة، أكدت مصادر توصل “هيئة تحرير الشام” وأهالي بلدة كفر حلب إلى اتفاقٍ لإنهاء الخلاف الذي حصل منذ فجر اليوم.

وجاء في بيانٍ مشتركٍ بين الهيئة ومجلس محلي كفر حلب اطعلت عليه “عربي21” أنه “بعد صدور مذكرات إخطار بحق أشخاص عدة من أهالي كفرحلب، وأغلبهم من بيت عسّاف والمتورّطين بقضايا سرقة وخطف وحشيش، تم تسيير رتل فجر اليوم، لإلقاء القبض عليهم”.

وقال إنه قد تم نشر مقطع فيديو من الشرطة يُثبت تورّطهم، وعدم مثولهم أمام القضاء.

ووقّع على البيان كلٌ من “هيئة تحرير الشام”، وممثل عن بيت عساف، والمجلس المحلي لبلدة كفرحلب بريف حلب الغربي.

وأورد أنه “تم إلقاء القبض على عدد منهم ولاذ بعضهم بالفرار، وتمترس بعضهم بالمدنيين، ما أدى لحصول اشتباك نتج عنه وقوع قتلى وجرحى كان من بين الجرحى أخ من القوة تم أسره من قِبَل هؤلاء ورفضوا إسعافه”.

َوتابع بأنه “نزولا عند رغبة أهلنا في كفر حلب تم الجلوس مع الوجهاء والمجلس المحلي في البلدة وتم الاتفاق معهم على بنود عدة”، منها تسليم مطلوبين، وخروج من أسمتهم الهيئة “المفسدين”، و”إخلاء سبيل كل شخص لا يثبت عليه ادعاء أو يكون مطلوبًا لأي جهةٍ معينة”.

وتعهد الوجهاء والمجلس المحلي بعدم حماية المطلوبين وتسليمهم، وذلك حسب الاستطاعة، بالإضافة إلى “عدم رجوع المفسدين إلى كفرحلب نهائيا، وفي حال عودتهم يكونوا مطلوبين للهيئة”.