التصويب التركي على شرق الفرات يتقاطع مع الخطاب الروسي الحالي. إذ خرج وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ليعلن أن هناك «أشياء غير مقبولة» تجري شرق الفرات، موضحاً أن الولايات المتحدة عبر «حلفاء سوريين وبخاصة الأكراد» تعمل على «إنشاء منطقة شبه حكومية» هناك.
وتشير مصاىر مطلعة الى ان أنقرة تُحاول دفع واشنطن لتنفيذ اتفاق منبج وفق تفسيرها والذي كان من المفترض انجازه خلال 90 يوما من تاريخ توقيعه. لكن البنتاغون يستمر في محاولة إيجاد الأعذار للبقاء في المنطقة وفق تفسيره ومصلحته على الاقل في المرحلة الراهنة وكلاهما يتفاوض ويناور على ما ليس له، فالمعلوم ان منبج مدينة سورية. وفي وقت سابق، اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الأمريكي بتعطيل اتفاقيات منبج، التي تم التوصل إليها بين أنقرة وواشنطن في حزيران/ يونيو الماضي .
تركيا من جانبها تدرس مختلف الخيارات التي قد تدفع الولايات المتحدة لترك مواقعها في سوريا وذلك بعد منبج، وتقليص وجودها العسكري على الضفة الشرقية لنهر الفرات وبعد التطور الجديد واطلاق سراح القس الامريكي والرسائل المتبادلة بين الطرفين شكرا وردا وتاكيدا بان لاصفقة في ما جرى قد تصبح انقرة اكثر قدرة على الطلب والحركة فيما يتعلق بهذا الامر وغيره من مصالح لها على الارض السورية وهي لم تعدم الوسيلة ومن بين وسائل تركيا لتحقيق هذه النتيجة ومن باب الاستفادة من تجاربها وخاصة في ظل تسريبات بانها اعدت خيما واماكن سكن لمواليها على حدودها الجنوبية في نصيبين وجوارها، وتقضي الخطة بدفع جماعاتها من كل الاطياف هذه المرة من المنسحبين من المناطق منزوعة السلاح وغيرها من مناطق محافظة إدلب السورية، نحو المناطق التي تسيطر عليها مليشيا "قسد" خاصة وانه لديها تجربة احتلال عفرين وعجز ماتسمى وحدات الحماية من الوقوف بوجه الجيش التركي والجماعات الحليفة له من بقايا ما يسمى بالجيش الحر وجماعات انقرة المسلحة .
هذا جانب من المشهد ومهما تكن الصورة الكاملة وتطورات الموقف في قادم الايام والشهور فان الخيار الرئيس الممكن أمام الفاعلين على ساحة شمال شرق سوريا – بافتراض قراءة عقلانية للأمور– من قبل – مسد - هو فتحُ باب الحوار المعقول والمقبول مع دمشق، الذي لم تغلقه دمشق أساساً، وقبل ذلك من المرجح بل الضروري البحث عن مخرج وانعتاق كل من رهن نفسه للوجود الامريكي في شمال شرق سوريا كورقة وتهديد وفي ظل هذا المشهد فان الانعتاق له فوائد جمة واحدى اهم علامات هذا الانعتاق والطريق الامثل هو التوجه الى دمشق وبنية انها عاصمة سوريا الواحدة السيدة المستقلة كونها ضمانة لتجنيب المنطقة كثيرا من المشاكل والاخطار وهذا الحديث يستوعبه ويعيه من يريد وطنا لا كانتونات.
محمود غریب