خيوط اللعبة الأميركية..

دعم وجود جماعات مسلحة جنوب شرقي سوريا وغربي العراق

دعم وجود جماعات مسلحة جنوب شرقي سوريا وغربي العراق
الأربعاء ١٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٩:٤١ بتوقيت غرينتش

كتبت الإعلامية ربى يوسف شاهين مقالا نشره موقع "شام تايمز" تحت عنوان "خيوط اللعبة الأميركية.. شرق سوريا غرب العراق" تطرقت فيه الى محاولات اميركا زعزعة سوريا والعراق من خلال دعم تواجد الجماعات الارهابية جنوب شرقي سوريا وغربي العراق اليكم نصه.

العالم- سوريا‏

فقد بات واضحاً أن الأميركي يُدرك أن الاستثمار في منطقة التنف أضحى غير ممكن، وخاصة بعد الهزائم التي لحقت بفصائله في محيط المنطقة، فكان لابدّ من إعادة التموضع ولكن في منطقة أخرى تتساوى استراتيجياً مع التنف، لذلك بدأ فعلياً بنقل ميلشياته والتي تقدّر بحسب تقارير إعلامية بـ 11000 مقاتل والمتواجدة جنوب شرق سوريا، ونقلَ قسماً منهم ويقدّر عددهم بـ 700مقاتل إلى قاعدة عسكرية غرب العراق.

أميركا والعزم على إطالة الحرب

لعلّ المُتابع لمُجريات التطوّرات يدرك أن الأميركي يسعى لإعادة خلط الأوراق في الجغرافية السورية، واختيار غرب العراق للسيطرة على معبر القائم – البوكمال، فهو بذلك يضمن بقاءه في سوريا ويعزّز قواته وأدواته في غرب العراق، وبذلك يكون قد ضرب بأسفين يمنع الاتصال بين سوريا والعراق حدودياً، وبالتالي ضَمن عدم الاتصال بين إيران وسوريا عبر العراق، والذريعة الأميركية تتلخّص في فرض سياسة البقاء، على الرغم من عدم شرعيتها إلا أن مكافحة الإرهاب ذريعة لا بأس بها أميركياً.

ما الذي ينوي فعله الأميركي؟

إن من أصعب ما حدث للأميركي وحلفائه هو الهزيمة التي تكبّدوها على الأرض السورية، وهذا لم يكن في الحسبان، فالأمر على ما يبدو كان ظناً منهم أنهم لن يحتاجوا لكل هذا الوقت والخسارة في الأموال والعتاد والجنود والمرتزقة، فكانت الصدمة الكبرى، وهنا توجّب على الأميركي لحفظ ماء الوجه، العمل على إطالة الحرب في سوريا، والعمل على تأخير إعلان النصر، والذي عمداً تعمل على تقويضه كل من أميركا وإسرائيل وتركيا وفرنسا وبريطانيا.

صراع الأقطاب إلى أين؟

وأقصد هنا حتماً روسيا وأميركا، إلا أن الأميركيين وإن كان في الخفاء لديهم صراع بارد مع روسيا، لكن مع إيران الأمر مختلف. فشبح إيران ومحور المقاومة عموماً يرعبهم، وهذا الصراع الاقليمي والدولي لا يقف عند الصراع السياسي فقط، بل على كافة الأصعدة لأنه باختصار “صراع استنزاف”.

فالمشروع الأميركي في المنطقة العربية الساخنة لن يتوقّف، وأكبر دليل على ذلك وجود قواعد عسكرية في عدد كبير من الدول العربية وأهمها في منطقة غرب العراق “الأنبار”، والتي تُعدّ منطقة نفوذ أميركية منذ حرب العراق، ولكن وبالعودة إلى سوريا وحلفائها وما فعلته وتفعله على الأرض، لابدّ من أن يحسب الحساب لهم، ولذلك تعمل أميركا على تهيئة ما تبقّى من جماعة داعش الإرهابية للزجّ بهم في معركة مُرتقَبة في منطقة البوكمال والميادين السورية، وذلك لإحكام الطوق على المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق. 

فأميركا تعلم أن السوري والروسي مدركان لأهمية البوكمال، خاصة أن الأميركي يريد زيادة توسّع نفوذه ليشمل دير الزور حيث حقول النفط والغاز، وهي بطبيعة الحال ستكون امتداداً لنفوذه في العراق، طبعاً هذا ما تطلبه إسرائيل وإن كانت لا تُظهر ذلك، فالرعب الإسرائيلي يكمن من التحالف الثلاثي لسوريا والعراق وإيران، لذلك لابدّ من وقف هذا الممر، الذي إن تمّ سيقضي على إسرائيل الأمر الذي لا يمكن أن تتقبّله واشنطن.

ولهذا عملية خلط الأوراق في السياسة والميدان لدى أميركا، ما هي إلا لإعادة بسط النفوذ بعد يقينها باقتراب موعد النصر، فالملف الشمالي الشرقي لسوريا ورقة يعوّل عليها الأميركي والإسرائيلي.

المعركة مستمرة في جميع المناطق التي مازال يدّنسها العدو، والصراعات القائمة لابدّ من أن تنتهي وتُفضي إلى نتائج يُرسَم من خلالها مصير البلدان في الشرق الأوسط.