عشرات آلاف الاشخاص يتظاهرون مطالبين باستقلال تايوان عن الصين+فيديو

السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:٣٢ بتوقيت غرينتش

نزل عشرات آلاف الاشخاص السبت الى شوارع تايبيه للمطالبة بتنظيم استفتاء حول استقلال تايوان، ما يشكّل تحديا غير مسبوق للصين وحكومة الجزيرة على حد سواء.

وتأتي هذه التظاهرة الكبيرة في وسط تايبيه متزامنة مع تشدد الصين في سياستها إزاء تايوان، ومع تكثيف الرئيسة تساي اينغ وين المساعي لإرضاء بكين من جهة، والناشطين الإنفصاليين من جهة أخرى. واعتبرت هذه التظاهرة الأكبر حجما للمطالبة صراحة باستفتاء على اعلان الاستقلال، منذ أصبحت تايوان ديموقراطية منذ أكثر من 20 عاما.
وبحسب المنظمين فإن عدد المشاركين في التجمع بلغ نحو مئة الف، وتعذر الحصول على الفور على رقم من الشرطة.
وتجمع المتظاهرون أمام مقر الحزب الديموقراطي التقدمي الحاكم ملوحين برايات ولافتات تطالب ب "استفتاء على الاستقلال"، ومرددين شعارات مثل "نريد إستفتاء" و"لا للانضمام" الى الصين.
وتعتبر الصين الشيوعيّة تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، حتى لو أنّ نظامًا منافسًا يحكم الجزيرة منذ العام 1949. 
أما تايوان فتعتبر نفسها بلدا مستقلا، لها عملتها المستقلة ونظاميها السياسي والقضائي، إلّا أنّها أبدا لم تعلن استقلالها. وسبق وحذّرت بكين من أنها لا  تستبعد استخدام الخيار العسكري لإعادة تايوان إلى سيادتها إذا ما أعلنت الجزيرة استقلالها.
ونُظمت التظاهرة بدعوة من مجموعة جديدة هي "تحالف فورموزا" المدعوم من الرئيسين السابقين لتايوان، لي تينغ هوي وشين شوي بيان، وطالب المحتجون بإجراء استفتاء عام حول ما إذا ما كانت الجزيرة يجب أن تعلن استقلالها رسميا عن الصين. 
وقال زعيم تحالف فورموزا كو بي هورنغ (63 عاما) للحشود المشاركة "نوّد أنّ نقول للصين بأن تتوقف عن التسلط على تايوان".
وتابع أنّ "الشعب التايواني يريد أن يكون سيد نفسه".
وتحدث النائب والناشط هوانغ كو-شانغ أيضا أمام الحشود داعيا لاقرار دستور جديد للجزيرة.
وقال "على السياسيين في تايوان أنّ يتركوا الشعب التايواني يبني بلدا طبيعيا من خلال إجراء استفتاء".
ومع أن الحزب الديموقراطي التقدمي يميل تقليديا نحو الاستقلال، قالت الرئيسة  تساي اينغ وين إنها تريد الحفاظ على الوضع الراهن مع بكين.
لكن ذلك لم يمنع من تدهور العلاقات بين البلدين منذ توليها السلطة في العام 2016، إذ رفضت الالتزام بتوجهات بكين بأنّ تايوان جزء من "صين واحدة".
وشنّت بكين عدة حملات دبلوماسية لعزل تايوان على المسرح الدولي،  وخاصة استبعادها من المنظمات الدولية وتقليص عدد حلفائها السياسيين.
كما مارست بنجاح ضغوطا على كبرى الشركات العالمية لوضع تايوان كجزء من الصين على مواقعها الالكترونية.
وفي الوقت ذاته، أدى نهج تسامي المتحفظ الى نفور بعض مؤيدي الاستقلال في صفوف حزبها الحزب الديموقراطي التقدمي.
ويستلزم التصويت على الاستقلال تعديلا للقوانين الحالية التي تمنع اجراء استفتاء لتعديل الدستور.
وحضّ تحالف فورموزا الحزب الحاكم، الذي يملك غالبية في البرلمان، على تغيير القوانين للسماح بإجراء الاستفتاء.
لكن محللين استبعدوا أنّ تقوم تساي بهكذا تعديل، باعتباره استفزازا لبكين. 
ومنع الحزب الديموقراطي التقدمي مسؤوليه ومرشحيه من حضور تجمع السبت، لكنه نظّم احتجاجه الخاص ضد "ضم" الصين لتايوان في معقله في مقاطعة كاوشيونغ في جنوب الجزيرة الصغيرة. 
لكن هذا الاحتجاج الثاني لم يدع لتصويت على الاستقلال، كما أكّد الحزب في بيان صدر قبل الاحتجاج أنه لا يوّد "تغيير الوضع الراهن لسيادة تايوان المستقلة".
ويقول مراقبون إنّ تنظيم تجمع منفصل يعتبر حلا وسطا للحزب لإبعاد نفسه عن الناشطين الداعين لاستقلال الجزيرة، ولإرضاء بعض أنصاره المؤيدين للاستقلال.