عريضة "الكلمة الأخيرة" تجمع البريطانيين ضد نهج ماي

عريضة
الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٧ بتوقيت غرينتش

مع قرب موعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي المقرر في مارس/ آذار 2019، تواجه الحكومة البريطانية احتجاجا شعبيا واسعا، عبر عنه عشرات الآلاف من البريطانيين المعارضين لـ«بريكست»، المشاركين في تظاهرة «مسيرة تصويت الشعب»، في وسط لندن، الأسبوع الماضي، في مسعى لإقناع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بتنظيم استفتاء ثان.

العالم – تقارير

وسعى المشاركون في التظاهرة إلى توجيه رسالة، مفادها أن «بريكست الذي وعد به مؤيدوه قبل استفتاء يونيو/ حزيران 2016، بعيد كل البعد عما يتم التفاوض حوله حاليا».

وبلغ عدد التواقيع على عريضة تطالب بتنظيم استفتاء ملزم حول أي اتفاق يتم إبرامه قبل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في مارس/ آذار المقبل، 1،007،429 توقيع.

وتم نشر هذه العريضة على موقع change.org، وقد جمعت في الوقت الحالي تواقيع 1،007،429 شخصا.

ودوّنت العريضة بمبادرة من الصحفي المستقل، كريستيان بروتون الذي كتب تعليقا في مقدمة العريضة يقول فيه: "بغض النظر عن الطريقة التي صوتّ بها في استفتاء Brexit فأنت تستحق أن تتحدث عن الاتفاقات النهائية حول هذه الصفقة".

ويعتقد الخبراء في القانون الدولي، أن هناك عدة أسباب على الأقل لإجراء الاستفتاء، أحدها "النهج الفوضوي" الذي تتبعه رئيسة الوزراء تيريزا ماي والبرلمان حول صفقة الخروج من الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى منافسة شرسة واستقالات.

وتكهنت وسائل الإعلام البريطانية في الآونة الأخيرة ألا تسفر هذه المفاوضات الشاقة عن التوصل لأي اتفاق بسبب المصالح والمطالب المتضاربة للفريقين.

وطرحت الحكومة البريطانية على البرلمان، يوم 26 يناير/كانون الثاني 2016، مشروع قرار حول بدء عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

وشهدت بريطانيا، يوم 23 حزيران/يونيو 2016، استفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوربي. وبحسب البيانات النهائية، صوت أكثرية البريطانيين لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، بنسبة 51.9 بالمئة من المشاركين ضمن عملية التصويت. بعدها قام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتقديم استقالته.

حزب العمال: الباب مفتوح أمام البقاء في الاتحاد الأوروبي

وفي وقت سابق، قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين، إن الحزب يفضل إجراء انتخابات جديدة على استفتاء ثان بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويزيد ذلك الضغوط على رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي تعثرت خطتها للخروج من التكتل.

وقال كوربين لبرنامج "أندرو مار شو" في تلفزيون "بي بي سي"، إنه سيستمع إلى أي نقاش عن تصويت ثان محتمل على عضوية بريطانيا، لكنه يفضل إجراء انتخابات مبكرة إذا فشلت ماي في التوصل إلى اتفاق من الممكن أن يدعمه حزب العمال في البرلمان.

وبدوره، أبقى المتحدث في حزب العمال البريطاني لشؤون بريكست كير ستارمر الباب مفتوحا أمام بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي، مشددا على إنه يجب عدم استبعاد خيار البقاء في حال اجراء استفتاء ثان حول خروج البلاد من التكتل الاوروبي.

وصرح ستارمر في المؤتمر السنوي للحزب اليساري أنه يجب إتاحة خيار إجراء تصويت ثان على العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي، في محاولة منه لرأب الصدع بشأن بريكست داخل الحزب اليساري.

ويعارض العديد من الشباب وسكان المدن والأعضاء الجدد في حزب العمال بشدة الخروج من الاتحاد الاوروبي، ولكن الناخبين الأكبر سنا وأبناء الطبقة العاملة من معاقل الحزب التقليدية يؤدون الخروج.

ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنا فيجب الابقاء على الخيارات الأخرى مفتوحة بما فيها إجراء حملة لاستفتاء ثان.

وفي نفس البرنامج كرر وزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي في الحكومة البريطانية دومينيك راب، ما تعهدت به ماي من التزام هدوء الأعصاب خلال المحادثات والضغط على الاتحاد للوصول معه إلى اقتراح بديل لخطتها المسماة "تشيكرز"، في إشارة إلى مقر إقامتها الريفي الذي توصلت فيه إلى خطة الخروج مع كبار أعضاء حكومتها.

واستبعد راب مجددا إجراء أي انتخابات هذا العام، واصفا الاقتراح بأنه "لا قيمة له".

الجدير بالذكر أن المادة 50 من معاهدة لشبونة في الاتحاد الأوروبي، تنص على أن أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، يحق لها أن تقرر الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ولبدء الإجراءات المتعلقة بهذا القرار، يجب على الدولة أن تخطر بروكسل رسميا بمثل هذه النية، يلي ذلك عملية محادثات تتعلق بكيفية الانسحاب، والتي يجب أن تكون مستندة على أسس العلاقة المستقبلية لاحقا بين الدولة التي أعلنت انسحابها والاتحاد الأوروبي. ويتم وقف العمل بكافة المعاهدات مع الاتحاد الأوروبي (والدولة العضو التي أعلنت انسحابها) ، بعد مرور عامين على دخول الإعلان بالانسحاب حيز التنفيذ.