ضيف وحوار : زيارة إيران .. رحلة بألف رحلة 

الثلاثاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٢ بتوقيت غرينتش

ضيف هذه الحلقة من برنامج "ضيف وحوار" ، الكاتبة والاعلامية التونسية والشاعرة منى بعزاوي، نتحدث اليها حول إصدارها الجديد بعنوان" رحلة بألف رحلة "، تلخص وتوثق فيه، لزيارتها لإيران .

وحول اختيار الكاتبة مرحلة "التصوف والعرفان" مجالا للبحث في سنة الدكتوراه  وربطت دراستها بالحضارة الايرانية، وحول العلاقة فيما بينهما، أوضحت الكاتبة والاعلامية التونسية والشاعرة منى بعزاوي انها سجلت رسالة الدكتوراه  منذ عام 2015 م في مجال التصوف والعرفان الاسلامي بجامعة قرطاج، وهذا البحث هو بحث شاسع ومتشعب نوعا ما ، يعرف باهمية التصوف العرفاني في مناهج واليات قد تكةون استشراقية وتوجهت الى القسم الثقافي الايراني في تونس بسبب التعرف على بعض المصادر والمراجع المختصة في مجال التصوف والعرفان .
وهناك تعرّفت الكاتبة بعزاوي على قسم مخصص بمكتبة في القسم الثقافي الايراني بتونس حول التصوف العرفان الاسلامي وانبهرت انبهارا شديدا بمدى شساعة هذا المجال خاصة لدى الفرس منذ قرونا عدة ، على غرار كتابات جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي ، وكتابات ابن سينا وكتابات الامام الخميني ( قدس سره الشريف ) في التصوف والعرفان بمنهجيه النظري والتطبيقي باللغة العربية والفارسية وكان من ابرز هذه المجالات ان تخوض في ما تم تأليفه في هذا المجال باللغة العربية ولكن للاسف الشديد كانت المسالة تتطلب التطرق ودراسة اللغة الفارسية لتفهم مسألة ان الدلالات الصوفية والعرفانية التي لها علاقة بما هو استشراقي وما هو روحي ومعنوي ووجداني .  
 وبينت بعزاوي الى انه تم التسجيل في السنة الاولى باللغة الفارسية وبدأت دراسة تلك اللغة من أجل التعرف ودراسة وتقييم هذه العلاقة مابين التصوف باللغة العربية والتصوف العرفاني الاسلامي باللغة الفارسية ، وتم اختيار تناول في الطرح جمال الدين الرومي وفي كثير من المجالات والمشاركة في ندوة دولية كانت بعنوان " الفضاء والهوية وتم اخيار الهوية الروحية من منطلق كتابات جمال الدين الرومي ومن منطلق كتابه " المثنوي " وفي علاقته مع الآخر وعلاقة التصوف والعرفان بالمحيط والعالم وباالله عز وجل .
  واكدت بعزاوي ان فرصة زيارتها للجمهورية الاسلامية الايرانية كانت بفرصة للتعرف على خصوصيات ومميزات ومقومات الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وتلك الفرصة ايضا للتعرف على الشعب الايراني، وعلى الحضارة الايرانية الممتدة عبر العصور والتعرف على مجالات ومراكز البحوث والدراسات الاكاديمية وقد زارت العديد المركز العلمية التي تعنى وتفتح المجال للبحث الاكاديمي في العديد من الاختصاصات من اجل اكتناز العديد من المواضيع التي تساعد على بلورة رسالة الدكتوراه او الماجستير .
وأشارت بعزاوي الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي غنية عن التعريف في انها متميزة ومتطورة الى ابعد الحدود وتمتلك مقومات كبيرة في العديد من المجالات وتمتلك اليات ومناهج علمية متنوعة ومتطورة في البحث العلمي ،على غرار جامعة العلامة الطباطبائي وعلى غرار المؤسسة الدولية "بنياد سعدي" التي تدرس اللغة الفارسية للاجانب، وتحظى بقيمة بارزة في ايران وفتحت المجال للعديد من الطلاب والباحثين في العالم من اجل تعلم هذه اللغة ومن اجل الدخول الى عالم البحوث المتطورة . 
وأوضحت بعزاوي الى ان "رحلة بألف رحلة" هي مجموعة من الرحلات كشفت من خلالها تجليات الثقافة والحضارة بالجمهوريّة الإسلامية الإيرانيّة من خلال تعدد زياراتها ومشاركاتها العلميّة والأدبيّة في أغلب التظاهرات والمؤتمرات الدوليّة.
واضافت الى انه يعتبر هذا العمل الأدبي المولود الخامس في سماء الأدب والكتابة.، حيث سافرت بالقارئ إلى فضاءات ومدن إيران المتنوعة وسجّلت رؤاها وأفكارها بكل وعي وثبات مستعينة بالحجة العينيّة الكامنة وراء ما هو مرئي. حيث بلّغت بكل عمق واهتمام كل ما تعايشت معه عن طريق الرؤية والمعاينة والتحقيق وقد صاغت أسلوبها الكتابي داخل تشكّل أدب الرحلة باعتماد أساليب الكتابة على غرار السرد والوصف والحوار، فضلا عن التدوين النثري العميق الذي يغوص في مدارات الفكر والشعور ولعّلها قد تميزت عن السابقين في تناول وطرح الاشكاليات المهمّة التي لطالما سُجّلت في ذاكرة الشعوب المسلمة ونادت في رسالتها الأدبيّة إلى أهميّة التعايش السلمي وإعادة نشر الوحدة الإسلاميّة بين العرب وإيران.
واوضحت بعزاوي الى ان قضايا كثيرة ترّحلت بين الأسطر ، حيث أنتجت من خلالها نتاجا فكريا وأدبيا واعيا وملمّا بكل قضايا المجتمعات الإسلاميّة، فقد استخدمت اللّغة استخداما فنيا خاصّا، كاشفا عن تجربة إنسانيّة فريدة من نوعها رغم محدوديّة الزمن ومحدوديّة السفر. لذلك أسهمت في بلورة رؤيّة ذاتيّة واجتماعيّة للحكمة الواعية التي تجمع بين معاني اللّغة والأدب والأديب والوجود. إذ كانت مسافرة بعدسات اليقين والحكمة والوعي بين المجتمع والحياة والآفاق الاستشرافيّة.
من هنا أسست منابع الجمال التعبيري المتماهي مع جمال إيران، فأسهمت في تكوين ثنائية التأثر والتأثير عبر مناهج المعرفة وآليات التعرّف على الحقيقة من خلال سرد تجربتها الذاتيّة التي جعلتها الأديبة تجربة ذات منفتحة على كل الذوات. فكانت نافذة مشرقة على معارف الأدب وتجليات الحقائق التي كُشفت عن طريق منظار المسافر المشاهد الذي يعيش داخل واقعه لا واقع غيره. إنّها تجربة ترّحل بين الأزمنة والأمكنة وبين الهويّة والحقيقة فضلا عن الاستفادة والمنفعة.
وفي هذا الإطار عبّرت بعزاوي عن مدى وعي الشعب الإيرانيّ بالمسؤولية الوطنيّة تجاه أرضه في ظل امتداد مستلزمات الحصار لسنوات طويلة، فنجحوا بذلك في تحدي الصعوبات وتطوير بلادهم والارتقاء بها دوليا وعالميا، كما أسهموا في بلورة ثقافة التعايش السلمي بين الشعوب والديانات المتعددة وحافظوا على الكيان الإنسانيّ والاجتماعيّ من خلال احترام الآخر والتعايش معه في كنف السلم والسلام.
وافادت الكاتبة بعزاوي الى ان مظاهر التطور والتقدم بارزة داخل إيران حيث يحظى الفرد بمكانة بارزة داخل مجتمعه كما تحظى المرأة الإيرانيّة بالمكانة الأبرز على عكس ما يروج ويقال في الإعلام،  فالصورة التي تلمحها العين هي أنموذج الحقيقة المثلى ولا يمكن البتة تكوين المعرفة والحقيقة بثقافة السماع لأن المسافة بين المشاهدة بالعين والمشاهدة بالأذن بعيدة المدى. لذلك كان هذا الكتاب تصحيح لمسار الحقيقة الملموسة وإضفاء للمسؤولية الأدبية تجاه بلد وشعب عرف بالاحترام والتفرّد في الإبداع والإنجازات العظمى رغم التحديات الكبرى. 
واشارت بعزاوي الى ان الشعب الإيراني قد صنع  قوة فاعلة في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع،هذه القوة هي نتاج الوعي التام بالمسؤولية الذاتية لذلك دونت الكاتبة هذه التجربة لتكون أنموذجا حقيقيا نحو تكوين معارف ثابتة حول الإيرانيين والتعرّف عن مظاهر تقدمهم وتطورهم بالقول والصورة.
 وقد خصصت الأديبة قسما للصور والمشاهد المرئية من أجل تنوير الرأي العام وبناء ثقافة حقيقية حول بعض المناطق التي تمت زيارتها على غرار العاصمة طهران وأصفهان ومشهد المقدسة وقزوين ولعلّها تجربة معرفية تساهم إلى حدّ ما في مزيد الانفتاح على الشعب الإيرانيّ ثقافيا وعلميا، فضلا عن تعميق التواصل الاجتماعيّ والحضاريّ بمختلف التجليات.

  التفاصيل في الفيديو المرفق...

 ضيف البرنامج :
  الكاتبة والاعلامية التونسية والشاعرة : منى بعزاوي