الذكرى 101 على وعد بلفور.. الفلسطينيون يوكدون مواصلة نضالهم

الذكرى 101 على وعد بلفور.. الفلسطينيون يوكدون مواصلة نضالهم
السبت ٠٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

أحيا الفلسطينيون ذكرى مرور 101 عام على "وعد بلفور" المشئوم، التي صادفت الجمعة ، بمظاهرات ووقفات احتجاجية في فلسطين وخارجها موكدين على مواصلة نضالهم ضد الاحتلال وتحقيق اهدافهم الوطنية بما فيها العودة الى ارضهم المغتصبة.

العالم - فلسطين المحتلة

وتعتبر الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطانية عام 1917 إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين، وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة كيان لليهود في فلسطين.

وفي العام 1920 عين السياسي البريطاني هيربرت صموئيل وهو من مؤسسي الحركة الصهيونية أول مفوض سام بريطاني على فلسطين وكان أول قرار اتخذه هو الاعتراف باللغة العبرية لغة رسمية في فلسطين.

بعد ذلك بعامين وضعت عصبة الأمم فلسطين تحت الانتداب البريطاني وذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى.

وفي عام 1926 أعطى المفوض السامي البريطاني اليهود حق استخدام مياه نهري الأردن واليرموك لإنشاء محطة كهرباء وحرم المزارعين الفلسطينيين من استخدام المياه لري أراضيهم وهو ما اعتبر تسهيلا لوضع أسس إنشاء كيان إسرائيلي.

خرجت مظاهرات فلسطينية حاشدة عام 1936 رفضا لتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، لكن سلطات الانتداب البريطاني قابلتها برد عنيف، وقمعتها وأعدمت ونفت معظم قادتها.

وفي عام 1947 قالت بريطانيا إنها توافق على ما تقرره الأمم المتحدة بشأن قيام كيان لليهود في فلسطين وصوتت لصالح التقسيم، عقب ذلك بدأت العصابات الصهيونية حملات تطهير عرقي في فلسطين بطرد آلاف الفلسطينيين من قراهم وبيوتهم في ظل الوجود البريطاني.

وارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة دير ياسين عام 1948 في ظل وجود الانتداب البريطاني، وفي العام نفسه اغتالت العصابات الصهيونية مبعوث الأمم المتحدة إلى المنطقة الكونت برنادوت أثناء زيارته القدس.

كما استكملت العصابات الصهيونية في العام نفسه عملية طرد الفلسطينيين في ظل الوجود البريطاني، مما أدى إلى صدور القرار 194 الذي دعا إلى عودة اللاجئين إلى أراضيهم وهو أمر لم يتحقق حتى اليوم.

لا يوجد فلسطيني خارج إطار الضرر الذي أحدثه وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا، يستوي في هذا الضرر من عاش النكبة عيانا، ومن عاش تداعياتها من الأجيال التالية، إلى يومنا هذا.

في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي إجماع على إدانة الحكومات البريطانية المتتالية بسبب هذا الوعد المشئوم الذي مهد في ذلك الوقت عام ١٩١٧ م إلى النكبة الفلسطينية، وتهجير العدو الصهيوني لسكانها الفلسطينيين.

ومن المعلوم أن الحكومات البريطانية المتعاقبة تنحاز إنحياز شبه كامل إلى العدو الصهيوني في مجلس الأمن وخارج مجلس الأمن، وما زالت بريطانية ترى أنه يمكن إجراء احتفالية يحضرها نيتنياهو في المناسبة المائوية لهذا الوعد، الذي أعطى من لا يملك ما لا يستحق.

بريطانيا كشعب أكثر تنويرا من حكومته، فقد استجاب ما يزيد عن 11 ألف بريطاني على طلب الاعتذار عن وعد بلفور، وهو ما يلزم الحكومة البريطانية بالرد .

ويستحوذ كيان الاحتلال -بعد مئة عام من صدور وعد بلفور- على أكثر من ثلثي أراضي فلسطين التاريخية، إلى جانب توسعها الاستيطاني المستمر في أراضي الضفة الغربية والقدس، ويمتد تأثير الاحتلال وذراعه العسكرية المزودة بأسلحة نووية إلى الدول المحيطة بها، بفضل تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة الأميركية التي ورثت الإمبراطورية البريطانية في الشرق الأوسط.

وفي ذكرى وعد بلفور أكدت جامعة الدول العربية، أن هذه الذكرى ستبقى جرحاً غائراً بالذاكرة والوعي والضمير الإنساني كعنوان لمظلمة القرن، تتجدد بذكراها مشاعر الألم وتنبعث إرادة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل، واليقين بحتمية رفع الظلم عنه وإنهاء مُعاناته واستعادته لكافة حقوقه المشروعة الثابتة في أرضه ووطنه بتقرير مصيره وإقامة دولته المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة.

وقالت الجامعة العربية في بيان صادر عن قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة، "بهذه المناسبة التي توافق ذكرى المظلمة التاريخية التي تعرضّ لها الشعب الفلسطيني ومازال يتعرض لها منذ 101 عاماً عندما أصدر وزير خارجية بريطانيا "آرثر بلفور" في الثاني من نوفمبر عام 1917 وعده المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية وهو الوعد الباطل الذي أصدره من لا يملك لمن لا يستحق، والذي تسبب بنكبة الشعب الفلسطيني وتعرّضه لجريمة تطهير عرقي بتشريده من وطنه وتجريده من ممتلكاته وتدمير قراه ومُدنه واستمرار حرمانه من كافة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف التي كفلتها له كافة الأعراف والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والاستقلال الوطني وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة.

وأكد البيان، أن استمرار الاحتلال الاسرائيلي في انتهاكاته وممارساته وسياساته العنصرية وإرهاب الدولة المُنظم الذي تقوم به اسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) بحق أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وهدم بيوت ومُصادرة الأراضي والاستيطان وغيرها من الانتهاكات التي تستوجب المُحاسبة والمُعاقبة، بل ومُحاولة إضفاء صفة قانونية ومحاولة شرعنة هذه الجرائم عبر سلسلة من القوانين العنصرية مثل ما يُسمى بـ"قانون القومية" الذي يُكرّس لدولة "الأبارتهايد"، هي كلها نِتاج لإصدار بريطانيا هذا الوعد المشؤوم وهو الخطأ التاريخي والمسؤولية التي تقع على المملكة المُتحدة والتي تستوجب تصحيحها عبر الاعتراف بدولة فلسطين.. وعاصمتها القدس المحتلة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وقال البيان: "إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تُجدد في هذه الذكرى المشؤومة مُطالبتها بتصحيح هذا الخطأ التاريخي، وتؤكد أن ذكرى وعد بلفور ستبقى جرحاً غائراً بالذاكرة والوعي والضمير الإنساني كعنوان لمظلمة القرن

هذا وأكدت حركة حماس في ذكرى وعد بلفور الوجود الباطل للاحتلال الصهيوني، وأنه لا يمكن الاعتراف به، متمسكة بحق مقاومته، ودعت إلى تقديم كل أشكال الدعم لمسيرة العودة رمز الوحدة الوطنية الحقيقية في مواجهة مخططات الاحتلال.

وقالت في بيانٍ لها،: إن الذكرى المئوية لوعد بلفور تأتي في وقت تتزايد فيه الإجراءات والمخططات الأمريكية والإسرائيلية لطمس معالم القضية الفلسطينية والتنكر الكامل للحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني.

وأضافت: إن هذه الذكرى المؤلمة تدفعنا لأن نؤكد مرارا وتكرارا على الوجود الباطل وغير الشرعي لهذا الاحتلال، وعلى حقنا في مقاومته بكل السبل مهما كانت التضحيات، كما تؤكد الضرورة اللازمة لتجسيد الوحدة الوطنية وتحشيد كل أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات تحت مظلة المشروع التحرري الذي يتطلب تجنيد كل عوامل القوة والصمود لإنجاحه.

وشددت "حماس" على أن بريطانيا ملزمة أن تعتذر للشعب الفلسطيني، وأن تكفر عن هذه الخطيئة التاريخية التي لا تزال في عنقها إلى يومنا هذا مهما حاولت أن تتنصل من مسؤوليته أو تبريره.

ونبهت إلى أن شعبنا الفلسطيني أكد على مر التاريخ، ورغم الكثير من المحطات الدموية والمؤلمة والكثير من القرارات الباطلة والمؤامرات الدولية، تمسكه بوطنه فلسطين وأنها لا تزال تسكن قلبه وروحه، وأن لديه الاستعداد للتضحية من أجل حريته واستقلاله، وأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن يتخلى عن ذرة تراب منها.

وحيّت ابناء الشعب الفلسطيني المرابطين في القدس وغزة والضفة وال48 والشتات والمنافي على صمودهم وثباتهم وتصديهم لكل المؤامرات والمخططات التي تهدف لتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، مبدوءة بوعد بلفور المشؤوم وصولاً لصفقة القرن المرفوضة.

وقالت حماس: إن بريطانيا ارتكبت مجزرة تاريخية بحق شعب له وجود وثقافة وتاريخ؛ وهي ملزمة اليوم بالتكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها، والاعتذار العملي للشعب الفلسطيني بعودة اللاجئين الذين هُجروا من أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال.

وشددت على أن وجود الاحتلال باطل شرعا، ولا يمكن الاعتراف به أو شرعنته تحت أي مبرر من المبررات أو تحت أي ظرف من الظروف.

وأكدت "حق الشعب الفلسطيني الثابت وغير القابل للمساومة في مقاومة الاحتلال حتى تحقيق أهدافنا بالحرية والخلاص من الاحتلال".

وجددت رفضها القاطع بل وتصديها لكل محاولات التطبيع مع الاحتلال بكل أشكاله وعلى كل مستوياته، وعدتها (محاولات التطبيع) "جريمة كبرى وطعنة في ظهر الصمود الفلسطيني".

وأكدت سعيها الدؤوب لتحقيق الوحدة الوطنية ضرورة استراتيجية تستلزم العمل لأجلها من كل مكونات الشعب الفلسطيني، وإعادة توحيد النظام السياسي وفق الاتفاقات الموقعة على أسس الشراكة الوطنية.

وأكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مصعب البريم، أن مشروع المقاومة وحده يحفظ القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا ويكسر المؤامرات كافة التي تحاك ضد قضيتنا الوطنية.

وقال البريم: "إن شعبنا يواصل مسيرته النضالية وخطواته الكفاحية على طريق التحرير واستعادة الحقوق رغم المؤامرات كافة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور الذي مضى عليه 101 عاماً وحتى ما يعرف الآن بصفقة القرن".

وشدد أن تسمك شعبنا بخيار المقاومة والمسيرات الشعبية السلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة يؤكد بأن شعبنا متمسك بمشروع المقاومة حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية واستعادة الحقوق.

وأشار إلى ان الحراك الشعبي اليوم الجمعة وتصدي المقاومة لكافة المؤامرات سيمنح الأجيال القادمة فرصة ثمينة لمحاكمة كل من يتآمر على القضية الفلسطينية.

ولفت البريم، أن "المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها الجهاد الإسلامي قادرة بالحفاظ على حقوق شعبنا وثوابته وحمياته ولجم الاحتلال الإسرائيلي وعدم السماح له بفرض معادلات جديدة".

وفي هذا السياق، شارك الآلاف من الفلسطينيين في فعاليات جمعة "شعبنا سيسقط الوعد المشئوم" في كافة مخيمات العودةـ تأكيداً على استمرار المسيرات حتى تحقيق مطالب المسيرة كافة خاصة انهاء الحصار الإسرائيلي بشكل كامل عن قطاع غزة.

کما اقيم في العاصمة اللبنانية بيروت اعتصام امام السفارة الريطانية بمناسبة الذكرى الاولى بعد المئة لوعد بلفور.

وشارك في الاعتصام ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية. وندد المشاركون بالوعد المشؤوم واكدوا على حق العودة ومقاومة الاحتلال ورفض التطبيع.

وتحت عنوان "لا لوعد بلفور المشؤوم. نعم لحق العودة" اقامت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اعتصاما جماهيريا امام السفارة البريطانية في بيروت بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية، وحشد كبير من اللاجئين في المخيمات الشتات.

المشاركون في الاعتصام اكدوا حق العودة، ورفضهم لكل سياسات التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، وحق المقاومة بتحرير الارض.

الذكرى الاولى بعد المئة لوعد بلفور لم توقف نبض الشارع الفلسطيني بكل مئاته عن المطالبة باقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

ويبقى حق العودة محفوراً في ضمير الشعب الفلسطيني ووجدان كل احرار العالم رغم وعد بلفور المشؤوم الذي كرس احتلالاً الا انه لم ينهي ولم يوقف مقاومة مستمرة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيي.

كلمات دليلية :