غليان تحت السطح في الضفة وملامح انتفاضة جديدة

غليان تحت السطح في الضفة وملامح انتفاضة جديدة
الخميس ٠٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٢٠ بتوقيت غرينتش

بغية رصد سياسات التمييز والعنصرية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة على مستوياتها ‏الشعبية والاجتماعية والسياسية وبتجلياتها المختلفة، على أوسع نطاق ممكن، يأتي مشروع قانون يسمح للاحتلال بوقف تمويل مؤسسات ثقافية في الضفة الغربية التي تعتبرها غير موالية بما فيه الكفاية للكيان الصهيوني، والمعروف باسم "قانون الولاء في الثقافة".

العالم _ فلسطين

وجاء مشروع القانون في وقت يطرح صعوبات حقيقية ‏للمؤسسات الفلسطينية للدراسات الاجتماعية التطبيقية والتي كانت تتابع الرصد السياسي بتقارير تكشف ‏العنصرية المباشرة تجاه الفلسطينيين في  الاراضي المحتلة الفلسطينية ومنها ما ‏يسن من قوانين في الكنيست "الإسرائيلي"، وتصريحات لقيادات سياسية وإعلامية ودينية صهيونية؛ ما ‏يتعلق بالعنصرية اليومية الممارسة من قبل المجتمع الصهيوني  تجاه الفلسطينيين. وينص "قانون الولاء في الثقافة"، الذي اقترحته وزيرة الثقافة والرياضة الصهيونية ميري ريغف في الحزب الليكود حصلت على دعم وزير المال موشيه كحلون رئيس حزب "كلنا"، على حرمان مؤسسات ومجموعات من الحصول على الخدمات الحكومية بحجة أنها تعمل ضد مبادئ الدولة الاحتلال .

انتفاضة شعبية عارمة 

الواقع الميداني في الضفة الغربية، والظروف التي تخلق ديناميكية مقلقة للغاية للكيان المحتل، تعكس تحذيرا مع تقديرات المستوى السياسي ممثلاً برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أعلن تأييده الكامل لعرض تجليات التمييز العنصري تجاه الفلسطينيين،بما في ذلك تعليق الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، ووقف تحويل الأموال التي كانت مخصصة لدعم المشافي الفلسطينية، وإغلاق مؤسسات ثقافية للفلسطينيين .
الإجراءات "الاسرائيلة" الأخيرة، تثير مخاوف انفجار الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في حال أغلقت بالفعل مؤسسات الثقافية العاملة في الضفة، مما سيزيد من سوء الأوضاع فيها وحالة الاحتقان، وتأجيج الغضب الفلسطيني، بعد أن تمكّن الاحتلال، على حالة من الأمن للمستوطنين .
وفيما يستغلّ نتنياهو هذه الخطوات لدعم مواقفه السياسية في الجدل "الإسرائيلي" الداخلي وتحسين فرص إعادة انتخابه، فإنّ الاحتلال يحاول تجنّب انفجار الأوضاع والتصعيد العسكري في الضفة.
وبفعل انهيار الأوضاع الإنسانية في مستوياتها ‏الشعبية والاجتماعية والسياسية شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة التصعيد الميداني والشعبي ضد الاحتلال.
 وبفضل ذلك شهدت الضفة الغربية المحتلة حالة من الانتفاضة للعمليات الفردية خلال العام الجاري، من ما تسببت حالة من الهلع بتحوّل العمليات الفردية إلى انتفاضة شعبية عارمة .
وجاءت محاولة امرأة فلسطينية من سكان مدينة يطا قضاء الخليل بطعن أحد أفراد الجيش "الإسرائيلي" بسكين في محطة للوقود في مستوطنة كفار أدوميم شرقي القدس الشرقية. عقب محاولة أُخرى لارتكاب عملية طعن قام بها شاب فلسطيني في منطقة مستوطنة كريات أربع بالقرب من الخليل، حيث أصيب الشاب بجروح متوسطة بعد إطلاق قوات الجيش الاحتلال النار صوبه.
وتم مساء أمس إطلاق نار تجاه  حافلة "إسرائيلية" بالقرب من مستوطنة "بيت ايل" (المقامة عنوة على الأرض الفلسطينية في رام الله)، ما ادى الى إصابة مستوطنَين.
 ولا تزال قوات الاحتلال تقوم بأعمال البحث عن الشاب أشرف نعالوة مرتكب العملية المسلحة الاستشهادية في المنطقة الصناعية بركان في السامرة الشهر الفائت.
من ناحية أُخرى قال رئيس جهاز الأمن "الإسرائيلي" العام "الشاباك" نداف أرغمان إن الواقع في الضفة الغربية مُضلّل للغاية، وأكد أن هناك غلياناً تحت السطح. وجاءت أقوال أرغمان هذه خلال مشاركته في الاجتماع الذي عقدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست.
 وكشف فيها أيضاً أن  السنة الفائتة شهدت زيادة في هذه الهجمات، وأكد أن هذا يمكنه أن يشير إلى تحوّل العمليات الفردية إلى انتفاضة شعبية عارمة .
وشهد العام الجاري 2018م ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات المقاومة بالضفة الغربية؛ إذ باتت المقاومة فيها تستنزف الاحتلال باستمرار، حيث لا يخلو يوم دون أن يكون هناك مواجهات في أغلب المناطق، فضلاً عن العمليات النوعية بين الفينة والأخرى، والتي أدت خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام إلى مقتل 11 مستوطنا،  وأصابة أكثر من 159 آخرين
وبحسب رصد مركز القدس لدراسات الشأن "الإسرائيلي" والفلسطيني؛ فقد شهد العام الحالي أكثر من (4367) عملاً مقاوماً.

بقلم : حسين حائري نجاد