ان لم توقفوه... فنهر الدم لن يجف!

ان لم توقفوه... فنهر الدم لن يجف!
السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٠٦ بتوقيت غرينتش

اکثر من شهر يمر على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول وبعد الانكار الكبير من قبل النظام السعودي وعلى لسان ولي العهد محمد بن سلمان مع صحيفة بلومبيرغ، اجبر النظام في ظل الضغط العالمي على الاعتراف ان بقتل خاشقجي على يد فريق اغتيال سعودي. لكن ماذا جرى بعد ذلك؟ هل تغير السلوك السعودي المتعجرف امام معارضيه ومنتقديه؟.

العالم- السعودية 

الاجابة ان النظام يركن الى اطالة الامر حتى ينسى العالم ما جرى ويلتهي بقضايا اخرى ولكن ما هو اخطر من ذلك ان توقف الامر عند هذا الحد سيدفع النظام السعودي الى التمادي في جرائمه وهذا بالفعل مايحدث الان فطالما آل سعود لم يعاقبوا على جريمتهم فالمجال مفتوح امامهم وخاصة انهم يظنون انه بالمال يمكن شراء كل شيئ.

الحسن الوحيد في حادثة اغتيال خاشقجي هو فضح ممارسات النظام السعودي في الخطف والقتل والاخفاء القسري لمعارضيه وتبين ان مثل تلك التصرفات هو امر معتاد لدى آل سعود وفي احدث دليل على ذلك خرج إعلامي سعودي وأمير من الأسرة الحاكمة يهددان المعارض السعودي والأكاديمي الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد.

حيث دون الإعلامي السعودي منصور الخميس المقرب من الديوان الملكي في تهديده المبطن بالقتل تزامنا مع قضية خاشقجي، دون في تغريدة له  موجها حديثه لـ"ابن راشد": "لو وضعنا سلطان العامر واحمد بن راشد في خلاط فعلى ماذا سنحصل؟". وتابع تهديداته للأكاديمي السعودي المعارض في تغريدة أخرى قال فيها: "بما أن المفك مسوي لي حظر من زمان ويتابعني بحساباته الثانية أسألوه أي حجم خلاط يحب؟"

 

التهديد الذي أيده الأمير السعودي خالد بن عبدالله آل سعود، ورد على تغريدة الخميس ساخرا بقوله: "يذوب الخلاط ولن نحصل على شيء".



من جانبه رد أحمد بن راشد على هذه التهديدات بقوله:" مزيد من التهديدات بقتلي تصدر عن شبّيح سعودي، وأمير سبق له تهديدي بالقتل. رسالة إلى المنظمات الحقوقية وإلى أحرار العالم."  

وتابع: "الشبيح السعودي منصور الخميس الذي هدّدني ضمناً بالقتل باستخدام خلّاط فواكه، وأقرّه الأمير خالد بن عبدالله على ذلك، يريد أن يسألني عن نوع الخلاط! رسالة إلى جماعات حقوق الإنسان، وإلى تويتر وإلى العالم المتحضّر، وإلى كل من يدافع عن الكرامة الإنسانية بعيداً عن الإرهاب وشريعة الغاب."

ومن المعروف ان احمد بن راشد هو كاتب وأكاديمي سعودي، عمل أستاذاً في جامعة الملك سعود، قبل أن ينتقل إلى تركيا مقر إقامته الآن، وله آلاف المتابعين على موقع "تويتر"، وعُرف عنه نقده اللاذع لسياسات النظام السعودي وخاصة بعد تصدر "ابن سلمان" للمشهد، وإجرائه صفقات عديدة مشبوهة وتعاونه مع محمد بن زايد على حساب مصلحة وأمن المنطقة لضمان الاستيلاء على عرش المملكة.

وفي نفس السياق فجرت مصادر اعلامية على السلوك المتدني للنظام السعودي مع معارضيه حيث كشفت مصادر سعودية مقربة من الفنان والمخرج الكوميدي السعودي فهد البتيري زوج الناشطة الحقوقية لجين الهذلول، المعتقلة في سجون السعودية، تفاصيل جديدة عن واقعة إجباره على طلاق زوجته، مؤكدة بأن المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني كان وراء هذا الأمر. 

وقال أحد أصدقاء "البتيري" الذي رفض الكشف عن اسمه خوفا على سلامته إن "الواقعة صحيحة، وتمت قبل شهور. استدعي البتيري إلى الرياض، وقيل له نصا: يجب أن تطلقها لأنها ستضرك وتضر عائلتك، ولا فائدة لك منها وهي في السجن". 

وأضاف المصدر الذي سبق له العمل مع "البتيري": "رفض فهد فكرة الطلاق في البداية، فقاموا بتهديده بالسجن، وبتدمير حياته، ولمّحوا إلى اتهامه بمشاركتها في الجاسوسية التي اتهمت بها، فوافق مكرهاً على الطلاق".

وأكد مصدران آخران بشكل قاطع صحة واقعة الطلاق وإجبار السلطات لـ"البتيري” عليه، وقال أحدهما لصحيفة "العربي الجديد” اللندنية، إن المستشار السابق في الديوان الملكي، سعود القحطاني، كان المسؤول عن إجبار فهد البتيري على تطليق لجين الهذلول"، وإنه كان مسؤولا عن كثير من العمليات المشابهة قبل إيقافه عن العمل بالديوان عقب شبهات تورطه في اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل سفارة المملكة في إسطنبول.

وكان حساب "معتقلي الرأي" المتخصص في نقل أخبار المعتقلين السعوديين قد أكد بأن السلطات السعودية اختطفت الفنان الكوميدي فهد البتيري زوج الناشطة الحقوقية المعتقلة لجين الهذلول من الأردن وأجبرته على تطليقها.

وقال "معتقلي الرأي" في تدوينة عبر موقع "تويتر" رصدتها "وطن": "تأكد لنا أن السلطات أرغمت #فهد_البتيري (الكوميدي المعروف) على الطلاق من زوجته الناشطة #لجين_الهذلول المعتقلة منذ منتصف مايو الماضي". 

ونسبت الصفحة، إلى صحيفة “الواشنطن بوست”، قولها إن “البتيري” تم اختطافه في الأردن وإعادته إلى المملكة.

ما تناولته الاخبار عن المعارض السعودي أحمد بن راشد بن سعيد ولجين ذهلول قطرة من بحر القمع السعودي الذي يستخدم الضغط على العائلات لترويع المعتقلين وإجبارهم على الاعتراف بتهم ملفقة، أو إجبار من تمكنوا من مغادرة البلاد على العودة، حيث أجبرت زوجة جمال خاشقجي الأولى على طلب الطلاق منه بعد خروجه من البلاد، كما تم منع عائلته من السفر قبل مقتله، واعتقل أشقاء وأصدقاء الناشط المعارض عمر بن عبد العزيز في محاولة لإجباره على العودة من كندا مقابل الإفراج عنهم.
ويؤكد كل من معارضي النظام السعودي انه اذا ما افلت بن سلمان بفعلته فسيكون القادم اعظم.