مع الحدث - الحرب المستعرة على الحديدة والتضليل الاميركي - الجزء الثاني

الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٢٦ بتوقيت غرينتش

كيف يقرأ استعار الحرب على مدينة الحديدة رغم الدعوة الاميركية الى وقفها في شهر؟ هل اعطاء مهمة الـ30 يوماً هي فرصة جديدة لسيطرة قوات التحالف؟ ماذا عن ترحيب صنعاء بموقف روسيا المشكك في صدقية التصريحات الاميركية؟ ما تفسير واشنطن تزويد طيران التحالف بالوقود بالتفاهم مع الرياض؟

واعتبر الباحث في الشؤون الاقليمية والدولية نسيب حطيط، ان الحرب على اليمن هي حرب اميركية تتم بأييد سعودية واماراتية مع بعض المرتزقة.

وقال حطيط في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": اذا اردنا احتساب الاعلان الاميركي بوقف الحرب خلال شهر، يكون بقي 20 يوماً منذ تصريح بومبيو المفخخ الذي قال بضرورة وقف الحرب لكن على اساس عزل حركة انصار الله في الشمال، ومحاولة تقسيم اليمن وسحب الاسلحة.

واوضح حطيط، ان سبب استعار الحرب على مدينة الحديدة رغم الاعلان عن وقف اطلاق النار خلال 30 يوماً، بحسب تقديرات الخبراء الاميركيين وفي ظل التحشيد العسكري الواسع باتجاه الحديدة فانه سيسقط المدينة وبالتالي تعزيز اوراق التفاوض لفريق التحالف.

واكد الباحث في الشؤون الاقليمية والدولية، ان مدينة الحديدة ومينائها تعتبر النافذة الوحيدة لاختراق طوق العاصمة صنعاء من قبل انصار الله والمقاومين اليمنيين، ولذلك يسعون الى سقوطها.

ولفت حطيط الى انه حتى اللحظة، فان الامور خلال الايام الماضية من معركة الحديدة لم تجر كما يشتهي، واضاف، انه من المحتمل ان يمدد الاميركان مهلة الشهر اذا احسوا انهم لم يتم تحصيل شيء ميداني.

من جانبه، رأى عضو في حزب المحافظين البريطاني وفيق مصطفى، ان موقف الولايات المتحدة الاميركية وحكومة ترامب خلال 24 ساعة الماضية الحرب في اليمن في منتهى الاهمية، خاصة انه يعكس الوضع  الجديد في الكونغرس الاميركي.

وقال مصطفى: ان الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس في الاميركي باتوا يضغطون على البنتاغون "وزارة الدفاع" لتغير سياسته ازاء الحرب على اليمن، وتشمل عملية تمويل الطائرات الحربية السعودية والاماراتية بالوقود، وكذلك المطالبة بتوضيح معلومات مخابراتية حساسة عن الوضع في اليمن.

واوضح مصطفى، ان الوضع اليمني معقد، لوجود اطراف مختلفة كثيرة كما هو الحال في سوريا.

وبين العضو في حزب المحافظين البريطاني قائلا: ان الرأي العام الاوروبي والاميركي والبريطاني والاعلامي لاول مرة منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بدأ يركز على اليمن، بعد ان كانت قضية اليمن منسبة تشغل فقط عنواناً صغيرا جداً في الصفحات السابعة من الجرائد، ولا يهتم بها الاعلام.

وقال مصطفى: انه تابع شخصياً موضوع اليمن من خلال لقاءات مع سياسيين، بان ازمة اليمن باتت تحوز محل اهتمام، ولا يوحد احد من يقدم المساعدة للشعب اليمني وعلينا ان نساند اي حركة للسلام في داخل اليمن لمنع وقوع الكارثة الانسانية.

بدوره، اكد عضو الوفد الوطني اليمني المفاوض عبد المجيد الحنش، ان تحالف العدوان السعودي الاماراتي على اليمن يريد من هجومه الواصع على مدينة الحديدة، خنق اليمنيين تماماً.

وقال الحنش: انه منذ الوهلة عندما فرض الحصار الجوي والبحري والبري، كان الهدف منه ان يخرج الشعب اليمني بثورة ضد حركة انصار الله وتغيير النظام في العاصمة صنعاء.

واوضح، ان هذه الامنية لم تتم رغم محاولات تجويع اليمنيين وحبسهم، فيما بقي شريان وحيد وهو ميناء الحديدة على البحر الاحمر، معتبراً ان ميناء الحديدة ليس مهماً فقط للحديدة، بل لكل المحافظات اليمنية، لان اكثر من 80% من السلع والمواد الغذائية تمر عبره، والاستيلاء على هذا الميناء بمعنى قطع آخر شريان وآخر متنفس لليمنيين.

واضاف، ان تحالف العدوان يحاول بهذه الطريقة، خنق الجبهة الوطنية في الداخل، من اجل دفعهم للاستسلام وللحوار لاستحصال ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب.

واشار الى انه قبل اكثر من ستة بدأت معركة الحديدة وتم ضرب مينائها منذ بدء غارات العدوان على معظم انحاء اليمن، وان ما يحدث حالياً في الحديدة هو استكمالاً لخطة مبيتة مسبقاً.

وتابع عضو الوفد الوطني اليمني المفاوض يقول: ان تحالف العدوان يرى من هجومه الواسع على الحديدة ومينائها سيكون بامكانهم تقصير امد الحرب التي يشنوها ضد الشعب اليمني، لان دخولهم في المستنقع اليمني قد كلفهم الكثير.

واوضح الحنش، ان الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية قاطبة تمارس ضغوطاً على السعودية والامارات من اجل المزيد من الصفقات، بمعنى ان السعودية والامارات باتتا تخسران الكثير في حرب لم يستطيعا ان يحققا اي هدف حقيقي على الارض.

 

ضيوف الحلقة:

الباحث في الشؤون الاقليمية والدولية د. نسيب حطيط

عضو الوفد الوطني اليمني المفاوض عبد المجيد الحنش

عضو في حزب المحافظين البريطاني د. وفيق مصطفى