نوافذ - واقع المسلمين وتحديات الأمة - الجزء الثاني

الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

تتناول هذه الحلقة من برنامج "نوافذ" الحديث عن واقع المسلمين وامكانية تحقيق الوحدة بين المسلمين .

خرج المستعمر واعلن الاستقلال وماكان مأمولا لم ينل ، خرجت جيوش الغازي وبقيت بصمته بتقسيم وتجزئة لاقطار ودول وبانظمة مازادت شعبوها الا تعاسة ومشقة واملاقا بتحكم في المصير وتسلط على الثروات ، تركة ثقيلة توجت بكيان كان ثالثة الاثاث هدفه والاستكبار تشتيت الامة وزعزعة استقرارها وسلب خيراتها ، واقع مرير ومحن كثيرة،  فكيف السبيل الى تجاوز ذلك أليست الاستجابة للوحدة بين المسلمين واجب وضرورة وأليس وحدة الامة هي فطرة الله ومنطق الحياة، أوليس مطلوب الاخذ بالاسباب التي بها يكون نهوض بطمث معالم التفرقة والنزاع واخوة لاتعالي فيها ووحدة تحفظ تنوعا لا تضاد فيه ولا صدام ففي مدارج العز لا مكان لمن عاش وحده فالشيطان مع الواحد، وهو مع الاثنين ابعد وكما جاء في الاثر "انما يأكل الذئب من الغنم القاسية" .   

وحول قراءة واقع المسلمين ونوصّف هذا الواقع ، أكد الدكتورعلي فضل الله وهو استاذ جامعي وحوزوي ان واقع المسلمين لا يسر كثيرا ، فالاسلام هو الدين الخاتم الذي ارسله الله عز وجل لرسوله، والذي يراد منه ان يكون منه الشريعة النهائية للبشرية، ولا توجد شريعة اخرى ستلي هذا الدين وهو دين كامل تمت به النعم وكمل به الدين واذا نظرنا الواقع بعد 1440 سنة،  فمجموع الاحصاءات الاممية نجد الفقر والاستبداد وغيرها واذا اخذنا بالفترات الاخيرة، كانت تسمى بالاستعمار الذي استمرت 500 عام وعلى بلدننا عقودا وغيرها اكثر من قرن،

 وأشار علي فضل الله  انه اذا قمنا بتقييم موضوعي عام فان كلمة "استعمار" هي كلمة خاطئة فالجزائريين يقولون "استدمار"، وهناك من يقول استخراب، وفي خلال  تلك الفترة تم استقلال بعض الدول  حيث كان قد حكمها حكومات لا يمكن وصفها بانها اسلامية الا انها كانت حريصة على مصالح شعوبها، وذلك نتاج كان في بداية القرن الواحد والعشرين ،وكانت امور لا تسر كثيرا وان كان هنالك امكانات حقيقية للتطور والتقدم لدى بعض الشعوب وهناك ارادة حقيقية لمقاومة الاحتلال والغزو الثقافي او بعض الامور وقد حققت بعض الانجازات،

وقال علي فضل الله :"ونحن واثقون ان دين سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام قادرا على حل جميع الاشكالات وهو الدين الذي يعم الارض بالسلام والامن وبمنظومة حقوقية حقيقية وتطور حول مستقبل مشرق لشعوب العالم جميعا ".   

وفيما يتعلق بالنظرة الى حال وواقع المسلمين اليوم من حالة تشرذم وتشتت وتفتيت واليوم المسلمين في ميانمار واليمن والمسلمين في المنطقة العربية في كل مناطق العالم لا تجد الا التفتيت والتقسيم والخراب والدمار والحروب فيها وحول السؤال الابرز الذي يفرض نفسه لماذا المسلمون اليوم في هذا الحال من التشرذم ، أكد سماحة السيد حسن التبريزي ممثل المجمع العالمي لاهل البيت (ع) في لبنان ان واقع الحديث عن تشرذم المسلمين وتشتتهم وتباعدهم، فذلك لا يعتبر واقعا جديدا على المسلمين،  فمنذ يوم سقوط غرناطة الى يومنا هذا وما قبل ذلك ايضا فان هذا التباعد والتشتت موجود وهناك اراء مختلفة في هذا المعنى انه هل هو ضعف في المسلمين او ضعف في الاداء او ضعف في الانتماء والارتباط بالاسلام او هناك فجوات من خلال وجود المذاهب والتيارات الفكرية وغيرها ..او ربما نقول ان هناك فهما قاصرا للمباديء والقيم الاسلامية التي جاء بها نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والقرآن الكريم، بسبب وجود مرجعية واضحة لدينا ، ونحن ابناء الدليل لما نميل اليه في موضوع العقل،  والعقل هو المؤسس لكل المناهج الحياتية الانسانية، بمعنى انه الارشاد وبمعنى الصواب دون الخطأ الى النور والانفتاح دون الانغلاق والانعزال .

 وأضاف سماحة السيد حسن التبريزي انه اذا اردنا اخذ نافذة العقل على الرغم من تاكيد الاسلام على العقل ، والقرآن الكريم يؤكد على العقل بقوله تعالى (( أفلا يعقلون...))، (( أفلا يتفكرون ..)) ، وغيرها من الآيات القرانية ، فإذا اخذنا نافذة العقل ، فالعقل ياتي الى الرشد ، وبالتالي الرشد في المعاملة والرشد الى الارتقاء ، والرشد في التعاطي ما بين الناس ، فالعقل يحكم علينا قبل النصوص وقبل الاجتهادات ، وقبل الجهل والمجهول ، فالعقل يرشدنا كبشر الى الالتحام والتواؤم والمحبة والارتباط والهدوء والطمأنينة والتعايش كبشر وهذا العقل هو الذي يصدر هذه الحالة .

 

التفاصيل في الفيديو المرفق...

 

 

ضيوف الحلقة  :

سماحة السيد حسن التبريزي ممثل المجمع العالمي لاهل البيت (ع) في لبنان

سماحة الشيخ غازي حنينة منسق الاحزاب اللبنانية والوطنية والاسلامية ومنسق التكتل الجمعية في لبنان

الدكتور علي فضل الله استاذ جامعي وحوزوي

الباحث الاسلامي والاعلامي هاني عبد الله