كأنّ مقامَ الشهيد صدىً

كأنّ مقامَ الشهيد صدىً
الخميس ٠٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

اهداء الى روح اخي الشهيد محمود درويش وارواح جميع ضحايا المقابر الجماعية وشهداء العراق  لاسيما شهداء الكورد الفيليين رضوان الله عليهم اجمعين ، وهم يبلغون ١٥ الف شهيد اعدمهم نظام البعث المقبور بعد سجنهم سجنا تعسفيا طيلة ٨ سنوات بلا أية  محاكمة في معتقلات ابي غريب ونقرة السلمان وغيرهما ..

تُرى أينَ قبرُكَ يا مُفتدي

َأبَطنُ الثرى أم ذُرى السُؤدَدِ

أصابَكَ "بعثُ" الخَنا مَقتلا

وأضْمرَ رَمسَكَ خوفَ الغدِ

كأنَّ مقامَ الشهيدِ صدىً

يَقُضُّ مضاجعَ من يَعتدي

ولكنَّ قبرَك نُصْبُ العُيون

يُشيرُ الى غايةِ الموعِدِ

ليأخذَنا ثائرٌ أصْيَدٌ

الى  أبلَجٍ وهدىً مُرشِدِ

اخي يا فداءَ عراقٍ أبَى

عصابةَ حزبٍ عَضوضِ اليَدِ

اخي يا حبيبي تَرْكْتَ لظىً

بقلبي وذابَ أسَىً والدِي
    
ووالدتي أنهكتها الشُّجون

فراحتْ سريعاً الى السرمدِ

أما وانقضى ليلُ حكمِ الطغام

 و"بعثُ" الجرائمِ لم يَصمُدِ

فإنَّ مقابرَكُم أينعتْ 

كتائبَ تمضي ولم تقعُدِ

فحشدُ العراقِ بكم شُعلةٌ

تُضيء لُقىٍ لغدٍ أرغَدِ

وارواحُكم في العُلا انجمٌ

تقودُ الجحافِلَ للمقْصدِ

أخي يا شهيد العراق الحبيب

على رمسكِ الغائبِ المُبعَدِ

سلامٌ اطيِّبُهُ بلسماً

لعليِّ إليكَ به أهتدي

فأبلغُ قبراً كبيراً حوى

جثامينَ ذابتْ ولم تُلْحَدِ

.........................

بقلم الكاتب والاعلامي 
حميد حلمي البغدادي
٦ ديسمبر ٢٠١٨