مجلس "عدم" التعاون!

مجلس
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٤٥ بتوقيت غرينتش

الخبر: افتتح اليوم اجتماع دول مجلس التعاون في الرياض على وقع غياب أمير قطر عنه باعتباره الغائب الرئيس.

العالم- الخبر واعرابه

التحليل:
رغم أنه کان من المتوقع ان یرفض أمير قطر دعوة الملك السعودي سلمان للحضور في اجتماع الرياض بعد مضي أکثر من عام علی تأزم العلاقات السعودية الاماراتية البحرينية مع قطر، فقد تحققت اليوم هذه المسألة وآثر امير قطر أن يُنيب عنه وزيرَ الدولة للشؤون الخارجية في قطر.

ان توجيه دعوة لأمير قطر من قبل الملك السعودي يعني ان الشروط السعودية المعلن عنها لاستئناف العلاقات مع قطر قد فقدت فاعليتها، وفي المقابل فان ايفاد الوزير القطري الی الرياض للمشارکة في اجتماع قمة مجلس التعاون الخليجي یدل علی ان هذا المجلس قد فقد أهميته السابقة فعلا واستحال الی مؤسسة تفتقر الی الفاعلية.

ان عزم قطر علی الانسحاب من اوبك خلال العشرين يوما القادمة، الی جانب عدم ترحيب هذا البلد بدعوة الملك سلمان للحضور في اجتماع مجلس التعاون في الرياض لها مغزی آخر، الا و هو ان قطر تصر من اليوم فصاعدا علی تبني نهج محدد ومختلف عما سبق تجاه السياسات الطموحة للسعودية والامارات.

ورغم ان الانشقاقات والخلافات الموجودة فيما بين السعودية والامارات والبحرين من ناحية والکويت وعمان من ناحية أخری، الی جانب التعاطي مع قضايا أخری کالعلاقات مع ايران و... فضلا عن الاتجاه القطري الجديد، فقد تم الغاء دورُ کيان مسمی بمجلس التعاون منذ فترة غير یسيرة فعلا، لکن يبدو ان اصرار المسؤولين السعوديين علی اختلاق عدو مشترک اسمه ايران (کما جرت الاشارة اليه اليوم في الجلسة الافتتاحية للقمة من قبل الملك سلمان) یبدو انه آخر محاولات يتم انجازها من جانب السعودية لانقاذ هذا المجلس وضخ الحياة فيه.

من هذا المنطلق يبدو انه في ظل الاصرار علی إبقاء هذا المجلس حيا فان اسم "مجلس عدم التعاون" جدير به أکثر من أي شيء آخر.