المشاورات اليمنية.. اختراق سياسي على طريق حل نهائي

المشاورات اليمنية.. اختراق سياسي على طريق حل نهائي
الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:١١ بتوقيت غرينتش

اختتمت مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة في السويد بين الوفد الوطني ووفد الرياض الذي يمثل حكومة هادي، بالتوصّل إلى اتفاق حول مدينة الحديدة، في اختراق سياسي مهم على طريق ايجاد حل نهائي للأزمة التي تفاقمت بفعل تدخل تحالف العدوان السعودي الذي تسبب بسقوط آلاف القتلى ووضع ملايين اليمنيين على حافة المجاعة. واتفق الطرفان على بدء جولة جديدة من المحادثات في نهاية كانون الثاني/يناير المقبل.

العالم _ تقارير

قال الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في ختام محادثات في بلدة ريمبو السويدية استمرت لاسبوع "لقد توصلتم إلى اتفاق حول ميناء الحديدة والمدينة سيشهد إعادة انتشار لقوات الطرفين في الميناء والمدينة ووقف لاطلاق النار على مستوى المحافظة".

وأكّد أن الامم المتحدة "ستلعب دورا رئيسيا في الميناء" الذي تدخل عبره غالبية المساعدات الانسانية والمواد الغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الفقير.

وأوضح غوتيريش أن اتفاق الحديدة ينص على انسحاب كافة الأطراف المقاتلة من المدينة ومينائها، وأن الانسحاب سيتم "في غضون أيام".

كما أعلن الامين العام للامم المتحدة التوصل إلى "تفاهم مشترك" بين الأطراف اليمنية حول مدينة تعز جنوب غرب اليمن.

بينما أعلن غوتيريش ان جولة ثانية من المحادثات ستعقد في نهاية كانون الثاني/يناير المقبل، من دون أن يحدد مكانها.

وخلال المحادثات التي بدأت الخميس الماضي، وهي الاولى منذ مشاورات الكويت في 2016، توصّل طرفا النزاع أيضا إلى اتفاق لتبادل الاسرى، وتبادلا أسماء نحو 15 ألف أسير، على أن يبدأ التنفيذ خلال أيام. وأكّد مصدر في وفد الحكومة اليمنية أن الاتفاق يشمل جنودا سعوديين.

وكان المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث قد سلم وفدي مشاورات السويد اربعة اقتراحات حول الإطار السياسي العام وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والإجراءات الاقتصادية كما تمّ ضم ورقة حول تعز.

وكان هناك اصرار من الامم المتحدة لتحقيق انجاز؛ حيث هدد غريفيث الأطراف اليمنية بالرجوع الى مجلس الأمن والافصاح عن الطرف المعرقل في حال فشلت مشاورات السويد.

وخلال المحادثات التي بدأت الخميس الماضي، وهي الاولى منذ مشاورات الكويت في 2016، توصّل الطرفان أيضا إلى اتفاق لتبادل الاسرى، وتبادلا أسماء نحو 15 ألف أسير، على أن يبدأ التنفيذ خلال أيام. وأكّد مصدر في وفد الحكومة المستقيلة أن الاتفاق يشمل جنودا سعوديين.

وناقش الطرفان أيضا وضع مطار صنعاء، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق. وكان وفد هادي عرض إعادة الحركة للمطار الذي يتحكم تحالف العدوان بأجوائه، على أن تقتصر على الرحلات الداخلية فقط. وهناك مقترح آخر بأن تتوقف الطائرات المنطلقة من صنعاء أو المتوجهة نحوها في مطار خاضع لسيطرة الحكومة المستقيلة لتفتيشها.

ورأى رئيس وفد الحكومة المستقيلة خالد اليماني في مؤتمر صحفي في ريمبو عقب اختتام المشاورات أن التفاهمات التي تم الاتفاق عليها هي الاهم منذ بداية الحرب، لكنه ادعى أن الاتفاق يبقى "افتراضيا" حتى تطبيقه.

من جانبه اكد رئيس الوفد الوطني اليمني الى مشاورات السويد محمد عبد السلام ان وفد الرياض رفض الدخول في مفاوضات حول الاطار السياسي العام لايجاد حل للازمة في اليمن.

وفي مؤتمر صحفي، قال عبد السلام انه سيكون هناك اعادة انتشار مشتركة لكافة الاطراف في الحديدة، ووقف للعمليات العسكرية ضمن مرحلتين باشراف الامم المتحدة.

واضاف ان الوفد الوطني قدم مقترحات لاعادة فتح مطار صنعاء منها اشراف الامم المتحدة لوجيستياً عليه لكن وفد الرياض رفض.

واعتبر عبد السلام ان هناك مصالح لدول العدوان بعيدة عما يريده الشعب اليمني، مؤكداً ان العمل العسكري لن يؤدي الى حل.

واجتمع وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت بالوفدين في مقر المشاورات، مؤكّدا بحسب تغريدة على حساب وزارة الخارجية البريطانية على "ضرورة مواصلة جميع الأطراف الجهود للوصول إلى حل سياسي".

وفي السياق اعلنت وزيرة خارجية السويد مارغو ويلستروم ان مشاورات السلام اليمنية جرت بروحٍ إيجابية ونية طيبة وأي اتفاق على مواصلة المشاورات سيكون نجاحا وان نتائجها ستقدم الى مجلس الأمن غداً الجمعة.

وتشكّل التفاهمات في السويد اختراقا في الازمة اليمنية على طريق انهاء النزاع المستمر منذ عام 2014. وقتل نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء تحالف العدوان بقيادة السعودية هجماته على اليمن في 2015 ما تسبب ايضا بوضع 14 مليونا من المواطنين على حافة المجاعة.