بانوراما:

مناورات إيران "رادعة" والإحتجاجات في السودان مولّعة

الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٣:١١ بتوقيت غرينتش

العالم - بانوراما

في ملفِ بانوراما الاول .. نُتابعُ المناوراتِ التي اَجرتْها ايران في جزيرةِ قشم في الخليجِ الفارسي وتحت عنوان "مناوراتُ الرسولِ الأعظم الثانيةَ عَشْرة". وقالَ قائدُ القوةِ البرية في حرس الثورة الاسلامية محمد باكبور إنّ المناوراتِ تهدِفُ إلى ترسيخِ المعادلاتِ الردعية والدفاعية للجمهوريةِ الاسلامية الايرانية في ذهنِ العدو.

السيطرة على الأهداف الإستراتيجية في عمق العدو.. إقتحام السواحل.. إسناد القوات المتقدمة عبر طائرات الهليكوبتر والقوات المدرعة؛ شكلت أهم العمليات التي نفذتها القوات البرية لحرس الثورة الإسلامية في إطار مناورات الرسول الأعظم الثانية عشرة التي اختتمت في جزيرة قشم المطلقة على الخليج الفارسي.

قوات "صابرين" وهي نخبة الحرس الثوري لعبت دوراً بارزاً في هذه المناورات حيث تمكنت خلال المرحلة الرئيسية من هذه المناورات من تنفيذ عمليات هجومية ناجحة للتغلغل والدخول في احدى جزر العدو الافتراضي عبر عمليات غوص مفاجئة تحت المياه بعد تخطي الخط الدفاعي للعدو.

القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري أكد ان مناورات الرسول الاعظم شكلت ردّا حازماً ومدمّرا على كافة تخرصات الاعداء.

قيادة حرس الثورة الإسلامية كررت الإعلان بوضوح عن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الدفاعية لكنها شددت أيضاً على أن هذه الإستراتيجية قد تتحول إلى هجومية في أي لحظة.

المناورات شهدت أيضا مشاركة الوحدات المتميزة من القوة البرية لحرس الثورة الإسلامية إلى جانب وحدات التدخل السريع وقوات المغاوير ووحدات الإستطلاع والطائرات المسيرة والمروحيات القتالية والقوات المحمولة جواً وقوات الحرب الإلكترونية والهندسة الآلية.

وفي الملفِ الثاني من بانوراما..
تستمر الاحتجاجات في السودان تفاعلا وقد بدأت بالتحول من تظاهرات مطلبية عفوية الى اخرى بنكهة سياسية، حيث بدت واضحة الشعارات المطالبة برحيل النظام. ومن المواقف التي ادلى بها زعيم حزب الامة المعارض الصادق المهدي والتي ايد فيها التحركات الى الحملة الامنية ضد اقطاب في المعارضة ،تبدو الصورة القريبة لمآلات الاوضاع في السودان على خلفية الازمة الاجتماعية الحالية.

كالنار في الهشيم امتدت الاحتجاجات الى عدة ولايات ومدن في السودان تحركها الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعانيها البلاد ..الا ان ما شهدته الساعات الماضية ربما يدخل الاوضاع في تطورات اخرى ..حيث هتف المحتجون ضد النظام بالتزامن مع عودة زعيم المعارضة السودانية الصادق المهدي من المنفى...حيث كل الاحتمالات متوقعة.. بين انقلاب عسكري وانتقال ديمقراطي برأي متابعين..

فزعيم حزب الامة المعارض الصادق المهدي ،العائد من القاهرة ،وصف التحركات الشعبية بالمشروعة قانونا وهي مرتبطة بتردي الأوضاع، مؤكدا أن هذه التحركات سوف تستمر..ويشكل دخوله على خط الازمة تحديا جديدا ،لحكومة البشير..

فالسودانيون خرجوا منذ بضعة ايام احتجاجا على رفع اسعار الخبز والنقص في امدادات الوقود..وسرعان ما انتشرت تلك التظاهرات لتصل الى العاصمة الخرطوم وام درمان والنيل الابيض وشمال كردفان بعد ان كانت بعيدة بخمسمئة كيلومتر عن العاصمة في الشمال والشرق..

وبتحول الغضب الشعبي باتجاه مقرات الحزب الوطني الحاكم حيث احرقت مكاتبه في العديد من المدن، وسقوط عشرات الضحايا برصاص الامن والشرطة ادخل الاوضاع في نفق اخر من التعقيد ،ما قد يؤجج ويسعر تلك الاحتجاجات ..

وهنا يتهم فيصل حسن ابراهيم مساعد الرئيس السوداني عمر البشير من وصفهم بالمندسين وسط المتظاهرين من قوى سياسية وحركات مسلحة شاركوا في الاحتجاجات لاجل اجندة اخرى ..بالموازاة اعلن تحالف المعارضة السودانية أن قوات الأمن اعتقلت اربعة عشر قياديا معارضا وسط اتساع رقعة الاحتجاجات..

وهناك اسباب عديدة ادت الى استفحال الازمة الاجتماعية في السودان ..فالبلاد تعاني من نقص في الموارد النفطية منذ انفصال جنوب السودان حيث فقد اكثر من خمسة وسبعين بالمئة من موارده النفطية..كما ان البنك المركزي يعاني من نقص في العملات الاجنبية الامر الذي دفعه الى تخفيض قيمة الجنيه اربع مرات خلال العام الجاري ،في حين زادت السلطات سعر رغيف الخبز من جنيه الى خمسة جنيهات ما ادى لاندلاع موجة من الاحتجاجات العفوية، وسط وعود السلطات بحلحلة المشكلات الراهنة..