مع الحدث – زيارة ترامب للعراق والنيات المبيتة - الجزء الثانی

الجمعة ٢٨ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٤٧ بتوقيت غرينتش

الزيارة الملتبسة الخاطفة للرئيس الاميركي دونالد ترامب للقاعدة العسكرية الاميركية في الانبار العراقية، خرقت اللياقات والسياقات الدبلوماسية المعتادة بين الدول، وكأن القواعد العسكرية الاميركية في العراق موجودة على ارض ليست خاضعة لسيادة الدولة، ما اثار جملة تساؤولات، فمنها لماذا استهان ترامب بسيادة الدولة العراقية؟

ألا تخضع القواعد الاميركية هناك لسيادة الدولة؟ هل يريد ترامب العراق منصة لمهاجمة سوريا؟ وما مخاطر القواعد الاميركية في العراق على المنطقة؟

وقال الاعلامي امين ناصر ان هذه "ليست المرة الاولى التي يتصرف فيها ترامب بفوقية وعنجهية مع دول المنطقة، سواء في الشرق الاوسطي او الادنى او حتى مع علاقاته مع حلفائه في الغرب سواء في اوروبا او في الاميركيتين"، مضيفا ان "الزيارة السافرة التي تعد خرقا حقيقيا للسيادة العراقية حاول البعض اضفاء عليها صبغة الزيارة غير الرسمية باعتباره انه قام بزيارة قاعدة عين الاسد بالانبار، ومن ثم توجه الى قاعدة اميركية في المانيا دون ان يلتقي ميركل والقادة الالمان".

بدوره قال توم حرب مدير التحالف الاميركي الشرق اوسطي للديمقراطية ان زيارة ترامب للقاعدة العسكرية الاميركية في الانبار لم تكن رسالة توبيخ الى الدولة العراقية، موضحا ان رؤساء سابقين فعلوا نفس الشيء حيث ذهبوا الى المراكز العسكرية سواء في افغانستان او غير دول، ولم يلتقوا رؤساء او مسؤولين من هؤلاء الدول في ايام الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش وغيره في السابق، وذلك لان هذه الزيارات تعتبر امنية بحتة ومفاجئة حيث يقوم التحضير لها قبل اسبوعين.

من جانبه اكد احمد المكصوصي القيادي في الحشد الشعبي ان مافعله ترامب ليس بجديد على الادارة الاميركية من انتهاك القوانين.

وندد المكصوصي بالصمت الحكومي العراقي الى حد هذه اللحظة حول الانتهاك للسيادة العراقية من قبل ترامب، مشيرا الى ان الرد لم يكن على المستوى المطلوب من قبل الحكومة العراقية.

واكد المكصوصي ان الحشد الشعبي اعطى ادلة حول تورط اميركا بمساعدة جماعة داعش الوهابية، مشددا على انه خلافا للقانون الدولي والمحلي للعراق قام الرئيس الاميركي بزيارة قاعدة الانبار بدون علم الحكومة العراقية.

واشار القيادي في الحشد الشعبي انه طيلة الخمس سنوات الماضية لم يرى العراق دعما حقيقيا من المجتمع الدولي في حربه على الارهاب.

واوضح المكصوصي ان الاميركيين الذين يدعون الديمقراطية هم اول من خالفوا هذه الديمقراطية بالانتهاكات الصارخة للبلدان، والدعم الصارخ للسعودية بقتل الاطفال والنساء باليمن.

وشدد المكصوصي ان الحشد الشعبي اقر بقانون تشريعي وتنفيذي ومن اعلى الجهات في العراق، مشيرا الى ان الحشد هو هيئة تابعة لرئاسة الوزراء، كما جهاز مكافحة الارهاب.

واضاف ان واشنطن متأذية من هذا الحشد لانه افشل اكبر مخطط من قبل اميركا واسرائيل وداعمة الارهاب الاولى في العالم العربي السعودية، مؤكدا ان الاميركيين كان يتمنون ان يتحول العراق الى قاعدة اميركية لكن المقاومة قبل عام 2011 تصدت الى الاحتلال الاميركي.

وحول عدد الجنود الاميركيين في العراق قال القيادي في الحشد الشعبي انه عند سؤاله لرئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي حول عدد الجنود الاميركيين في العراق كانت اجابات العبادي متفاوتة ما بين الخمسة آلاف وسبعة آلاف بصفة مستشارين.

واستغرب القيادي في الحشد الشعبي ان لا تعلم الدولة العراقية بعدد القواعد الاميركية وتعداد الجنود الاميركيين على الاراضي العراقية، مؤكدا ان عدد الموظفين بالسفارة الاميركية ببغداد يبلغ قرابة عشرة آلاف موظف وفي اربيل نحو خمسة آلاف موظف اميركي، وتساءل ان هذا العدد من الاميركيين في العراق ألا يعد احتلال صارخ ؟!

ووجه المكوصي عبر قناة العالم رسالة الى ترامب بان "العراق لم ولن يكون قاعدة لكم، وانتم جربتم ضربات المقاومة، فعليك كما اتيت متخفيا، ان تسحب هذه القوات الموجودة متخفيا، لانكم جربتم كل الاساليب من داعش وغير داعش، ودعمتم كل الارهاب ولم تفلحوا، لان هذا الشعب هو شعب حر، وشجاع ويدافع عن كل شبر من ارضه سواء في الشمال او في الجنوب".

ضيوف الحلقة:

امين ناصر اعلامي

احمد المكصوصي القيادي في الحشد الشعبي

توم حرب مدير التحالف الاميركي الشرق اوسطي للديمقراطية