رغم طرح الفصائل تأجيل المهرجان..

اصرار من فتح على الاحتفال بذكرى انطلاقة الحركة في غزة

اصرار من فتح على الاحتفال بذكرى انطلاقة الحركة في غزة
الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

مع دخول العام الجديد لا يبدو أن الوضع الفلسطيني سيكون أفضل من العام 2018، مؤشرات العام الماضي كما الاعوام التي سبقتها ترخي بأحمالها على العام الجديد، وتبخرت الأمنيات والاحلام بعام افضل، واصطدمت منذ بدايته بصراع في الذكرى الـ 54 للثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح".

العالم - تقارير

قطاع غزة في انتظار ما لم يأت بعد، فالحالة الفلسطينية عبارة عن لوحة سريالية ومزيد من تعميق الانقسام والخوف من مرحلة من العنف تهدد الامن والسلم المجتمعي، ونبرة غضب ووعيد بتصعيد جديد من الرئيس محمود عباس ضد حماس.

فعلى الرغم من الجهود التي بذلت من قبل الفصائل لنزع فتيل التوتر في ساحة قطاع غزة على خلفية ما حدث في ذكرى إيقاد الشعلة 54 من قبل حركة فتح في القطاع، والاتفاق على تأجيل مهرجان الانطلاقة التي أعلنت عنه فتح في السابع من يناير، إلا أن إعلان الأخيرة عن إصرارها بعقد المهرجان في موعده يشير إلى توتر قادم.

فقد أعلن عضو المجلس الثوري لحركة فتح أسامة القواسمي أن الاحتفاء بالذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة "انطلاقة حركة فتح" ستكون في موعدها المحدد والمعلن يوم غدٍ الاثنين، في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف في ساحة السرايا وسط مدينة غزة.

وأعرب القواسمي في بيان صحفي، عن أمله من الفصائل بإزالة أي عقبات أمام هذا الاحتفاء الوطني، والذي يجب أن يكون محل ترحيب من الجميع دون استثناء.

ودعا الجماهير في غزة العزة إلى الخروج نساء، ورجالاً، شيوخاً وشباباً، وأطفالاً، للتأكيد على وحدة التاريخ والحاضر والمستقبل والمصير، وأننا شعب لا يقبل القسمة إلا على نفسه، وعلى التمسك بالهوية الوطنية الفلسطينية، وأن القدس هي العاصمة والرواية، وللإعلان عن رفضهم القاطع لصفقة العار الصهيو-أمريكية، والتفافهم حول الموقف الذي يعبر عنه القائد العام لحركة فتح الرئيس محمود عباس.

وكان صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس قد كشف أن الفصائل في غزة قدمت مقترحًا واضحًا لحماس لإزالة حالة الاحتقان الناتجة عن تصريحات رئيس السلطة محمود عباس الأخيرة. وقال لصحيفة "فلسطين": "الفصائل اقترحت على حماس تأجيل مهرجان حركة فتح إلى حين جلوس جميع الفصائل الفلسطينية لدراسة الوضع المحتقن والأسباب التي آلت إليه، وكذلك دراسة موضوع إقامة مهرجان انطلاقة فتح، وغيرها من القضايا، على قاعدة التوافق لا الخلاف والاحتقان القائم بسبب العقوبات التي تفرضها السلطة".

وأضاف أن حماس درست مقترح الفصائل ووافقت على طلبها تأجيل المهرجان حرصًا على المصلحة الوطنية، على أن نسمع مساء اليوم رد فتح. (وهو ما تم الرد عليه بإصرار فتح على إقامة مهرجانها في موعده).

وقال البردويل إذا ما ردت فتح سلبًا على المقترح الفصائلي، حينها مطلوب من الفصائل أن تعلن عن ذلك، وهذا يعني أن فتح لا تريد تمرير المناسبة دون مشاكل، وقيادة فتح في غزة منصاعة لأوامر المقاطعة التي تريد إحداث الفتنة في غزة"، مؤكدًا أن كل من يرفض هذا الحل سيتحمل مسؤوليته أمام القانون.

وأوضح أن مطلب إقامة المهرجان يأتي بتحريض كبير من السلطة في رام الله، لدفع المواطنين إلى الاقتتال على خلفية أيديولوجية لا تخدم المشروع الوطني، وتمهد لفرض المزيد من العقوبات بشكل يسلخ قطاع غزة عن محيطه السياسي والجغرافي المرتبط بالضفة الغربية المحتلة، بوصف ذلك أحد أركان صفقة القرن التي يشارك بها عباس بوضوح.

ووصف قطع السلطة رواتب الأسرى وموظفين جدد بـ "الإجراء المستفز جدا"، وكذلك عد سلوكها بحق المجلس التشريعي ورئيسه، ووصف عباس غزةَ بـ "الجواسيس" طعنة للمقاومة وخروجًا عن جميع القيم الأدبية والسياسية والأخلاقية.

وشدد عضو المكتب السياسي لحماس على أن خروج مجموعة من الجماهير في ظل الاحتقان السياسي، وتحت ضغط الحاجة والراتب للتصفيق لعباس يعبر عن أنهم موافقون على العقوبات التي يفرضها، "عار كبير أن يحدث".

وقال: "لا نتحدث عن مهرجان لحركة فتح، فلا نستطيع إنكار تاريخ الحركة، ولا نريد إلغاءه (...) ما يحدث أن هناك عصابة متسلطة على الشعب تريد أن يضرب بعضه بعضا بدفعه للخروج إلى الشوارع تحت ضغط الحاجة".

وذهب البردويل إلى القول: "منطق العربدة والإفساد لا يمكن أن يمر، فشعبنا واعٍ ويقدر مصلحته جيدًا، ولا يمكن أن يخضع للابتزاز الرخيص الذي تمارسه عصابة ماجد فرج".

وزاد: "فتح تمثل تاريخًا حقيقيًّا، ولا يجب أن تمثلها عصابة تغتصب السلطة والمال والقرار الفلسطيني، وتذهب ليلا ونهارا للتنسيق الأمني".

من جانبه أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف أن حماس تفاعلت مع جهود الفصائل بإيجابية، مشيرًا إلى أن الفصائل تواصلت مع حركة فتح، وستتضح الصورة مساء اليوم.

قال خلف ": "نحاول الوصول إلى إقامة مهرجان انطلاقة فتح الـ54 على أرضية التوافق الوطني لا الشد والاحتقان السياسي".

يشار إلى أن قطاع غزة يشهد حالة من التوتر منذ تاريخ إيقاد الشعلة، وتبعه اقتحام مقر تلفزيون فلسطين من قبل عناصر من حركة فتح المقطوعة رواتبهم بحسب وزارة الداخلية في غزة.