من طهران _ حوار خاص مع اللواء احمد وحيدي عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس جامعة الدفاع الوطني في ايران 

الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٤٦ بتوقيت غرينتش

نستضيف في هذه الحلقة من برنامج من طهران اللواء احمد وحيدي ،عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس جامعة الدفاع الوطني في ايران .

س- في البداية دكتور تحدثوا لنا عن الأهداف التي تبحثون عنها من خلال هذا المؤتمر؟
نتحدث في هذه المؤتمر عن ازمات المنطقة عموما والتي تتنوع عناوينها ،لدينا ايضا موضوع الاسلحة والقضايا الارهابية والامن في غرب اسيا وهذه هي المحاور الاصلية الاربعة للمؤتمر .

س- دكتور من هي البلدان المشاركة في هذا المؤتمر وكم عددها؟
يشارك معنا ضيوف من عدة دول عربية واسيوية واوروبية ومن اميركا اللاتينية ،بعضهم وصل لطهران وننتظر البقية ممن لديهم علاقة بهذه العناوين التي طرحناها في السؤال الاول.

س- هناك بعض الدول من خارج المنطقة تمت دعوتها للمشاركة في هذا المؤتمر... دكتور ما هي معاييركم لاختيار هذه الدول؟
تشارك فنزويلا ودول اخرى من افريقيا ودول الجوار وهناك بعض الاصدقاء على مستوى وزراء الدفاع ومستشاري الامن القومي وبعض المسؤولين الذين لديهم خبرة في هذه المؤتمرات وهناك ضيوف من روسيا ايضا.


دكتور ما هي الانجازات والنتائج العملية التي توصلتم اليها في المؤتمرات السابقة و ما هو تقييمكم بالنسبة لها وهل اقتربتم من الأهداف المنشودة؟
الاهداف التي نبحثها في المؤتمر بشكل طبيعي تتعلق بأحداث المنطقة ،فكما تعلمون منطقتنا تعرضت للكثير من الاحداث بسبب دخول الاجانب وهي قوى بطبيعة الحال تسعى لايجاد الازمات هنا ويجب علينا ان نمتلك الادراك الكامل عما يجري حولنا بالتعاون مع اصدقائنا وقد بدأنا نرى اثارا ايجابية لهذا العمل عبر هزيمة داعش وكذلك ادراك الدول العربي بأنها لاتستطيع المتابعة في مشاريعها وان عليها العودة للتعامل مع سوريا واعادة فتح سفاراتها في دمشق وفقدان الامل من اميركا .
السلام في اليمن مهم ايضا بعد ثلاث سنوات من الضغوط العسكرية الشديدة من قبل السعودية والامارات وبدعم اميركي .
لدينا العديد من الاشارات لما يجري في المنطقة وهناك قلق من ممارسات اللاعبين الاجانب وتوجيههم لضربات جديدة وسنبين من خلال المؤتمر حجم الاخطار المحيطة بالمنطقة وبالأخص مخازن الاسلحة الموجودة فيها.

س- عادة العامل الرئيس في اقامة مثل هذه الاجتماعات الامنية هو وجود عدو أو تهديد مشترك للدول المشاركة في المؤتمر... ولكن بخصوص مؤتمر طهران الامني كيف ترون ذلك؟
نحن لدينا عدو مشترك وثابت وهو الكيان الصهيوني الذي وجد اساسا لزعزعة استقرار المنطقة ،حيث ان حياة هذا الكيان مرتبطة بخلق المشاكل للدول العربية والاسلامية ،وقد سعى الكيان من خلال الازمة السورية ان يحيد نظر الدول عن العدو الاصلي وايجاد عدو وهمي .
العدو الاخر بعد الكيان الصهيوني هو الجماعات التكفيرية والارهابية التي تحصل على دعمها من اميركا واوروبا ،وهذه الجماعات هي مجرد ادوات لتنفيذ مشاريع في المنطقة ولكن لا يمكن التحكم بهد للأبد وسوف يسببون العديد من المشكلات في المستقبل.
الموضوع الثالث هو مسألة التدخل في المنطقة وفي الشؤون الداخلية والهجمات العسكرية وبالتأكيد هذه ظلم كبير للمنطقة سواء من السعودية او الامارات ،وهناك نوع من الديكتاتورية الخشنة التي بدأت تتبلور بشكل نسبي ولدينا من ورائهم الاجانب الذين يضعون الخطط ويدعمون الجماعات التي لا تلتزم بأي اخلاق .


س- بعد اندحار وهزيمة داعش نرى أن عناصر وفلول هذه الجماعة الارهابية مازالت متواجدة في بعض المناطق من سوريا والعراق وأفغانستان... هل سبتحثون في هذا المؤتمر عن طريقة إكمال العمليات ومكافحة جماعة داعش وباقي الجماعات الارهابية ودحرها بشكل نهائي من المنطقة؟
احد المواضيع المهمة للدراسة هو بحث المجموعات التكفيرية ولدينا هنا ظاهرتين احداهما انتقال المجموعات التكفيرية الى اسيا الوسطى وبالأخص أفغانستان ونشهد الاشتباكات التي تحصل في المنطقة وكذلك التيارات التي تسعى في اسيا الوسطى لايجاد موطئ قدم لداعش ،اما الموضوع الثاني فهو السعي لاعادة تنظيم هذه المجموعات في العراق وسوريا لالحاق الاذى بها ،لكن هذه الدول وقفت سدا بوجه الارهاب .

س- كما تعلمون دكتور اعلن ترامب أن القوات الاميركية ستنسحب من سوريا وأن واشنطن لا تريد أن تصبح شرطيا للمنطقة حسب تعبيره وطبعا يعني من الصعب تصديق هذه التصريحات التي يطلقها ترامب... دكتور كيف ستطرحون في هذا المؤتمر قضية التدخل الأجنبي في شؤون دول المنطقة؟
خروج اميركا من سوريا نتج عن عاملين هما المشكلات الداخلية التي يواجهها ترامب والمنازعات الداخلية لديه ،وثانيا التعب الذي يعانون منه في سوريا فهم لم يحققوا اي شيء هناك اضافة لبعض النقاط الاخرى ،ولكن هناك من يسعى للوقوف بوجه هذا لانسحاب منها دول اقليمية وبالطبع كيان الاحتلال فهم يعتقدون ان وجود اميركا هنا سيجلب لهم الامان ،فعلينا ان نرى الخطوات العملية لهذا لانسحاب ،فلدينا رئيس اميركي مزاجه متقلب ولا نستطيع البناء على تصريحاته ،ويجب ان لا نغفل عن حضور ايران وروسيا والى حد ما تركيا ،لذا فإن اميركا لاتي تدعي بأنها قوة كبرى وحضورها الان في دولة بقوات غير اساسية يجعل الامر غير مقبولا لذا فالأفضل هو ان يخرجوا ويجب علينا الانتظار لنرى ماذا سيحدث ،وخروجهم من المنطقة طبيعي بعد فشلهم في العراق وسوريا واليمن .


س- دكتور قضية أفغانستان كما تعلمون يعني رغم اجراء الانتخابات البرلمانية فيها لكن مازالت قضية هذا افغانستان وأمنها هي حديث وسائل الاعلام ودول المنطقة... كيف سيكون توجه هذا المؤتمر تجاه هذا البلد وخاصة قضية طالبان التي أجرت ومازالت تُجري مباحثات رسمية مع بعض الدول؟
موضوع الامن في افغانستان مهم جدا ويبين ان تواجد امريكا هناك لم يجلب الامن بل زعزع الاستقرار هناك ومن الطبيعي في المرحلة الجديدة في افغانستان ومجلس السلام المنعقد هناك والتعاون الذي قد تقدمه ايران في هذا الصدد قد يمهد للسلام الافغاني الكامل ولكن بشرط ان لا يتدخل الاميركيون سلبا في شؤونهم ،لذا فأحد المواضيع التي ستطرح في مؤتمرنا هو موضوع الامن في افغانستان.

س_ تزعم اميركا ان نشاطات ايران الصاروخية والفضائية تهدد امن المنطقة كيف تحللون ذلك؟
اميركا تكذب وتعتقد بأن الجميع يصدقها ،فإيران حتى اللحظة لم تهدد احد ،هي كانت ولاتزال تتصرف وفق سياسة الردع وهذه سياسة دفاعية وخلال اربعين عام لم نعتد على اي دولة رغم ان البعض قام باستغلال المنافذ والحدود الايرانية لتنفيذ عمليات ضد ايران ولكننا صبرنا وهم بالمقابل يجب ان ينظروا الى الميدان وما يحصل فيه ،فالحرب تؤدي لزعزعة الاستقرار لكن ايران منذ البداية مثلا دعت للحوار في اليمن للوصول الى السلام ،من الذي يشعل نيران الحرب؟؟ نفس القضية في سوريا ..من الذي اتى بالارهابيين ؟؟ باعترافات شخصيات اميركية فإن اميركا هي من قامت بهذه الحرب ،لذا علينا ان نعلم بأن الصواريخ الايرانية ليست للتهديد والقرار 2031 لا يتعلق بالصواريخ بل يتعلق بخطة العمل المشترك الخاصة بالبرنامج النووي الايراني السلمي . اميركا وضعت جميع القرارات الدولية تحت اقدامها فيما يتعلق بالاتفاق النووي فكيف لها الحديث عن الالتزامات .

س- والسؤال الأخير دكتور كيف تقيمون الوضع الامني في ايران في ظل الظروف التي تعيشها البلاد بعد الحظر الأميركي؟ وكيف تقيمون الوضع الأمني في المنطقة؟ وما هي توقعاتكم بالنسبة لنتائج مؤتمر طهران الأمني؟
الضع الامني في ايران ممتاز على الرغم من المؤامرات التي تحاك ضدها ،اميركا والكيان الصهيوني يقومون بتقوية المجموعات الارهابية ويسعون لاخال المتفجرات الى ايران عبر الحدود لدرجة انه تم ضبط اطنان من المواد المتفجرة عبر الحدود ،هم يقومون بمساعي كثيرة لتعريض البلاد للخطر ولكن الحمد لله ايران لا تزال واقفة بوجههم ،هم لن يتراجعوا عن افعالهم ولكن عيوننا مفتوحة عليهم هم واتباعهم في المنطقة ونحن متواجدون في كافة الميادين للدفاع عن امننا ونرى فيهم اعداء الداء ولكن لن يستطيعوا القيام بأي عمل.