سوريا تعلنها بكل صراحة.. لقد انتصر الشعب

سوريا تعلنها بكل صراحة.. لقد انتصر الشعب
الأحد ١٣ يناير ٢٠١٩ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

لا تمر سويعات الا وتحقق الحكومة السورية انتصارا تلو الآخر أبرز هذه الانتصارات هو الهرولة والتهافت وراء عودة العلاقات مع سوريا عربيا ودوليا فيما يحصد الكيان الصهيوني خسائره على يد الجيش السوري.

العالم - تقارير

لقد أعلن مساعد وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، أن المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، سيزور سوريا وأن السلطات السورية ستعلن له عن استعدادها للتعاون معه.

زيارة المبعوث الاممي الجديد تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات السياسية الخارجية والداخلية لسوريا تطورا ملحوظا حيث ان هناك عودة للدفء في العلاقات العربية مع سوريا واعادة فتح سفارات عربية في دمشق منها سفارة الامارات والبحرين واعادة الرحلات الجوية لدمشق فيما تدرس دول اوروبية اعادة فتح سفاراتها هي الاخرى وعلى راسها ايطاليا.

هذه المواقف الجديدة وغيرها استدعت الخارجة السورية للتعليق عليها حيث رحّب أيمن سوسان، بعودة السفارات العربية والأجنبية إلى دمشق، لكنه قال إن بلاده لن تستجدي أحدا لإعادة فتح سفارته، مؤكدا أن القرار الأوروبي مرهون بأمريكا.

وقال سوسان "من أغلق سفارته في دمشق بدون استئذان ويريد تغيير قراره المستند إلى انتهاج مقاربة أخرى إزاء الإرهاب الذي ضرب سوريا، فنحن نرحب بذلك ولكننا لا نستجدي عودة أحد".

وأوضح الدبلوماسي السوري أن: "الكثير من الدبلوماسيين الغربيين المعتمدين في سوريا نسمع منهم كلاما إيجابيا وجيدا، وحتى إنهم يقولون إن دمشق أكثر أمانا من بيروت، ويتوقون للعودة إلى سوريا، لكن القرار ما زال مرهون لدى حكوماتهم وتبعيتهم".

ومع ذلك، اعتبر سوسان أنه: "ليس هناك استقلالية للقرار الأوروبي بل هو تابع للولايات المتحدة، وبهذا النهج فإن أوروبا وضعت نفسها على الهامش".

ورغم جلالة حدث عودة العلاقات بافتتاح السفارات العربية والأجنبية في دمشق فإنها تعتبر دليلا واضحا على انتصار سوريا على الارهاب وان حكومة الرئيس بشار الاسد هي الحكومة الشريعة في سوريا بشهادة من حاربها وحاول إسقاطها بدعمه للارهاب. فمن المؤكد ان ذلك سيؤثر على الخارطه السياسية الداخلية ايضا حيث سيكون الدور الذي سيلعبه المبعوث الاممي الجديد الى سوريا مختلفا عن سابقه وخصوصا في ظل قرار واشنطن بسحب القوات الامريكية من سوريا.

وفي هذا السياق اكد سوسان، أن دمشق قد رحبت بتعيين جير بيدرسون منذ البداية. واننا سنستمع إليه ونعلن استعدادنا للتعاون معه ونأمل أن يحقق ما لم يستطع أسلافه فعله.

وأشار إلى أنه من "المفيد" بالنسبة لبيدرسن أن يستخدم تجربة أسلافه في هذا المنصب وأن يحترم سيادة سوريا، وأن يكون محايدا في عمله.

وأوضح الدبلوماسي السوري ان دمشق لم تستبعد أحدا من العملية السياسية، وكل السوريين مدعوون للمشاركة فيها، وأن الحكومة تأمل في تكثيف الحوار مع الجماعات الكردية السورية واضاف أن الحكومة تأمل من خلال الحوار معالجة بعض المطالب مشيرا الى أن الحوار يضمن ذلك مادام أنه يستند إلى الالتزام بوحدة سوريا أرضا وشعبا وان الأكراد مواطنون سوريون وجزءا لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري.

وكان القيادي الكردي في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ريدور خليل قد كشف في وقت سابق ان هناك مفاوضات مع الحكومة السورية حول انتشار الجيش العربي السوري على الحدود مع تركيا. معتبرا أنه "لا مفرّ من توصّل الإدارة الذاتية إلى حلّ مع الحكومة السورية لأن مناطقها هي جزء من سوريا".

هذه المواقف من الجانبين السوري والكردي تضفي تأكيدا واعلانا للمجتمع الدولي أن سوريا وبجميع مكوناتها هي نسيج واحد وأن المخططات الامريكية الرامية الى التقسيم في البلاد قد آلت الى فشل ذريع ولم تحقق اي شئ على ارض الواقع.

وامام هذا التقدم المستمر الذي تحققه الحكومة السورية يسعى الجانب الصهيوني مدعوما بحليفته الولايات المتحدة الى مساندة الجماعات المسلحة وعرقلة تقدم سوريا في التوصل الى الحل السياسي وذلك من خلال استئناف الطائرات الاسرائيلية شن عدوانها على سوريا.

حيث أعلنت سوريا، الجمعة الماضية، أن "طائرات حربية إسرائيلية قادمة من اتجاه إصبع الجليل أطلقت عدة صواريخ باتجاه محيط دمشق، وعلى الفور تصدت وسائط الدفاع الجوي للصواريخ المعادية وأسقطت معظمها واقتصرت نتائج العدوان حتى الآن على إصابة أحد المستودعات في مطار دمشق الدولي".

هذه الاعتداءات وكما فسرها العميد عبد الحميد سهلب، الخبير العسكري السوري، هدفها في الحقيقة وبكل دقة هو دعم اللوجستي للجماعات الإرهابية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن عاد أكثر من 90% من الأراضي إلى الحضن والسيادة السورية.

فيما اعتبر الاعلامي عبد الباري عطوان انه ليس من المفاجئ ان تاتي الغارات الصاروخية الإسرائيلية العدوانية التي استهدفت بلدة الكسوة ومحيط مطار دمشق بنتائج عكسية على الجانب الصهيوني، لأن تل ابيب هي المتضرر الأكبر من تعافي سوريا وصمود جيشها، واستعادته معظم الأراضي السورية إلى سيادة الدولة.

الى ذلك اعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان لها ان هذا العدوان الغادر يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سوريا والحرب الإرهابية التي تتعرض لها ولرفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية عميلة لها فضلا عن كونها محاولة جديدة من الحكومة الإسرائيلية للهروب من مشاكلها الداخلية المتفاقمة.

وفي المحصلة فان العجلة السياسية في سوريا تسير بوتيرة عالية وفي الاتجاه الصحيح، داخليا هناك التئام بين صفوف الشعب تمثل اخيرا بلجوء الاكراد الى حضن الوطن بعد ان ادركوا بمدى التزام امريكا بحلفائها اذا تعارضت المصالح، في حين ان سوريا تعتبرهم جزءا من النسيج الوطني دون ان تتخلى عنهم، واما على صعيد العلاقات الخارجية فان الاعتراف بهزيمة الخطط الرامية الى الإطاحة بالحكومة الشرعية في سوريا وانتصارها على الارهاب والذي جاء على لسان كل من وقف ضدها في صف الارهاب يوما يعد اكبر دليل على تحقيق انتصار حقيقي سوف يتكلل بالقضاء على اخر البؤر الارهابية وخروج اخر جندي اجنبي غير مرغوب فيه من الاراضي السورية.