نزوات ترامب تدفع موظفي الحكومة للاستجداء وجمع التبرعات

نزوات ترامب تدفع موظفي الحكومة للاستجداء وجمع التبرعات
الجمعة ١٨ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٢٦ بتوقيت غرينتش

على ضوء استمرار اغلاق الحكومة الفدرالية الذي دخل يومه السابع و العشرين، ألغى الرئيس الاميركي دونالد ترامب رحلة الوفد الأميركي الى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي وزيارة رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي لبلجيكا ومصر وأفغانستان. و موظفي الحكومة الفدرالية يتجهون الى انشاء صفحات لجمع التبرعات عبر الانترنت، بسبب عدم استلام الرواتب.

العالم تقاریر

في احدث التطورات على ضوء ازمة الاغلاق الحكومة الفدارلية التي وصف بأنه اطول اغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة ألغى ترامب، الخميس، رحلة الوفد الأميركي إلى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، وقال إن هناك حاجة لبقاء المسؤولين الأميركيين في واشنطن لمواجهة أزمة إغلاق الحكومة الفدرالية.

وقال بيان صادر عن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز "بالنظر إلى وجود 800 ألف موظف أميركي رائعين لا يستلمون رواتبهم، ولضمان أن باستطاعة فريقه المساعدة كما يجب، ألغى الرئيس ترامب رحلة وفده إلى منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس في سويسرا".

وكان وزير الخزانة ستيف منوتشين من بين الخمسة الكبار في الوفد الذي يضم أيضا وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير التجارة ويلبر روس والممثل التجاري روبرت لايتهايزر، ومساعد الرئيس كريس ليدل.

ترامب يلغي زيارة بيلوسي لبلجيكا ومصر وأفغانستان

و أبلغ ترامب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، في وقت سابق ، بأن زيارتها لكل من بلجيكا ومصر وأفغانستان ألغيت بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة الذي دخل يومه السابع والعشرين.

وكتب ترامب في رسالة إلى رئيسة مجلس النواب الديمقراطية "بسبب الإغلاق يؤسفني إبلاغك بأن رحلتك إلى بلجيكا ومصر وأفغانستان تأجلت... سنعيد تحديد موعد لهذه الجولة التي تستمر سبعة أيام عندما ينتهي الإغلاق".

وبدأ إغلاق الحكومة في الـ22 من ديسمبر، بسبب النزاع بين ترامب والمشرعين الديمقراطيين بشأن الميزانية، مع إصرار الرئيس على تمويل الجدار الفاصل مع المكسيك، وفي غياب الاتفاق على الميزانية يحجب تلقائيا الكثير من الموازنات.

وتأثر نحو 800 ألف موظف فدرالي والعديد من المتعاقدين بالإغلاق الحكومي الجزئي الذي تسبب به رفض ترامب توقيع الميزانية لعدد من الإدارات، في رد على رفض الديموقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب خطته لإنشاء جدار حدودي مع المكسيك.

وأدى ذلك إلى اتجاه عديد من موظفي الحكومة نحو موقع جمع التبرعات عبر الإنترنت "جو فاند مي" للحصول على مساعدات مالية من الخير.

الامر الذي دفع موظفي الحكومة الأمريكية الى انشاء نحو 1000 صفحة لجمع التبرعات منذ بدء الإغلاق الحكومي قبل ثلاثة أسابيع حيث يطلبون المساعدة في توفير احتياجاتهم.

تكلفة أطول إغلاق حكومي في أمريكا، تعادل ميزانية الجدار!

بات الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الأمريكية الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، يشكل ضررا على النمو الاقتصادي في أمريكا..

ومع تضرر 800 ألف موظف فيدرالي يمثلون نحو ربع هذه الفئة من الموظفين، فإن تكلفة الإغلاق ستصل إلى 5.7 مليار دولار، أي ما يساوي المبلغ الذي يطالب به الرئيس دونالد ترامب لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك.

ويرفض ترامب التوقيع على الميزانية لتمويل الحكومة الفيدرالية ما لم تتم الاستجابة لطلبه وتضمينها تكلفة الجدار.

تجدر الاشارة هنا بأن شلل الحكومة الفيدرالية له انعكاسات كثيرة تتخطى دفع أجور الموظفين الفيدراليين.

حيث لن يتقاضى المزارعون المتضررون بالأساس من الحرب التجارية التي شنها ترامب المساعدة الذي وعد بها ، وستجد العائلات الأكثر فقرا نفسها محرومة من المساعدات الغذائية اعتبارا من نهاية شباط (فبراير)، كما توقفت عمليات الكشف الصحي.

كما تم قطع المساعدات لشراء الحبوب والأغذية للمواشي عن المزارعين، رغم بداية موسم زرع البذور.

وتوقفت "هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية" المشرفة على البورصة، كذلك، عن تعاملات إدراج الأسهم في البورصة، في حين تأخر استصدار ترخيص استخراج النفط والغاز.

وبحسب تقديرات وكالة "بلومبيرج نيوز"، فإن العمال المتعاقدين مع الحكومة الذين لن يتقاضى عديد منهم أجورهم، يخسرون 200 مليون دولار يوميا.

وتشمل الخسائر أيضا القطاع السياحي الذي عادة ما تصل عائداته إلى 18 مليون دولار يوميا في المنتزهات الوطنية الـ400.

وتخسر المطاعم والفنادق والمتاجر المحلية زبائنها مع غياب المراقبة الأمنية في بعض الحدائق وانقطاع عديد من الخدمات فيها.

وتنتهي ميزانية المساعدات الفيدرالية الغذائية للأمريكيين الأكثر فقرا بنهاية شباط (فبراير)، وطلب الاحتياطي الفيدرالي من المصارف أن تتفهم أوضاع زبائنها، ودعت وزارة الإسكان المالكين إلى عدم طرد المستأجرين الفقراء الذين يتلقون مساعدة حكومية لدفع إيجاراتهم.

وتشتد الوطأة على 380 ألف عامل فيدرالي الذين وجدوا أنفسهم ضمن فئة البطالة القسرية، وعلى 420 ألفا يعملون دون أن يتقاضوا أجرا إذ تعد مهامهم "أساسية" لحسن عمل الدولة.

إلى ذلك، أكد الرئيس الأمريكي الأحد الماضي أنه سيمتنع حاليا عن إعلان حالة الطوارئ الوطنية لإنهاء "الإغلاق" الجزئي للحكومة وشدد على ضرورة حصوله على 5.7 مليار دولار لتشييد الجدار على الحدود مع المكسيك.

وردا على سؤال لقناة "فوكس نيوز" عن سبب امتناعه عن إعلان حالة الطوارئ الوطنية فورا لتأمين أموال بدون موافقة الكونجرس، أكد ترامب أنه يريد أن يمنح برلمانيي المعارضة الديمقراطية فرصة للتوصل إلى اتفاق.

وقال: "أريد أن أعطيهم فرصة لنرى ما إذا كانوا سيتصرفون بمسؤولية"، مؤكدا أن ما لا نسعى إليه الآن هو حالة الطوارئ الوطنية.

وحذر اقتصاديون من أن الإغلاق قد يخفض نمو الوظائف بما يصل إلى 500 ألف وظيفة في كانون الثاني (يناير) الجاري، ويرفع معدل البطالة فوق 4.0 في المائة ما لم يتم حل المأزق السياسي في واشنطن قبل يوم الجمعة المقبل.

وقال مختصون في بنك سوسيتيه جنرال في نيويورك، إنه إذا لم تستأنف الحكومة الأمريكية العمل بحلول الـ 19 من يناير الجاري فإن ذلك قد ينتج عنه أول انخفاض شهري في عدد الوظائف منذ سبتمبر أيلول 2010 ويوقف سلسلة مكاسب للوظائف استمرت 99 شهرا متتاليا.

التناحر بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب و الكونغرس على خلفية جدار المكسيك يدفعان أمريكا تدريجيا نحو الهاوية و الارقام و الاحصاءات التي كشف عنها خبراء الاقتصاد تعزز هذه النظرية.

السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل يتراجع ترامب عن هوس بناء الجدار و يضع حدا للخسائر ام سيواصل العناد مع خصومه الديمقراطيين مهما كان الثمن؟